الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الانتظار يستحق الانتظار

5 يوليو 2007 02:51
طلبت مني قارئة أن أكتب عن مسلسل يحمل عنوان ''الإنتظار''، وحجتها أن المسلسل رائع وهي تشكر الظروف التي جعلتها تشاهده بعدما فاتها متابعته في رمضان الماضي· طلبت مني القارئة رأيي التفصيلي في المسلسل، ورحت أتحين الفرص لمشاهدة حلقاته· عليّ في البداية أن أقدم اعترافين، أولهما أن ما سأكتبه هو حصيلة رأي المشاهدة مع موافقتي الكاملة عليها، أما الإعتراف الثاني فهو أن المسلسل اسم على مسمى: ''انتظار'' ويستحق الانتظار لمتابعة ليس أحداثه فقط ولكن كاراكتيرات الممثلين وبراعتهم في الأداء إلى جانب التفاصيل الدرامية التي لم تهمل أي منها عدسة المخرج المتميز في هذا العمل الليث حجو· فكل لقطة وكل زاوية بل كل كادر من كوادر الكاميرا تعيدنا إلى واقع عفوي جميل حتى ببساطته وفقره وتجده يتلمس فينا ذلك الحنين المتأجج إلى حاراتنا العتيقة بشرائط الكهرباء المعلقة فوق أسطح البيوت وقصص جيران طفولتنا ولعب الصبية في الحارة بين عربات الخضار وضجيج الدراجات النارية وجلوس الأم إلى طشت الغسيل ووابور الغاز لقلي الباذنجان والكوسا حتى انك تحس برائحته تتسلل إلى أنفك· كل ذلك يندمج بسلاسة وواقعية مع حوارات الممثلين وتحركاتهم، وللسوريين باع طويل في ذلك· فتحتار وسط الكم الهائل من عفوية الأداء على من تركز؟ على الرائد بسام كوسا في دور الزوج والصحافي الذي خذله انتظاران: انتظار انتهاء بيت الجمعية ليترك حارة الفراكيح (وهو اسمها)، وانتظار تحسن حاله في الوظيفة التي لمت ما هب ودب والكل إما مسافر أو مراسل (حتى جاره الذي ترك بيع الفلافل ليلتحق بفضائية عربية)· أم على الزوجة يارا صبري المدرسة الصارمة والزوجة الزنانة· وإلى جانب بسام ويارا هناك جميلات الحارة اللواتي ينتظرن الزوج الميسور، وهناك أيضا رجل الشرطة المكروه من شباب الحي· وبين تلك الشخصيات يبرز دور الممثل أحمد الأحمد الذي سبق أن رأيناه في ادوار ثانوية تكاد تعد على الأصابع· أحمد أتقن عن جدارة دور الاخ الأصغر لأيمن رضا الذي بات امر سفره إلى الإمارات كابوسا دائما، فخناقاته المستمرة أتت لتجلي كاراكتيرا خاصا يشد المشاهد ويحرضه على الضحك والاندماج بعينين شاخصتين· ''الانتظار'' عمل يستحق أن ينتظره محبو الدراما العربية، فهو يحترم أولا وأخيرا عقول المشاهدين، سواء لناحية الحبكة القصصية أو من جهة الإخراج أو بالنسبة للتنفيذ التقني، بعكس مسلسلات أخرى تدفع كل مشاهد ان يتزود بـ ''عدة سمكرة'' لكي يساعد المخرج على شدّ هذا المشهد أو فكفكة ذاك· خطأ واحد أفسد مسلسل ''الانتظار'' وهو خطأ معتمد في كثير من المسلسلات العربية، ألا وهو دور الطبيب، فغالبا ما يكون الطبيب في الأعمال الدرامية العربية مجرد ''تلميذ'' عليه أن يتلو درسه أمام الأستاذ· عـادل علي adelk85@hotmail.com
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©