الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«باتريوت»: الحدود التركية- السورية

18 ديسمبر 2012
أرنستو لوندونو مراسل وكالة الصحافة الألمانية - تركيا رخصت الولايات المتحدة يوم الجمعة الماضي نشر 400 من جنودها بقاعدة أنجرليك التركية لتشغيل بطاريتي باتريوت مخصصتين لأغراض دفاعية بالقرب من الحدود التركية مع سوريا، وهي الخطوة التي تضع القوات الأميركية في خط المواجهة مع دولة عربية تعيش أزمة حقيقية وتواجه حرباً أهلية طاحنة تهدد بالامتداد إلى الدول المجاورة ومن بينها تركيا. وكان وزير الدفاع ليون بانيتا قد وقع على قرار نشر الجنود الأميركيين يوم الجمعة الماضي ومعهم البطاريتان المسؤولتان عن إطلاق صوارخ باتريوت لاعتراض أي قذائف قد تنطلق من سوريا، هذا بالإضافة إلى قدراتها على فرض منطقة لحظر الطيران في حال قرر الغرب الذهاب في هذا الطريق. وفي حديثه للطيارين الأميركيين بالقاعدة التركية قال بانيتا إن الأزمة المشتعلة بسوريا التي لا تبعد عن القاعدة الجوية سوى ستين ميلاً تقريباً جعلت منها مكاناً بالغ الأهمية بالنسبة لتركيا والجنود الأميركيين المرابطين هناك، موضحاً ما يعنيه بقوله: «إننا نمر في أوقات عصيبة في هذه المنطقة، وأنتم متواجدون في مكان خطير وتقومون بعمل حساس». ولكن ولتفادي التأويلات التي سارعت إليها وسائل الإعلام أكد المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية، جورج ليتل، أن القوات الأميركية العاملة في القاعدة ستناط بها مهام دفاعية صرفة. ومع أن صواريخ الباتريوت أرض- جو يمكن استخدامها لفرض حظر للطيران على سوريا، فقد أشار مسؤولو البنتاجون إلى أنه لا وجود لتحضيرات من أي نوع تتوخى فرض منطقة لحظر الطيران فوق سوريا، لأنه إجراء من شأنه تصعيد وتيرة الانخراط الأميركي والغربي بصفة عامة في الأزمة السورية. وفيما نفى بانيتا أي طابع هجومي للصواريخ الأميركية في تركيا فقد أكد من ناحية أخرى أن سقوط نظام الأسد بات مسألة وقت، موضحاً أن الولايات المتحدة تمد المعارضة بمساعدات غير السلاح على أمل أن يؤدي ذلك إلى تعزيز العناصر المعتدلة داخل جسم الثورة السورية، وقبل وصول البطاريات الأميركية سبقت كل من ألمانيا وهولندا بإرسال بطاريتين لكل منها ليصل إجمالي بطاريات الباتريوت في الجنوب التركي إلى ست، علماً بأن تركيا طلبت عدداً أكبر. ولعل ما دفع الغرب إلى نشر بطاريات الصواريخ هو إقدام النظام السوري على إطلاق صواريخ باليستية على مواقع المعارضة في الداخل، الأمر الذي عجل بالطلب التركي وبالاستجابة الأميركية للمخاوف التركية، ولكن المحللين العسكريين يستبعدون، على رغم استخدام النظام لصواريخ «سكود»، لجوءه إلى ضرب تركيا التي تملك جيشاً أقوى وتتفوق على القوات السورية المنشغلة بمواجهة المعارضة الداخلية، ولذا يرى العديد من المراقبين أن نشر صواريخ باتريوت في جنوب تركيا هو خطوة رمزية أكثر منها عملية تكتيكية ما لم يقرر المجتمع الدولي فرض منطقة لحظر الطيران، وهو أمر غير مرجح في الوقت الحالي بالنظر إلى الموقفين الروسي والصين المعارضين في مجلس الأمن الدولي، وصعوبة استصدار قرار أممي بهذا الشأن. وفي والوقت الذي تتوالى فيه إشارات قرب سقوط النظام بعد المكاسب العسكرية التي حققها الثوار على الأرض يخشى المراقبون أن الأسد المحاصر في دمشق قد يلجأ في خطوة يائسة إلى استخدام مخزونه المهم من السلاح الكيمياوي، وأشار بانيتا إلى أن وزارة الدفاع وضعت خطط طوارئ بطلب من البيت الأبيض للاعتماد عليها في حالة لجوء النظام السوري إلى السلاح الكيمياوي كحل أخير للتعامل مع المعارضة. ومن جهة أخرى كشف نائب الرئيس السوري فاروق الشرع في حوار مطول مع صحيفة «الأخبار» اللبنانية نشرته يوم الإثنين أنه «ليس صحيحاً على الإطلاق أنه بإمكان كل هذه المعارضات أن تحسم المعركة على أساس إسقاط النظام إلا إذا كان هدفها إدخال البلاد في فوضى ودوامة عنف لا نهاية لها، ولا أرى أن ما تقوم به قوات الأمن ووحدات الجيش سيحقق حسماً، لا سيما أننا ندرك خطورة العمل الجاري الذي يستهدف تدمير سوريا». وأضاف: «لا نبالغ إذا قلنا إن إنجاز التسوية التاريخية للأزمة السورية قد يمهد الطريق لتحقيق مناخ دولي يعالج قضايا مهمة أخرى بالطرق السياسية وليس بالمواجهة العسكرية»، مؤكداً أنه: «لا الائتلاف الوطني، ولا مجلس إسطنبول، ولا هيئة التنسيق كمعارضة داخلية متعددة الأقطاب، ولا أية مجموعات معارضة سلمية أو مسلحة بارتباطاتها الخارجية المعروفة تستطيع أن تدعي أنها الممثل الشرعي والوحيد للشعب السوري، وكذلك فإن الحكم القائم بجيشه العقائدي وأحزابه الجبهوية وفي مقدمتها حزب البعث العربي الاشتراكي بخبرته الطويلة وبيروقراطيته المتجذرة لا يستطيع لوحده بعد سنتين من عمر الأزمة إحداث التغيير والتطور من دون شركاء جدد يساهمون في الحفاظ على نسيج الوطن ووحدة أراضيه وسيادته الإقليمية». ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©