الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

وسائل بديلة لمواجهة التغير المناخي

وسائل بديلة لمواجهة التغير المناخي
15 مارس 2008 00:19
يشهد العالم الآن اهتماماً كبيراً بتوفير الطاقة وتطوير مصادر بديلة لأنواع الوقود التقليدي· وتغطي هذه البحوث كافة أوجه وصور الاستهلاك؛ ومن ذلك مثلاً أن معهد مدينة آن آربوس في الولايات المتحدة ينشغل الآن بالبحث عن بديل مناسب لأسلاك التنجستن المستخدمة في المصابيح المخصصة لإضاءة شوارع المدن لأنها تستهلك الكثير من الطاقة الكهربائية· ويعمد خبراء المعهد لاستبدالها بـ (المصابيح ثنائية المساري المشعة للضوء) LED لأنها أقل استهلاكاً للطاقة· ويرصد تقرير نشرته صحيفة ''ذي وول ستريت جورنال'' الجهود القائمة على قدم وساق في العديد من مدن العالم الكبرى لابتداع طرق وأساليب جديدة لتخفيض معدلات الاستهلاك من الطاقة الكهربائية وتخفيض معدل انبعاث غاز أوكسيد الكربون· ففي مدينة شيكاجو مثلاً، يجري العمل في تنفيذ مخطط واسع النطاق لإنشاء حدائق فوق أسطح العمارات لتلطيف جوّها وتخفيف الاعتماد على المكيفات التي تستهلك الكهرباء· وعمدت بلدية نيويورك إلى التعاون مع شركة خاصة تعمل في تطوير نظام جديد لتحويل طاقة المدّ والجزر والتيارات البحرية إلى طاقة كهربائية تضاف إلى الشبكة العمومية فيما فضلت العاصمة الهولندية أمستردام استخدام مياه البحيرات الباردة في تكييف هواء المنازل عن طريق ضخها في أنابيب خاصة· وينقل التقرير عن رالف كافاناج نائب مدير برنامج الطاقة التابع لمجلس حماية الموارد الطبيعية في نيويورك قوله: نحن الآن في بداية تحرك واسع النطاق في مجال تطوير المشاريع البلدية المتعلقة بتوفير الطاقة وبما يحقق لنا الريادة المطلقة في هذا المجال· وأصبحت معظم المدن العالمية الكبرى تحرص على وضع مشكلة التغير البيئي وتخفيض معدل انبعاث غاز ثاني أوكسيد الكربون في قمة أولوياتها بعد أن أكد علماء البيئة على أن هذا الغاز الشفّاف هو الذي يسبب ظاهرة تسخّن جوّ الأرض· وفي الولايات المتحدة، وقّع أكثر من 700 رئيس بلدية على اتفاقية التزموا بموجبها بمحاولة الالتزام بتحقيق أهداف معاهدة بروتوكول كيوتو في مجال تخفيض معدل انبعاث غاز ثاني أوكسيد الكربون بالرغم من أنه سبق للكونجرس الأميركي أن رفض توقيعها· وتتعلق القضية الثانية التي تستأثر باهتمام رؤساء البلديات بارتفاع تكاليف إنتاج الطاقة الكهربائية من الوقود التقليدي والتي تضاعفت الآن عما كانت عليه في عام 2000 بسبب ارتفاع أسعار النفط الخام· وهذا ما دفع بلديات المدن العالمية الكبرى إلى البحث في كافة الأساليب التي تهدف إلى توفير الأموال المصروفة على توليد هذه الطاقة· وقبل ثماني سنوات، عمدت مدينة ويندي سيتي (وهو الاسم الأصلي لمدينة شيكاجو) إلى إعادة تأهيل 1,35 مليون متر مربع من المباني السكنية بحيث تستهلك كمية أقل من الطاقة· وتوصل الخبراء في هذا الشأن إلى قرار يقضي بإنشاء حدائق فوق أسطح الأبنية والأبراج· وتم إنشاء أول حديقة معلقة فوق القصر البلدي ذي الأحد عشر طابقاً في مدينة شيكاجو· وهذا المعلم التاريخي الذي يعود بناؤه إلى أكثر من قرن مضى، يمكن أن تصل درجة حرارة الجو المحيط به إلى أكثر من 50 درجة مئوية في بعض فصول الصيف ذات الحرارة الاستثنائية· ويمكن للحدائق المقامة فوق أسطح الأبنية أن تخفض درجة الحرارة بأكثر من 20درجة مئوية مما يوفر الحاجة لاستخدام مكيفات الهواء الكهربائية التي تستهلك الكثير من الطاقة الكهربائية· ويفسر الخبراء سرّ هذه الظاهرة في أن الغطاء النباتي للحدائق يعمل على عكس الإشعاعات الحرارية ويوفر الظلّ· ويترتب على هذا الإجراء توفير الكثير من الطاقة التي تستهلك في تبريد المبنى· وتغطي الحديقة التي تم إنشاؤها فوق المبنى منذ عام ،2001 أكثر من 1800 متر مربع، وهي مزروعة بأكثر من 100 نوع من النباتات والأشجار التي تتميز بقدرتها على الصمود أمام الرياح والعواصف العاتية ودرجات الحرارة المرتفعة التي يمكن أن تتعرض لها بسبب الارتفاع عن سطح الأرض· وسرعان ما استشعر القيّمون على المبنى كيف هبطت الأرقام المدونة في فواتير استهلاكه للطاقة بنسبة 11 بالمئة، أو بما يعادل 10 آلاف دولار شهرياً عقب بناء الحديقة فوقه· وبعد تحقيق هذه النتيجة المشجعة، قررت بلدية شيكاجو التوسع في مشروع إنشاء الحدائق فوق البنايات والأبراج المرتفعة حتى أصبحت مساحة الأسطح المغطاة بالحدائق ضمن المدينة تزيد على 360 ألف متر مربع· وتشرف على هذا البرنامج فــرق متخصصــة ذات خبرة واسعة في إنشاء هذا النوع من الحدائق· ومن ذلك مثلاً أن من الضروري اختيار نوع من التربة الخفيفة حتى لا يزيد التحميل فوق الأسطح بما لا يمكنها تحمله من ناحية الوزن· وقبل فرش تربة الحديقة، لا بد من تغطية السطح بغشاء رقيق عازل للماء والرطوبة لمنع مياه الأمطار من التسرّب إلى البيوت· وقبل عامين، عمد المسؤولون في بلدة تابعة لمدينة ديترويت الأميركية يبلغ عدد سكانها 115 ألف نسمة، إلى إعادة النظر في الفاتورة السنوية للكهرباء التي تبلغ 5 ملايين دولار فلاحظوا أن الحساب المتعلق بإنارة شوارع البلدة يبلغ 1,5 مليون دولار من أصل القيمة الإجمالية للفاتورة أو ما يعادل 30 بالمئة· وتوصل مهندسو البلدية إلى فكرة تسمح بتوفير الجزء الأكبر من الاستهلاك بتغيير المصابيح التقليدية لإضاءة الشوارع والتي تتوهّج باستخدام سلك التنجستن، بمصابيح ثنائية المساري المشعّة للضوء (الدايودات)· وتتميز هذه المصابيح بأنها تصدر الضوء بواسطة مادة شبه موصلة للكهرباء تستهلك القليل من الطاقة حتى تتوهّج، ويمكن أن يعمّر المصباح لعشر سنوات بخلاف مصابيح التنجستن التي لا تعمر إلا لبضعة أشهر· وتستهلك مصابيح (الدايودات) أقل من نصف الطاقة التي تستهلكها المصابيح التقليدية·
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©