الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

صناعة السعادة (2)

5 فبراير 2012
نكمل اليوم حديثنا عن صناعة السعادة؛ لما لهذا الموضوع من أهمية عند البشر، فالإنسان بحاجة إلى البحث عما يسعده، بعيداً عن أحمال الدنيا وأثقالها ومشاغلها المتنوعة التي تزداد كلما ازداد التقدم الحضاري. فالهموم والأعمال الكثيرة أتعبت نفسيات كثير من الناس، حتى أن بعضهم ترى على وجوههم غربة الأهل والأصدقاء. عزيزي القارئ، صناعة السعادة توجد في أمور كثيرة في متناول يدك منها: «الفكرة»، فإذا أردت أن تشعر بالسعادة، فما عليك إلا أن تفكر في أن تكون سعيداً، فلا تبخل على نفسك بفكرة قد تغير فيها مجرى حياتك للأفضل. ومنها كذلك «التذكر الإيجابي»، حيث تبدأ تتذكر المواقف الجميلة التي مرت عليك في حياتك، والأمور والأشياء التي أسعدتك، ولا تكن سوداوي النظرة وتقول: «أنا ليس في حياتي ما يسعد ويفرح»، اهدأ وفكر وتذكر فستجد في ذاكرتك الشيء الكثير، ستجد سجلات وملفات مليئة بالمواقف والأحداث واللحظات التي فيها مشاعر إيجابية. ومنها أيضاً «الابتسامة والضحك»، فعندما تتذكر ما يسعدك ابتسم واضحك مع نفسك ولا تحرمها هذه اللحظات السعيدة؛ لأن السعادة شيء نسبي وحالة نفسية بحتة، فلو تذكرت وجه طفل مبتسم فبتلقائية ستبتسم، وإذا رأيت شخصاً عبوساً أو كئيباً وأمعنت النظر في وجهه فحتماً ستصاب بالحالة نفسها التي هو عيلها. اضحك بعقل وابتسم لكل ما هو جميل في حياتك، ولا تكن كمن يبكي كلما تذكر موقفاً إيجابياً أو لحظات جميلة افتقد وجودها في حياته. ففي إحدى الجلسات الاستشارية طلبتُ من سيدة إغماض عينيها ثم تذكر ما يسعدها، ففعلت ذلك وبعد لحظات ظهرت على محياها ابتسامة خفيفة وبعدها أخذت دموعها تنهمر، فسألتها عن السبب فقالت: «طلبت مني تذكر ما يسعدني فتذكرت والدي واللحظات الجميلة التي قضيتها معه، ولكنني أفتقده لأنه مات منذ سنوات فبكيت». ومن الأمور التي تساعد على صناعة السعادة، بالإضافة لما سبق ذكره، ذكر نعم الله عليك، فاحمد الله الذي أعطاك جسداً سليماً معافىً، فإن ابتلاك بشيء فيه فتذكر أن غيرك مبتلى بما هو أكثر منك. وتذكر أنه أنعم عليك بالمال والمأوى، فإن نقص فتذكر أن غيرك لا يملك قوت يومه ولا يجد ما يأويه. سأل رجلٌ عالماً فقال: «مَن هو الغني؟» فقال العالم: «من يجد قوت يومه وله بيت يأويه»، فقال الرجل: «ولو كان له خادماً؟» فقال العالم: «إنه من المنعمين». تذكر أن الله رزقك بزوجة وأبناء، فإن ابتلاك بشيء فيهم، فتذكر أن هناك مئات الآلاف من البشر لا يقدرون على الزواج، وأن هناك مثلهم حرموا الإنجاب. واذكر أنك تتمتع بوظيفة تقيك مر السؤال، فإن قل رزقك فيها فتذكر أن غيرك لا يجد عملاً يكسب منه ليشتري به ما يسد رمقه. تذكر كل نعمة من نعم الله مهما كانت صغيرة أو كبيرة وافرح بها فرح الحامد لله والمحافظ عليها، وتذكر قوله تعالى: (وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ) (إبراهيم:7). dralazazi@yahoo.com
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©