توقعات بـ حرب أسعار بين مزودي خدمات الإنترنت

رفعت فودافون من أسهمها في سوق موبايل الحزمة العريضة المتنامي عبر خفض الأسعار التي تفرضها على الدخول إلى الإنترنت عالي السرعة من جهاز الكمبيوتر الشخصي ''اللاب توب'' بمقدار النصف تقريباً· وخلال العام الماضي، تنافست شركات هاتف الموبايل الأوروبية بشراسة على الشركات والمؤسسات العالية الإنفاق التي ظلت تستخدم شبكات هاتف الموبايل من أجل الدخول اللاسلكي للانترنت قبل أن يؤدي نشر تكنولوجيا HSDPA أو ما يعرف بـ''حزمة الدخول والارتباط العالي السرعة'' في شبكات هواتف الموبايل إلى مضاعفة سعة سرعات الحزمة العريضة إلى ثلاثة أمثالها في خدمات الخط الثابت وتمكن الشركات مثل فودافون وتي موبايل من الاستحواذ على سوق المستخدمين التجاريين من ذوي الإنفاق المرتفع· وكما ورد في صحيفة ''الاندبندنت'' اللندنية مؤخراً فإن فودافون على ما يبدو أطلقت ضربة البداية في آخر جولة لخفض الأسعار في الفضاء التجاري عبر طرح سعر ثابت لرسوم حزمة الموبايل العريضة بمبلغ 25 جنيهاً استرلينياً في كل شهر أي نصف ما كانت تفرضه في السابق من سعر بقيمة 45 جنيهاً إسترلينياً، وعمدت الشركة أيضاً إلى إجراء تعديل في سياستها المسماة ''الاستخدام العادل'' يتيح للمستخدمين تحميل كمية من البيانات أكبر بثلاثة أضعاف مما كانت توفره بموجب العقود السابقة· كذلك فقد أقدمت الشركة على مضاعفة كمية البيانات المتاحة للمشتركين في خدمة الموجة العريضة للمسافرين والبالغ سعرها 95 جنيهاً استرلينياً في الشهر بالإضافة إلى زيادة عدد الشبكات التي يمكن أن يتجول من خلالها هؤلاء الزبائن بل إن هذه الرسوم الجديدة سوف تنطبق على جميع الزبائن الجدد والزبائن بين المؤسسات والشركات الذين شارفت عقودهم على الانتهاء· يذكر أن فودافون تعتبر المزود الأكبر لبطاقات البيانات في المملكة المتحدة بعدد 280 ألف مشترك معظمهم مشتركون على أساس السعر الثابت، وطرحت الشركة أيضاً خدمة جديدة عبارة عن رسم يفرض على المستخدمين الأفراد أو الشركات والمؤسسات لمدة 24 ساعة فقط على أولئك غير المتأكدين من أنه سيصبح بإمكانهم استخدام بطاقة البيانات بشكل يكفي لتبرير إنفاقهم لمبلغ 25 جنيهاً إسترلينياً شهرياً· وعوضاً عن ذلك سيتعين على الزبون دفع مبلغ 8,5 جنيه استرليني مقابل فترة 24 ساعة فقط إلا أنه سيتوجب عليه دفع مبلغ مقدم بحوالي 120 جنيهاً إسترلينياً مقابل بطاقة البيانات بينما يحق للزبائن الموقعين على عقود لمدة 18 شهراً استلام بطاقة البيانات مجاناً أو استرداد مبلغ 50 جنيهاً إسترلينياً إذا كانوا من أولئك الذين استثمروا أموالهم مؤخراً في بطاقة البيانات· إلى ذلك فقد استمر انترنت الموبايل يمثل جزءاً كبيراً من الإيرادات لمشغلي الموبايل الحريصين على إنعاش وترويج خدمات الرسائل اللحظية من على الموبايل، إلى درجة أن الاتحاد الأوروبي وصف بطاقات بيانات اللاب توب ذات مرة بأنها تعتبر ''النوع الأكبر من تدفق البيانات على الإطلاق منذ ميلاد خدمة ''اس ام اس''· ونتيجة لذلك، شرعت الشركات المشغلة للموبايل في الدخول في منافسة شرسة على الزبائن الحريصين على الدخول إلى الانترنت من أي مكان مهما كان، الأمر الذي قاد شركات مثل فودافون للتنافس مع مزودي خدمة الاتصالات الهاتفية التقليدية للشركات والمؤسسات مثل الشركة العملاقة بريتش تيليكوم وأيضاً مع مجموعة من الشركات المشغلة لتكنولوجيا واي فاي التي توفر الدخول عبر الحزمة العريضة ولكن فقط عبر ''النقاط الساخنة''، ويبقى أن الخطوة التي اتخذتها فودافون بخفض الأسعار من شأنها أن تثير حماسة شركات الموبايل الأخرى الباحثة عن حصة أكبر من كعكة سوق الأعمال التجارية بحيث أصبح من المؤكد أن عدداً من الشركات سوف تقتفي هذا الأثر في وقت قريب·