5 يوليو 2007 02:55
صدر عن ''دار العربية للعلوم - ناشرون'' و''دار النهار'' في بيروت كتاب للشاعرة والمترجمة اللبنانية جمانة حداد بعنوان ''سيجيء الموت وستكون له عيناك'' وهو عباره عن مجلد من 655 صفحة كبيرة القطع هو سجلّ شعري بل موسوعة لشعراء وصفتهم بأنهم احتقروا الحياة فانتحروا·
''وتحت عنوان يشير إلى الموت هو ''في أنه أول الحكاية'' -وليس نهايتها كما قد نتوهم- تتحدث جمانة حداد وبشعرية عن ''150 شاعراً انتحروا في القرن العشرين (بين سنة 1900 وسنة 2006)· وتقول: 150 شاعراً وشاعرة من 48 بلداً من جهات الأرض الأربع· مائة وخمسون صرخوا (أو همسوا): كفى! وسبقونا إلى الضفة الأخرى·· نعم مائة وخمسون في القرن العشرين انتحروا، مائة وخمسون شاعراً وشاعرة·· احتقروا بعشرين لغة مختلفة وباثنتي عشرة طريقة مختلفة هذه الحياة ''الانتحارية''؛ مائة وخمسون بطلاً وبطلة ازدروا العروش كلها الباطلة منها وغير الباطلة وارتموا في الهاوية· جبن؟ شجاعة؟ لا يهم؛ ارتموا·· مائة وخمسون شاعراً في القرن العشرين انتحروا ووجدتهم· كيف بدأ ذلك؟''
وتنتقل حداد إلى فصل جديد عنوانه ''في فاتحة المطر'' تقول ''متى بدأ ذلك؟ وكيف؟ ولماذا؟ أنا نفسي لا أعرف: بزغوا جميعاً ذات غفوة··· بزغوا وجاؤوني في المنام·'' تضيف بما يحمل إلى النفس تساؤلاً عمن هو الميت ومن هو الحي؟·· وتقول الكاتبة الشاعرة ''نظرياً'' على الأقل ''جاؤوني وخطفوني وصعقوني، صعقوني ودوخوني وافترسوني· إلى المقلب الآخر سحبتني أطيافهم وقالت: حان ليلنا فاذهبي وتجهزي وانهضي من رقادك وانهضينا· قد تعبنا من حياتنا السرية ومللنا الهيمان في وادي الظلال· دحرجي الحجر وابعثينا·'' تعيد القول إنها لا تعرف متى وكيف بدأ ذلك ''أقول إن جل ما أعرفه هو أننا ـ نحن الشعراء ـ محاطون بأشباح يخاطبوننا سراً· أشباح·· هم أطفالي الشريدون وهذا الكتاب بيتهم لا مقبرتهم لا مدفنهم· بيتهم· فالمنتحر ليس ميتاً، ليس ميتاً عادياً أعني، هو ''شيء'' أكثر·· شيء آخر، لا ميت ولا حي· بين بين· والاثنان معاً· وثالث· ضيف مرتبك وصل متأخراً إلى الحياة ومبكراً إلى الموت·· ''انهضي'' هتفوا معاً بصوت مكهرب فنهضت وطاردتهم واحداً واحداً وواحدة واحدة· طاردت طفولتهم·· أرضهم·· ابتساماتهم··أوجاعهم واستيهاماتهم·· هواجسهم وعذاباتهم وجهنماتهم المفتوحة وغرفهم المغلقة·'' رويترز
عدد اليوم
