الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

حسن شريف: الأطفال هم الأكثر قرباً من أعمالي

حسن شريف: الأطفال هم الأكثر قرباً من أعمالي
5 يوليو 2007 02:52
الفنان الإماراتي حسن شريف شخصية مختلفة مغامرة في العمل الإبداعي ، الذي يتبناه وفق رؤية نقدية ثقافية في مساحات الفكر الأكاديمي والموهبة والإلهام ، وهذا الفنان الكبير بدأ هواية الرسم في السبعينات حين كان طالباً في مدرسة الشعب بدبي ، حيث كان يطلق عليه فنان الشعب ، ونشر رسوماته الكاريكاتيرية في بعض الصحف والمجلات في حينه ، ثم انطلق إلى لندن التي أمضى فيها خمس سنوات حيث تخرج في أحد المعاهد البريطانية ، ولذلك تسنى له أن يطلع على الفن الحديث ، والتجارب الفنية العالمية ، وهو متأثر بصناعته الفنية ، واشيائه بنوع من الفن ظهر في أوروبا أوائل القرن الماضي ، وهذا الفنان المتشبث بأسلوبه دون النظر إلى النواحي المادية ، أو التكسب الفني له موقع مهم في الخارطة الفنية في الإمارات والعالم العربي ، ولا يتردد أن يسمي أعماله ( أشياء فنية ) فلا هي ضخمة كالنصب التذكارية ، ولا صغيرة كالمجوهرات ، وهو يتيح لنفسه تصميم هذه الأشياء ، وافتراش مساحة معينة لعرضها سواء في المعارض الخاصة ، أم العامة ، موظفاً في ذلك أشياء لا تخطر على البال ، كالحطب ، وأواني العصائر الفارغة ، وحبال الغسيل وغيرها·· ويقول: شعرت أن هناك تشابهاً بين اللوحة التقليدية والنحت التقليدي ، لكنني أبحث منذ البدء عن طريقة أخرى لإنتاج أعمال فنية أسميها (أشياء) وهذه الأشياء موجودة بين اللوحة والنحت، وأعمالي أقرب إلى النحت من اللوحة· وذكر أنه صنع مجموعة كبيرة من الأعمال مؤكداً على كلمة الصناعة لأن الفن في رأيه صنعة يبدعها الفنان، أو شركة معينة· وفي ركن من متحف الشارقة الوطني التقته '' الاتحاد'' وكان معه الحوار التالي: التسويق الفني ؟ ماذا عن تسويق اعمالك التي في الغالب لا تستهوي الجمهور بقدر ما تستهويهم اللوحة التقليدية؟ ؟؟ سوق الفن لا يريد هذه النوعية من الأشياء التي أنتجها وبالتالي فإنني أنتج نفسي بنفسي ، ولكن إذا كان لأعمالي سوق في المجتمع ، بمعنى أن افتح شركة لصنع أعمالي فهذا غير وارد ، مع وجود بعض الاستثناءات · ؟ هل يعقل أن يقدم أحد الناس على شراء عمل من زجاجات الكولا يأخذ مساحة ويضعها في حديقة منزله ؟ ـ لقد اشترى مني أحد الناس ثلاثين عملاً ، وهناك قبول من قبل المتلقي الذي يقف أمام أشيائي يتأملها · اللوحة ؟ كيف تفسر اللوحة؟ ؟؟ هي عملية حجب البياض داخل اللوحة المؤسسة وسطحها وعين المشاهد حيث أستخدم ألواناً معينة ، ولا يخصني موضوع اللوحة ، لأن اللوحة قد تكون شجرة أو طاولة أو طبيعة صامتة وغيرها ، وبالتالي لا أقوم برسم اللوحة بل بصنعها ، وذلك من أجل تقريب أعمالي وأشيائي إلى اللوحة أو العكس· ؟ وكيف تختار عناوين أعمالك ؟ ؟؟أختار الأسماء لأعمالي من نفس عناوين المادة التي استخدمها ، هذه عبارة عن كراتين وأقمشة ، وتلك ملاعق وكيبل تلفون ، وأخرى صحون ألمنيوم وملفوفة بقطع ألمنيوم · ؟لماذا أنت متمسك بهذا النوع من ( الأشياء الفنية ) وهل له علاقة بالعصرية ؟ ؟؟إنني أنتج عملاً فنياً له علاقة بهذا الزمن ، عن طريق ترك الماركة التجارية على العمل ، وبالتالي الماركة التجارية تعبر عن هذا العصر أو الزمن ، ومثلاً الكراتين استخدمت من قبل أحد غيري لا أعرفه ، وفي نفس الوقت وحين العرض أقوم بالتعريف بالمجهود المبذول عن طريق عرض العمل بصرياً للمشاهد ، الذي يتأملها وربما يلمسها · الأطفال يحبون أعمالي ؟ هل يقبل الأطفال على أعمالك ؟ ؟؟ أكثر من يتعامل مع أعمالي هم الأطفال ، حيث يحبون اللعب بها وتغيير شكلها ، وفي حالة كهذه يصبح للعمل الفني قيمة كبيرة لأنه استطاع الوصول إلى شريحة مهمة من شرائح المجتمع وهم جيل المستقبل · ؟ أنت لست مجرد فنان عادي ، ولكنك فنان مختلف ، من هم أساتذتك في مجال الفن التشكيلي ؟ ؟؟ تأثرت بفلسفة وكاتب مهم جداً هو ''ولتربنجامين'' ، حيث كان من مدرسة فرانكفورت للنقد، كتب مقالة عنوانها ( الفن في زمن التكنولوجيا ) في هذا الزمن ينمحي وعبير العمل الفني ، ويصبح العمل الفني مكرراً وآلياً ، لهذا السبب أقول إنني أصنع ، ولا أنحت ولا أرسم · ؟ ماذا تفعل بالأعمال التي تصنعها ؟ ؟؟ أخزنها بعد عرضها، حيث لا أحد يشتريها إلا ما ندر· ؟ ألا تصلح للمتاحف ؟ ؟؟ في أوروبا يتم اقتناء هذه الأعمال، وهناك أشخاص في أوروبا يقتنون مثل هذه الأعمال، لكن في عالمنا العربي الصورة مختلفة· ؟ ما هو السبب ؟ ؟؟ المشكلة التي أعانيها ثقافية ، بين فكري ، والمجتمع ، ولهذا منذ عام 1983 ، أي منذ بدأت أنتج أعمالي وأكتب عن هذه الطريقة في العمل في الصحف والمجلات كنت أهدف إلى تعريف المشاهد بها ، هذا المشاهد يقبل على عملي لكنه لا يشتريه ·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©