الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

تدشين ميناء خليفة يعزز ريادة الإمارات في قطاع التجارة البحرية

تدشين ميناء خليفة يعزز ريادة الإمارات في قطاع التجارة البحرية
19 ديسمبر 2012
بقلم: الدكتور سلطان الجابر منذ آلاف السنين، وقبل زمن طويل من دخول مفردات مثل “البنية التحتية” و”الخدمات اللوجستية” إلى قاموس حياتنا، استطاع أجدادنا وآباؤنا أن يقوموا بدور فاعل، وأن يكون لهم حضور عالمي مؤثر من خلال صيد اللؤلؤ وإقامة الطرق التجارية البحرية النشِطة. ولطالما كانوا من السباقين والرواد في هذا المجال، فقد أدركوا جيداً مدى أهميته بالنسبة للتطور والازدهار. وعندما تأسست دولة الإمارات العربية المتحدة قبل 41 عاماً، لم يكن مستغرباً أن تكون لدى القيادة الحكيمة رؤية بعيدة المدى لأهمية وجود بنية تحتية متطورة في جميع المجالات، بما فيها التجارة البحرية والخدمات اللوجستية، فكان أن وضعت تلك الغاية في مقدمة أولوياتها، ولا تزال كذلك حتى يومنا هذا. فقد شكل الالتزام بتوفير أفضل الخدمات اللوجستية والبنى التحتية، سمةً أساسية ترسخت على مدى عقود مديدة من الزمن، ونتيجة لذلك، تفخر دولة الإمارات العربية المتحدة اليوم باحتضانها لشركات عالمية في هذا المجال الحيوي والهام لازدهار الحياة الاقتصادية في البلاد. لقد أنعم الله سبحانه وتعالى علينا بأننا نعيش في وطن لا يعرف للطموح حدوداً ولا يكتفي بما حققه من نجاحات، بل يسعى دائماً نحو التميز والتفوق. وشهدنا في يوم الأربعاء الموافق 12 /12 /2012 كتابة فصل جديد في إرثنا البحري العريق، وفي التزام قيادتنا الحكيمة تجاه هذا القطاع الاستراتيجي المهم. فقبل أربعة عقود، دشن الوالد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه ميناء زايد ليغدو بوابة التجارة الرئيسية لإمارة أبوظبي، وذلك في خطوة عكست أهمية امتلاك منظومة متكاملة من البنية التحتية المتطورة. واليوم يواصل صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة حفظه الله، هذا النهج الحكيم، مع التدشين الرسمي لميناء خليفة. ويحق لشعب الإمارات أن يفخر بقيادته وحرصها على توفير أكثر المرافق الملاحية تطوراً في العالم باعتبارها دعامة رئيسية ومحفزاً قوياً للتنمية الاقتصادية الشاملة. ونتقدم في شركة أبوظبي للموانئ بخالص الشكر والامتنان إلى صاحب السمو رئيس الدولة على تكرّمه بتدشين الميناء، وذلك في بادرة تعكس الأهمية الاستراتيجية الخاصة لهذا المشروع بصفته ركيزة أساسية في البنية التحتيّة لقطاع النقل في دولة الإمارات العربية المتحدة. وتم التدشين الرسمي لهذا الصرح الاقتصادي العملاق بتاريخ 12/12/2012، وكان الحفل حدثاً متميزاً بكل معنى الكلمة، حيث تخلله عرض فيلم خاص سلط الضوء على تاريخنا البحري العريق، وعلى البنية التحتية المتكاملة والمتطورة لدولة الإمارات. وشمل العرض فقرات مستوحاة من التراث البحري للدولة، حيث قامت مجموعة من البحارة بإنشاد نهمة “هيه يامال” في لوحة تذكر بالارتباط الوثيق لمجتمعنا مع حياة البحر. ولحظة قيام صاحب السمو رئيس الدولة حفظه الله بتدشين الميناء في الوقت المحدد (الساعة 12:12:12)، انطلق عرض ضخم لأحدث تقنيات الموانئ وأكثرها تطوراً في العالم، حيث ارتفعت جدران القاعة ليطل الحضور على حوض وساحات الميناء، ويروا رافعات متحركة تقوم بنقل الحاويات بحركات متناسقة، وترتبها راسمةً لوحة كُتِبَ عليها “ميناء خليفة ... التدشين الرسمي”. وخلف هذا المشهد الرائع، ظهر الميناء وهو يعمل بكامل طاقته، حيث كان يجري تفريغ ثلاث سفن عملاقة. وتوالت حركة الرافعات أمام الحاويات التي انسدلت عليها أجزاء من لوحات عملاقة، تكاملت لتكتب عبارات من وحي الحدث مثل: “نحن في قلب العالم ... لخدمته”. وكان الختام كلمة تقدير وعرفان لصاحب السمو رئيس الدولة من أسرة شركة أبوظبي للموانئ ومرافئ أبوظبي حيث كُتبت عبارة “نشكركم على قيادتكم ورؤيتكم”. وأثمرت جهود إقامة المشاريع الاقتصادية لخدمة الوطن والمواطنين نمواً شاملاً امتد إلى جميع مفاصل الحياة، مع تنويع في الموارد وتوفير فرص العمل لأبناء الوطن، حيث تطور قطاع الشحن والخدمات اللوجستية في دولة الإمارات ليشهد واحداً من أسرع معدلات النمو في العالم. ويشير تقرير صدر مؤخراً عن شركة “دريوري” المتخصصة باستشارات القطاع إلى أن حركة سفن الحاويات في الشرق الأوسط ستشهد نمواً يتراوح بين 6 و7? خلال السنوات القليلة المقبلة، بينما يتراوح معدل نمو حركتها في أوروبا ما بين 1 و1,5?. ويمثل “ميناء خليفة” ركيزة أساسية في خطة شاملة ورؤية بعيدة المدى، حيث يهدف إلى إثراء السجل الناصع للإنجازات التي حققتها موانئ دولة الإمارات، إذ من المتوقع أن يسهم، إلى جانب مدينة خليفة الصناعية المجاورة “كيزاد”، بما يصل إلى 15? من إجمالي الناتج المحلي غير النفطي للإمارة بحلول عام 2030. ومنذ انطلاق العمليات التشغيلية في “ميناء خليفة” في سبتمبر الماضي، نجح هذا الصرح بترسيخ مكانته المتميزة كمشروع ناجح بكل المقاييس، إذ استقبل الميناء حتى ديسمبر 146 سفينة من أكبر سفن العالم، وبلغ مجموع الحاويات التي تمت مناولتها 102 ألف حاوية. ومع بداية ديسمبر، تم تحويل حركة جميع الحاويات في أبوظبي من ميناء زايد إلى ميناء خليفة، أي قبل الموعد المحدد لذلك بثلاثة أشهر، وذلك نتيجة التجهيزات المتطورة والجهود الدؤوبة لجميع العاملين في “أبوظبي للموانئ”، و”مرافئ أبوظبي”، و”جمارك أبوظبي”. واستقبل ميناء خليفة 1,65 مليون طن من المواد الخام لمصهر الإمارات للألمنيوم (إيمال). ويوفر ميناء خليفة مزايا تنافسية لا تضاهى، مثل التكاليف التشغيلية المنخفضة والتي تأتي بفضل التكنولوجيا المتطورة، بما في ذلك إتمام الإجراءات إلكترونياً، وتسيير العمليات بالاعتماد على أنظمة آلية ما يتيح شحن وتفريغ السفن خلال زمن أقل، وبالتالي الحد من التكاليف بشكل كبير. كما تمثل مدينة خليفة الصناعية “كيزاد” قصة نجاح جديدة، إذ تم فعلياً تأجير أكثر من 25? من مساحة “المنطقة الصناعية أ” للمستثمرين. وبفضل البنية التحتية المتطورة في مختلف أنحاء دولة الإمارات، ستتمكن شركات التجارة الإقليمية من الاستفادة من المزايا التي يوفرها كل من “ميناء خليفة” ومدينة خليفة الصناعية، وكامل البنية التحتية المتطورة للعمليات اللوجستية والشحن في الدولة. ونظراً للموقع الاستراتيجي المثالي الذي تتمتع به دولة الإمارات، فإنها توفر بوابةً مهمة إلى الأسواق العالمية، حيث تتيح الوصول بسهولة وسرعة إلى ملياري نسمة في أربع مناطق زمنية مختلفة، وذلك عبر واحدة من أفضل شبكات الطرق والنقل الجوي المتاحة في العالم، حيث تشكل الدولة اليوم جسراً مثالياً يربط مختلف الأسواق الناشئة، فضلاً عن الأسواق العالمية المتقدمة. لقد عودتنا قيادتنا الحكيمة على أن ننظر دوماً إلى المستقبل بإيجابية وتفاؤل، وأن نعمل دوماً لصنع هذا المستقبل كما نريده لأبنائنا. ونؤكد في “شركة أبوظبي للموانئ” المضي قدماً في جهودنا لتعزيز المكانة المتقدمة لدولة الإمارات، ولنواصل بذلك مسيرة التميّز والنجاح في قطاعٍ اعتدنا على ريادته منذ عقود. رئيس مجلس إدارة شركة أبوظبي للموانئ
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©