الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

الأمم المتحدة قلقة لتزايد عدد الضحايا الأفغان

الأمم المتحدة قلقة لتزايد عدد الضحايا الأفغان
9 فبراير 2014 01:05
كابول (أ ف ب) - أعلنت الأمم المتحدة، أمس، أن عدد الضحايا المدنيين في أفغانستان ارتفع بنسبة 14 في المئة عام 2013 وشهد زيادة «مقلقة» في صفوف النساء والأطفال، ما يطرح تساؤلات حول الوضع الأمني في هذا البلد مع اقتراب موعد انسحاب قوة حلف شمال الأطلسي. وأكد التقرير السنوي لبعثة الأمم المتحدة في أفغانستان (يوناما)، أن النزاع الأفغاني بين متمردي طالبان الذين طردوا من الحكم في 2001 من جهة والقوات الحكومية الأفغانية والتحالف الدولي من جهة أخرى، أسفر عن سقوط 2959 قتيلاً (بزيادة 7% قياساً إلى 2012) و5656 جريحاً (بزيادة 17%) في صفوف المدنيين. وأسِفت البعثة لأن «تصاعد عدد المدنيين القتلى أو الجرحى في 2013 يذهب في اتجاه معاكس للتراجع المسجل في 2012»، مشيرة إلى أن عدد القتلى في عام 2013 يقترب من العدد القياسي المسجل في 2011 (3133 قتيلاً). وهذا الارتفاع ناتج، خصوصاً، من «تغيير في دينامية» في النزاع، وانسحاب تدريجي للقوة الدولية التابعة لحلف شمال الأطلسي في أفغانستان (إيساف) التي أنجزت في عام 2013 عملية نقل مسؤولية الأمن في البلاد إلى قوات أفغانية (350 ألف عنصر) تعتبر رغم أهميتها ضعيفة وغير مجهزة بشكل كافٍ. ولفتت البعثة إلى «أن إغلاق قواعد عسكرية دولية وخفض العمليات الجوية والبرية لـ (إيساف).. أعطيا القوات المعادية للحكومة مزيداً من القدرة على الحركة والقدرة في بعض المناطق على مهاجمة القوات الأفغانية الأكثر تدخلاً وتعرضاً من السنوات السابقة».ولاحظ رئيس بعثة الأمم المتحدة في أفغانستان يان كوبيس في بيان أن «مزيداً من المواجهات على الأرض يعني مزيداً من المدنيين القتلى أو الجرحى». وتعليقاً على التقرير، أقر المتحدث باسم وزارة الدفاع الأفغانية زاهر عظيمي بأن الضحايا المدنيين يشكلون «موضع قلق»، مؤكداً أن القوات الأفغانية «تلقت تعليمات بتجنب المعارك في المناطق المدنية». من جهتها، اعتبرت قوة (إيساف) التابعة للأطلسي، أن ارتفاع عدد الضحايا المدنيين يظهر «استمرار ازدراء طالبان بالحياة الإنسانية». وارتفاع عدد الضحايا المدنيين في 2013 يطرح تساؤلات حول قدرة القوات الأفغانية على توفير الأمن في البلاد، فيما يستعد خمسون ألف جندي ينتمون إلى قوة الأطلسي للانسحاب من أفغانستان بحلول نهاية العام. واعتبر المحلل عتيق الله أمرخيل وهو جنرال سابق، أنه من دون دعم الحلف الأطلسي، فإن القوات الأفغانية قد تنجر «إلى مواجهات دامية ستتسبب بمزيد من الضحايا المدنيين». لكن الجيش الأفغاني سيتمكن رغم ذلك من الإفادة من دعم غربي بعد 2014 إذا توصلت كابول وواشنطن إلى التفاهم على اتفاق أمني ثنائي سيمهد لبقاء نحو عشرة آلاف جندي أميركي على الأراضي الأفغانية. لكن الرئيس الأفغاني حميد كرزاي رهن توقيعه هذا الاتفاق بإطلاق عملية سلام فعلية مع متمردي طالبان، علماً بأنها متعثرة حالياً. وتحدثت بعثة الأمم المتحدة عن ارتفاع «مقلق» لعدد الضحايا في صفوف النساء (36 في المئة بالنسبة في 2012) والأطفال (34 في المئة). وقالت جورجيت جانيون، وهي مسؤولة في البعثة الأممية مكلفة بحقوق الإنسان، إن «الواقع المحزن أن غالبية النساء والأطفال قُتلوا أو أُصيبوا في حياتهم اليومية، داخل منازلهم، في الطريق إلى المدرسة وحين يعملون في الحقول». ولاحظ التقرير أن العبوات الناسفة يدوية الصنع، وهي السلاح الأكثر استخداماً لدى طالبان، ظلت في 2013 سبب العدد الأكبر من الضحايا المدنيين (34 في المئة)، وكانت خلفت 962 قتيلاً و1928 جريحاً العام الفائت. وأبدت البعثة قلقها أيضاً حيال أعمال العنف التي تستهدف الانتخابات الرئاسية في أفغانستان والمقررة دورتها الأولى في الخامس من أبريل. وقد أحصت الأمم المتحدة 25 هجوماً، أسفرت عن مقتل أربعة مدنيين عام 2013. ونبهت إلى أن هذه المشاكل الأمنية تهدد بالتأثير «في مشاركة المدنيين» في الانتخابات المقبلة. ويشكل الاستحقاق الانتخابي اختباراً لاستقرار أفغانستان ومستقبلها في ضوء تدخل عسكري غربي استمر 12 عاماً، ومساعدات دولية استثمرت في أفغانستان منذ 2001، وتقدر بعشرات مليارات الدولارات.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©