إحباط تهريب نصف مليون حبة مقلدة لأمراض القلب

تمكنت جمارك دبي من منع محاولة تهريب أكثر من نصف مليون حبة مقلدة من دواء (بلافيكس) الذي يستخدم كمضاد لتخثر الصفائح الدموية وللمصابين بمشاكل الجلطات الدماغية والقلبية، حاولت إحدى الشركات الأجنبية إدخالها من جزر الموريشيوس إلى الدولة عبر قرية دبي للشحن، فيما تقدر قيمة الأدوية المضبوطة في حال بيعها بالسوق بحوالي 5 ملايين درهم، ووصفت عملية الضبط بأنها الأكبر من نوعها على مستوى المنطقة· وبحسب معلومات الشركة الفرنسية المصنعة للدواء الأصلي، فإن المنطقة العربية شهدت عدداً من حالات الوفاة خلال الفترة الماضية نتيجة استخدام هذا النوع من الأدوية المقلدة نظراً لتأثيرها على القلب والشرايين، فيما أظهرت الفحوصات التي أجرتها وزارة الصحة على الأدوية المضبوطة أنها تحتوي على مادة الأسمنت الأبيض والتي تشكل خطورة بالغة على حياة مستخدميها· وخلال مؤتمر صحفي عقد في جمارك دبي أمس وبحضور أحمد بطي أحمد مدير عام جمارك دبي والسفير الفرنسي باتريس باولي وجان براغانتي المندوب الإقليمي للشؤون الأمنية في شركة (سانوفي افنتيس) المنتجة لدواء (بلافيكس)، تم التأكيد على أن هذه العملية، تعد واحدة من أكبر عمليات ضبط الأدوية المقلدة على مستوى دول المنطقة، وأن نجاح جمارك دبي في ضبط هذه العملية بالرغم من المستويات العالية في التقليد يؤكد الحرفية والقدرة العالية لدى الأجهزة الضبطية بدولة الإمارات على مكافحة عمليات تقليد الأدوية والمنتجات الطبية، والمنتجات المقلدة الأخرى· وأشار أحمد بطي الى أن مفتشي الدائرة قاموا بعملية دهم لقرية الشحن بناء على تعليمات من إدارة المكافحة الجمركية، وتم ضبط الأدوية وتحويلها الى مختبر وزارة الصحة لفحصها والذي اثبت أنها أدوية مغشوشة بدرجات عالية التقليد، مشيراً إلى أنه تم ضبط الأشخاص الذين حاولو تنفيذ العملية واحالتهم إلى الجهات القضائية، إلا أن بطي لم يكشف عن هوية المتهمين مكتفياً بالإشارة إلى أنهم يمثلون إحدى الشركات الأجنبية· عملية الضبط وأضاف أن عملية الضبط تمت على مرحلتين، حيث اسفرت عملية الدهم عن ضبط حوالي 192 ألف حبة من الأدوية المقلدة، قبل أن يتم اكتشاف شحنة ثانية تحتوي على 363 ألف حبة من خلال 20 ألف علبة تم ضبطها بالشحنتين، مشيراً إلى أن سعر العلبة الواحدة في الأسواق يصل إلى حوالي 292 درهما· وقال: ''تكمن خطورة هذه الشحنة في مستوى الاتقان في تقليد العلبة الأصلية، وهو ما كان سيحدث لبساً شديداً لدى المستهلكين، إضافة إلى اختلاف تركيبة الدواء عن التركيبة الأصلية التي تملك حقوق تصنيعها شركة (سانوفي افنتيس) الفرنسية، مشدداً على أن جمارك دبي ستقوم بكل واجباتها في حماية سلامة وأمن وصحة المواطنين والمقيمين· وشدد أحمد بطي على أن جمارك دبي حريصة على مصالح شركات الأدوية على وجه الخصوص والمستثمرين الأجانب بشكل عام، مؤكدا أن حقوقهم الفكرية ستكون منقوصة خصوصا في ظل التزام الدائرة بتنفيذ الاتفاقيات والمعاهدات الدولية والقوانين الاتحادية بالدولة، وهو ما جعل إمارة دبي تنعم بالأمن والرخاء واصبحت مركزاً دولية رائدا في محاربة البضائع المقلدة والمزورة· كما تحدث خلال المؤتمر الصحفي السفير الفرنسي لدى الدولة باتريس باولي والذي وصف عملية الضبط التي نفذتها جمارك دبي بالممتازة وبالغة الأهمية، وأشاد باهتمام حكومة دولة الإمارات بضبط عمليات التقليد وخصوصاً في مجال الأدوية الطبية· وقال: ''من الضروري أن تقوم دول العالم ببذل جهود في مكافحة التقليد مثلما تفعل دولة الإمارات، ولذلك عبرت كل من الجمهورية الفرنسية ودولة الإمارات على المستوى السياسي عن اهتمامها بتعزيز عمليات مكافحة التقليد·'' وأضاف: نحن في فرنسا نشكر جميع فرق العمل التي ساهمت في نجاح العملية، خصوصا أن تقليد الأدوية يتسبب في اضطراب في الأمن العام ويضر بسلامة وصحة الأفراد، الى جانب تأثيره على جاذبية البلدان التي تنتشر فيها للاستثمار· كما تحدث المندوب الأمني لشركة (سانوفي افنتيس) والذي قال إن هذا الدواء يستخدم عادة كمضاد لتخثر الصفائح الدموية ويستخدم لمنع حدوث الجلطات الدماغية والقلبية عند الأشخاص المعرضين للإصابة بها، كما يستخدم من قبل المرضى الذين يجرون عمليات قسطرة في الشرايين ويقومون بتركيب دعامات للقلب، ولذلك فإن تناول أي أدوية مقلدة قد يؤدي الى حدوث أزمات قلبية ودماغية وانسداد في الدعامات الشريانية ويعرض حياتهم للخطر· وحذر من تطور عمليات تزوير الأدوية بالعالم من الإنتاج الهامشي الى عمليات التصنيع واسعة النطاق، مشيراً الى أنها تشكل ما يتراوح بين 10 و15% من سوق الأدوية على مستوى العالم، وأنها بحاجة الى جهود مكثفة من قبل دول وحكومات العالم لمكافحتها· وأشار الى أن عدد الأشخاص الذين يتوفون بالعالم سنوياً نتيجة استخدام أدوية مقلدة يقدر بعشرات الآلاف، فيما توجد تقديرات بأن العدد يصل الى 200 ألف شخص في كل عام·