الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

تويوتـا تناضل لتلميع صورتها

تويوتـا تناضل لتلميع صورتها
4 يوليو 2007 23:48
بعد أن نجحت تويوتا قبل أشهر قليلة من انتزاع لقب أضخم شركة في العالم لصناعة السيارات من غريمتها الأميركية جنرال موتورز، تجد نفسها الآن أمام تحديات من النوع الذي يصادفه كل باحث عن التقدم إلى الصفوف الأمامية وفي أي مجال من مجالات النشاط· وجاء في تقرير بقلم جون ريد نشرته صحيفة (فاينانشيال تايمز) أن العديد من أصحاب سيارات تويوتا يشتكون من أصوات الضجيج العالية والمزعجة التي يسمعونها داخل سياراتهم· ومع ذلك، فلقد أكدت نتائج استطلاعات الرأي حول أداء السيارات التي تجريها شركة (جيه دي باور) الاستشارية بشكل دوري أن سيارات تويوتا تمكنت من الاحتفاظ بمواقعها المحددة في قائمة تصنيف النوعية التي أعدتها الشركة استناداً إلى هذه الآراء· ولا شك أن الحديث عن المحاولات الجادة التي تبذلها تويوتا للمحافظة على سمعتها ليس جديداً وخاصة فيما يتعلق بالتطوير المستمر لعملياتها الصناعية في القارات الستّ؛ إلا أنها أصبحت تحت مجهر النقّاد والخبراء أكثر من أي وقت مضى· والآن، وبعد أن قفزت إلى مرتبة الشركة الأكثر إنتاجاً للسيارات في العالم، فإن من المنتظر أن تضيف إلى إنتاجها السنوي نصف مليون سيارة جديدة· ومع هذا التطور السريع في القدرة الإنتاجية وافتتاح المزيد من المصانع والمكاتب الإدارية والوكالات في الأسواق الناشئة القوية كالسوق الصينية، فقد عمدت إلى تحميل مدرائها الإقليميين بالمزيد من المسؤوليات الجسيمة حتى تضمن الاحتفاظ بسمعتها وإرضاء زبائنها· وقال: هاين فان جيروين مدير عمليات تصنيع تويوتا في المملكة المتحدة: (هناك احتمال قوي جداً في أن أتحول إلى إداري مستقل تماماً)· وهذا يعني بوضوح أن تويوتا تفضل تبنّي استراتيجية زيادة صلاحيات مدرائها الإقليميين المتوزعين في العالم وبحيث يتمتعون بالقدرة الشخصية على اتخاذ القرارات الحاسمة· في مواجهة الأزمات ويبلغ حجم مشاركة تويوتا في السوق الأوروبية 6 بالمئة؛ وهي تحتاج الآن لأن تحتفظ بـ(عيني النسر) في أثناء تطلعها إلى تحسين نوعية سياراتها· ولا شك أن كاتسواكي واتانابي رئيس شركة تويوتا كان صادقاً وصريحاً عندما أشار إلى قلقه من مشكلة المعدلات العالية من سيارات تويوتا المباعة التي يتم استردادها سنوياً لإصلاح أعطال أساسية في التصنيع وخاصة في الولايات المتحدة· وهناك أيضاً العديد من المشاكل الأخرى التي تواجه الشركة في أثناء امتدادها وانتشار أسواقها ومصانعها على رقعة أكبر من خريطة العالم· ولا يتردد واتانابي في بعض الأحيان عن القول بصريح العبارة: إن أنجح شركة لصناعة السيارات في العالم أصبحت تعاني من (أزمة حقيقية)· وفي الولايات المتحدة التي تشكل السوق العالمية الرئيسية لسيارات تويوتا، تبذل الشركة جهوداً حثيثة لتخفيض معدلات استعادة السيارات المعابة إلا أنها فوجئت مؤخراً أن الكثيرين من مالكي البيك آب (توندرا) اكتشفوا أعطالاً في عمود الكامة الملحق بالمحرك· وقالت مصادر الشركة لصحيفة (ديترويت نيوز) بأنها تلقت حتى الآن 20 شكوى من هذا العيب في التصنيع الذي اكتشف في النسخ المباعة في الولايات المتحدة، ويمكن للمزيد من هذه الشكاوى أن يجبرها على الإعلان عن استعادة جميع النسخ المباعة هناك من (توندرا) والذي يبلغ 30 ألفاً وكلها صنعت في مركّب التجميع التابع للشركة في ولايتي إنديانا وتكساس· يذكر أن تويوتا تخطط لبيع 200 ألف نسخة من البيك آب (توندرا) هذا العام في الولايات المتحدة· وكانت قد افتتحت مؤخراً مصنعاً جديداً لتجميع سياراتها في مدينة سان أنطونيو بولاية كاليفورنيا كما بدأت ببناء مصنع آخر بمدينة أونتاريو الكندية وثالث بولاية الميسيسيبي الأميركية· وتجمع التقارير على القول إن (تويوتا) تسلك في الولايات المتحدة سلوكاً تنافسياً هجومياً يثير الكثير من الانتقادات الحادة هناك· ويذكر أن البيك آب (توندرا) يعد من بين أكثر سيارات تويوتا مبيعاً في الولايات المتحدة· وعلى سبيل بثّ الاطمئنان في أنفس مالكي سيارات تويوتا في الولايات المتحدة، أطلق المدراء التنفيذيون لفرع الشركة هناك حملة جديدة تحت شعار (كل شيء يفوز بأقصى اهتمامنا) ترمي إلى اختبار وتفحص كافة السيارات التي يتم تصنيعها قبل طرحها للبيع فضلاً عن تطوير خدمات ما بعد البيع وأساليب استقبال الزبائن في وكالات البيع المنتشرة هناك· وقال جون ريد في تقريره: ليس هناك شك على الإطلاق في أن صنّاع السيارات الأميركيين والأوروبيين الذين يناضلون بقوة للاحتفاظ بعوائدهم الراهنة من الأسواق أو تحسينها في أفضل الأحوال، فرحون بهذه التحديات والصعوبات التي تكبح من سرعة نمو رائدة صناعة السيارات· ففي أوروبا وحدها، سوف تتجاوز مبيعات تويوتا هذا العام 1,2 مليون سيارة؛ وهو العدد الذي كانت الشركة تتوقع التوصل إليه في عام 2010 وفقاً لتوقعات وضعتها قبل أربع سنوات· ومع ذلك، فإن هذا النمو السريع بدا كأنه يعني أنه يتعين على الشركة تأسيس نظام إداري معقد وبالغ الدقة حتى تتمكن من التحكم بعملياتها الإنتاجية على المستوى العالمي· وهي تعمل الآن على تحقيق الهدف عن طريق تعيين طواقم جديدة من الإداريين والمهندسين يمكنهم أن يضمنوا الدقة المطلقة في التسيير الإداري فضلاً عن الأمن الإنتاجي· ومن بين الاستراتيجيات الإدارية الجديدة التي تعتزم الشركة تنفيذها في المستقبل القريب، تلك التي تنصّ على منح كل إداري فيها أوسع هامش من المسؤوليات الإدارية· وأنشأت لهذا الغرض مراكز للتدريب الإداري تهدف لتخريج مسؤولين قادرين على المساهمة في حل المشاكل الطارئة التي تواجهها في إطار سعيها للبقاء على قمة الشركات المنتجة للسيارات في العالم·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©