الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

خبراء يؤكدون أهمية الحفاظ على الأفلاج وإعادة إحيائها في العين

خبراء يؤكدون أهمية الحفاظ على الأفلاج وإعادة إحيائها في العين
18 ديسمبر 2012
محسن البوشي (العين) - أكد خبراء عالميون يعكفون على دراسة مصادر المياه التقليدية في العالم، ضرورة الحفاظ على الأفلاج القديمة في واحات العين، وإعادة إحيائها وتطويرها باعتبارها وسيلة فاعلة لتوفير مياه الري وتحقيق الاستدامة، وإنتاج المياه العذبة بغير الوسائل الميكانيكية الحديثة. وعبر الخبراء الذين يمثلون فريقاً علمياً بمركز دراسات المياه التقليدية بمنظمة “اليونسكو”، خلال جولة استطلاعية قاموا بها أمس للأفلاج القديمة بواحات النخيل في العين، عن انبهارهم بنظام عمل الفلج وما يتسم به من إحكام ودقة ما يسهم في ترشيد استهلاك المياه ويحافظ على مصادرها. رافق الفريق الذي يضم عددا من الأساتذة المتخصصين بجامعة شرق واشنطن في زيارته التي شملت واحة العين ومنبع الأفلاج بمنطقة مزيد، كل من سلطان الكويتي خبير الأفلاج ببلدية العين، مبارك العميمي رئيس قسم الواحات بالبلدية وعدد من المسؤولين بالقسم، والدكتور يحيى محمود أستاذ التاريخ بجامعة الإمارات. وقدم الكويتي والعميمي شرحا وافيا للفريق البحثي الزائر، حول مراحل حفر الفلج ومصادره ومساراته وهندسته واستخداماته، بالإضافة إلى كيفية صيانته وتطويره، باعتباره يشكل مصدراً أساسياً للمياه. ولفتا إلى الاهتمام الكبير الذي أولاه المغفور له الشيخ زايد بن سلطان أل نهيان طيب الله ثراه للأفلاج وصيانتها تجسيدا لحرصه على توفير المياه باعتبارها الركيزة الأساسية للتنمية وتحقيق الازدهار. وعبرت الدكتورة دورثي زيلسلر أستاذ تاريخ المياه ورئيسة قسم الحكومة بجامعة شرق واشنطن عضو الفريق البحثي الزائر، عن سعادتها وتقديرها للجهود المستمرة التي تبذلها دولة الإمارات، للحفاظ على الأفلاج باعتبارها تراثاً عريقاً، يستوجب حمايته تمشياً مع الجهود الكبيرة التي تبذلها منظمة “اليونسكو” في هذا الصدد. وشددت على ضرورة تضافر الجهود للحفاظ على هذا التراث القديم؛ نظراً لأهميته البالغة في توفير المياه اللازمة للسكان بوسائل طبيعية بعيداً عن الوسائل الميكانيكية الحديثة المتبعة ألان على أوسع نطاق. وأشارت زيلسلر إلى أنه وعلى الرغم مما تحقق من تقدم ونهضة، إلا أن تلك الطرق التقليدية في الحصول على المياه واستخداماتها في الزراعة والري، تعد المثلي نظراً للفوائد والمزايا العديدة لتلك المياه بالمقارنة بالمياه التي يتم الحصول عليها بالطرق الميكانيكية الحديثة من حيث الحفاظ على الصحة العامة وحماية البيئة. وأعربت الدكتورة فندا اثانا الأستاذ المشارك بقسم الحكومة بجامعة أيسترن واشنطن، والمتخصصة في نشوء المجتمعات القديمة في آسيا رئيسة الفريق البحثي عن انبهارها بالطرق التقليدية التي يقوم عليها عمل الفلج في الزراعة، بعيدا تماما عن أي طرق أو وسائل ميكانيكية حديثة، مؤكدة ضرورة الحفاظ على تلك الوسائل التقليدية وتفعيلها باعتبارها تمثل أهمية كبيرة للأجيال القادمة. وأكدت ديتا أن عملية الري عبر الأفلاج في واحات النخيل في العين، تمثل تجربة فريدة التي لم تشهدها في أي مكان آخر في العالم بما في ذلك الهند وإيران، اللتين قانت بزيارتهما في إطار جهودها البحثية بمجال كيفية حصول السكان في المجتمعات القديمة على مصادر المياه. ودعت ديتا إلى ضرورة تضافر الجهود كافة، في سبيل توفير مصادر المياه وتطويرها بتلك الطرق التقليدية باعتبارها أفضل بكثير جداً من الوسائل الميكانيكية الحديثة للحصول على المياه، من الناحيتين الصحية والبيئية. وقال الدكتور ماجد شريقي أستاذ مساعد بقسم الحكومة بجامعة شرق واشنطن ومتخصص، في سياسات التنمية، إن انبهاره بتجربة الافلاج لم يقتصر على طبيعتها باعتبارها وسيلة مثلى للحصول على مياه الري بشكل محكم مقنن فقط، بل من تلك المنظومة الدقيقة المحكمة التي تحكم أداء فريق العمل، الذي يقوم على هذه الافلاج فلكل عضو دور ومهام دقيقة محددة. وأضاف شريقي أن من الأمور الأخرى التي استرعت انتباهه حرص القائمين على الواحات على استخدام الأسمدة الطبيعية في الري، الأمر الذي يعظم من أهمية إحياء الافلاج وتطويرها، لتوفير مياه عذبة للري من مصادرها الأصلية مباشرة، بعيداً عن الطرق الميكانية والتسميد بالمواد العضوية ما يساهم في إنتاج غذائي صحي، وهذا أمر ينطوي على أهمية بالغة لأنه يعود بنا إلى الطبيعة في الزراعة والري، إضافة إلى أن نظام الري بالفلج له مزايا أخرى عديدة من حيث ترشيد المياه والمحافظة عليها. وأكد الدكتور يحيى محمود أستاذ التاريخ بجامعة الإمارات الذي رافق الفريق البحثي خلال جولته الاستطلاعية في واحات العين أهمية هذه الزيارة التي استمرت يوماً واحداً في دعم الجهود العلمية التي يقوم بها القسم بمجال التراث المحلي في سبل الحفاظ عليه وحمايته من الاندثار وإحيائه بما يعود بالفائدة على المجتمع المحلي.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©