الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

السويدي: بدء تسليم عربات «قطار الاتحاد» الأسبوع المقبل

السويدي: بدء تسليم عربات «قطار الاتحاد» الأسبوع المقبل
19 ديسمبر 2012
أكد معالي ناصر أحمد السويدي رئيس مجلس إدارة شركة الاتحاد للقطارات، رئيس دائرة التنمية الاقتصادية في أبوظبي، أن الشركة ستبدأ بتسلم عربات “قطار الاتحاد” الأسبوع المقبل، تمهيداً لتشغيل المرحلة الأولى المقررة خلال الربع الأخير من العام 2013. وقال السويدي لـ”الاتحاد” أمس إن عمليات إنشاء المرحلة الأولى من مشروع قطار الاتحاد التي تربط منطقتي شاه وحبشان بميناء الرويس تسير على قدم وساق ووفق الجدول الزمني المحدد. وأضاف “بدأت عمليات الإنتاج في مصنع العوارض الذي يقع في مدينة المرفأ بالمنطقة الغربية، كما أن الشركة بصدد تسلم القاطرات في الربع الثاني من عام 2013، في حين أن عربات “قطار الاتحاد” ستصل قبل نهاية العام الحالي”. وتبلغ تكلفة الجزء الأول من المشروع المكون من مرحلتين 25 مليار درهم، فيما تصل التكلفة الإجمالية للقطار الذي يصل من الغويفات إلى رأس الخيمة مروراً بدبي والشارقة إلى نحو 40 مليار درهم. التصميم والتصنيع وقال السويدي إن تصميم وتصنيع العربات والقاطرات جاء بعد دراسات وأبحاث متكاملة أجرتها شركة الاتحاد للقطارات بالتعاون مع الموردين، شملت الاطلاع على أفضل التجارب والممارسات عالمياً في هذا المجال، ومن ثم تبني أعلى معايير السلامة والكفاءة في قطارات الشحن والركاب. كما اتخذت الشركة سلسلة من الإجراءات لحماية البيئة والحياة البرية على طول مسار سكة الحديد. وأكد أن الشركة اعتمدت تصميماً يستخدم أجهزة استشعار دقيقة للغاية تطلع سائق القاطرة بشكل مستمر على مؤشرات الحرارة أو الميول أو الاهتزاز، حيث يشمل كل قطار على 1430 جهازاً من أجهزة الاستشعار، موزعة على القاطرات وعلى أنحاء مختلفة من كل عربة في القطار، وهي المرة الأولى التي تستخدم فيها هذه الأجهزة الدقيقة والمجربة بهذه الكمية في قطار واحد في العالم. وقال “نريد أن نضمن نقلاً آمناً لمواد مثل حبيبات الكبريت أو السوائل الخطرة في المستقبل، ونخفف الانبعاثات الضارة بشكل كبير”. وأضاف أنه تم تصميم عربات قطارات الشحن بنظام تحميل إلكتروني دقيق، لضمان عملية تحميل وتفريغ آمنة للمواد وخصوصاً حبيبات الكبريت التي تتمحور حولها المرحلة الأولى لمشروع القطار، فيما اعتمدت الشركة تصميم القاطرات ليتحمل أعلى درجات الاصطدام، وهي مطابقة لمعايير الجمعية الأميركية للسكك الحديدية (AAR)، إضافة إلى أحدث التقنيات في مجال الفرامل. وأوضح أنه تم تزويد جميع القاطرات بأجهزة متطورة لإزالة الرمال التي قد تتراكم على السكة، وهي مقسمة إلى ثلاثة مراحل تضمن إزالة أية تجمعات أو كثبان رملية من السكك لضمان نقل آمن للبضائع والركاب. مراقبة السلامة وقال السويدي إنه سيكون هناك دوريات لفحص ومراقبة سلامة السكك الحديدية في مختلف مناطق الدولة بشكل مستمر، إضافة إلى إجراء صيانة دورية وقائية للقاطرات والعربات في مرافق الشركة في مدينة مرفأ بالمنطقة الغربية في أبوظبي. وكانت شركة الاتحاد للقطارات تعاقدت العام الماضي مع الشركة الصينية الجنوبية للقطارات والمقطورات المحدودة، وهي أكبر مصنع للعربات في العالم، لتوريد 240 عربة مغطاة وذلك لنقل حبيبات الكبريت في المنطقة الغربية لإمارة أبوظبي. إضافة إلى ذلك، تعاقدت مع شركة “إلكتروموتيف ديزل”، إحدى أكبر الشركات المصنعة للقاطرات التي تعمل بالديزل والكهرباء في العالم، والتي تتخذ من الولايات المتحدة الأميركية مقراً لها، بهدف تصميم وتصنيع سبع قاطرات للنقل الثقيل. وأوضح السويدي أن شركة الاتحاد للقطارات قامت بتشغيل مصنع عوارض السكك الحديدية، في مدينة المرفأ في المنطقة الغربية، حيث تشرف الشركة على جميع مراحل الإنتاج ابتداء من مراحل التحضير والتصميم ومروراً بالتصنيع وصولاً إلى مرحلة الاختبارات وضبط الجودة. وبين أن المصنع يستخدم أحدث المعدات والتجهيزات لضمان جودة العوارض المصنعة ومطابقتها لأعلى معايير السلامة والأمان العالمية، وأنه صمم ليكون صديقاً للبيئة وبشكل يتيح إمكانية التوسع وإضافة خطوط إنتاج إضافية في المستقبل إذا دعت الحاجة. وأشار إلى أن المصنع يمتد على مساحة تصل إلى 60 ألف قدم مربعة، ويضم 6 خطوط إنتاج وتصل طاقته الإنتاجية الإجمالية إلى 2400 عارضة أسمنتية يومياً، إضافة إلى خط إنتاج خاص بالعوارض التي تستخدم عند التحويلات. وتوقع أن يشغل المصنع أكثر من 150 موظفاً وعاملاً بمجرد توسع عمليات التشغيل فيه لتلبية حاجة المشروع في المستقبل، حيث يضم فريق العاملين مجموعة من الخبراء والمتخصصين في مجال تصنيع العوارض والسكك الحديدية بما يضمن توفير عوارض لمشروع السكك الحديدية الوطني تطابق أعلى المعايير العالمية. وأوضح السويدي أن الاختبارات على العوارض المصنعة يتم إجراؤها ضمن مختبرات موجودة داخل المصنع، مبيناً أن هذه المختبرات تستخدم أفضل المعدات المعتمدة عالمياً، إضافة إلى خضوعها لاختبارات الحمل والجودة من قبل الهيئة الأميركية المركزية للتحكم بالنقل (CTC). ويستخدم المصنع معدات حديثة إيطالية الصنع، وقوالب مصممة في ايطاليا والهند. رافد للاقتصاد وأكد السويدي أن مشروع قطار الاتحاد يشكل رافداً مهماً لاقتصاد دولة الإمارات، وهو خطوة كبيرة باتجاه تحقيق رؤية الإمارات 2021 ورؤية أبوظبي 2030، اللتين تركزان على بناء اقتصاد متين ومستدام من خلال تطوير مشروعات بنية تحتية متطورة وتنويع الموارد الاقتصادية للدولة. وقال “شهد هذا المشروع الاستراتيجي تطورات كبيرة وملموسة في عام 2012، إضافة إلى المزيد من التطورات المتوقعة في عام 2013، من شأنها تحفيز التنمية الاقتصادية في الدولة، وتعزيز جاذبيتها الاستثمارية والتأثير إيجاباً وبشكل مباشر على المناطق والمجتمعات التي يمر بها مسار السكة الحديدية”. وأضاف “المشـروع يحظى بدعم حكومي غير محدود نظراً لدوره في تعزيز التنمية الاقتصادية في الدولة والمنافع البيئية التي يوفرها بمجرد انطلاق عمليات التشغيل العام المقبل”، مؤكداً أهمية دور مختلف الجهات المحلية والاتحادية المعنية، التي قدمت الدعم اللازم وجميع التسهيلات لضمان سير العمل في المشروع بالشكل الأمثل ودون معوقات. الكادر الوطني وأوضح السويدي أن الشركة اتخذت سلسلة من الخطوات الرامية إلى بناء كادر وطني مؤهل لإدارة وتشغيل هذا المشروع، وذلك من خلال استقطاب الشباب الإماراتي من العاملين في مجالات مشابهة أو الخريجين الجدد لاستكشاف هذا القطاع الواعد، وتشجيعهم على الانضمام لفريق عمل الشركة بما في ذلك العمل بصفة فنيي وسائقي قطارات في المستقبل. وقال “تتطلع الشركة إلى البدء ببرامج تدريبية شاملة لبناء وتطوير مهارات الشباب المواطن في مجال القطارات وخصوصاً تشغيل وقيادة القطارات في المناطق الصحراوية”. وأكد أن الشركة تقوم بالمشاركة في معارض التوظيف وتنظيم ورش العمل في المناطق التي يمر فيها المشروع، حيث تمت مقابلة مجموعة كبيرة من الكوادر الشابة المواطنة، واستعرضت معهم الفرص المتاحة. وأشار إلى أن هدف الشركة الأساسي هو الوصول إلى نسبة توطين تبلغ 40% خلال عام 2013. الحفاظ على البيئة إلى ذلك، أكد السويدي أن شركة الاتحاد للقطارات وضعت مسألة الحفاظ على البيئة وحماية المقومات الطبيعية ضمن أبرز أولوياتها عند القيام بتصميم المشروع وتطويره، وذلك لأن خط سكة الحديد سيمتد عند اكتمال المشروع عام 2018 لمسافة تصل إلى حوالي 1200 كيلومتر وسيربط إمارات الدولة والموانئ والتجمعات الصناعية والسكنية المهمة مع بعضها البعض، إضافة إلى ربط دولة الإمارات بسلطنة عُمان والمملكة العربية السعودية، وسيمر في مناطق وتضاريس مختلفة كالمناطق الصحراوية ذات الكثبان الرملية المرتفعة والأراضي السهلية والمنبسطة القريبة من سواحل الدولة. وقال “منذ انطلاق المشروع، أكدت شركة الاتحاد للقطارات التزامها بالقانون الاتحادي رقم 24 لسنة 1999، والذي ينص على حماية البيئة وتنميتها، وهي تولي اهتماماً كبيراً بالمحافظة على البيئة وحماية المعالم والمواطن الطبيعية”. وأضاف “عملت الشركة بشكل وثيق مع مختلف المؤسسات والجهات الحكومية مثل هيئة البيئة بأبوظبي وهيئة أبوظبي للسياحة والثقافة وحديقة الحيوانات بالعين والصندوق الدولي للحفاظ على الحبارى وكذلك المؤسسات العالمية المتخصصة في الحفاظ على البيئة، بما يضمن تخفيف أي أثر بيئي للمشروع إلى الحد الأدنى، وتحقيقه للأهداف الاقتصادية والاجتماعية الموضوعة له”. وأضاف “رغم أن الوفاء بمثل هذه المتطلبات لحماية البيئة يتطلب الكثير من الجهد والعمل، إلا أن فريق العمل في شركة الاتحاد للقطارات، وبالتعاون الوثيق مع مختلف الجهات المعنية، نجح في اعتماد مخطط المرحلة الأولى للمشروع بما في ذلك مسار السكة بشكل يحافظ على البيئة الطبيعية ويحمي الحيوانات التي تستوطن المناطق التي يمر بها مسار السكك”. تقليل الانبعاثات الكربونية قال السويدي إن مشروع السكك الحديدية يوفر العديد من المنافع بعيدة الأمد، والتي لا تقتصر على البيئة، بل تشمل تعزيز الأمن والسلامة، مثل تقليل الانبعاثات الكربونية بنسبة تتراوح بين 70 و 80% بالمقارنة مع الانبعاثات الصادرة من الشاحنات التي تنقل الحمولة ذاتها، نظراً لقدرة القطار على نقل ما يعادل حمولة 300 شاحنة تقريباً في المرة الواحدة، ما يعني تقليل الآثار البيئية وتعزيز السلامة على الطرقات البرية. وقال “صمم مسار المشروع، إضافة إلى بعض مرافقه بعد دراسات وزيارات ميدانية مكثفة، بما يضمن تخفيف أي آثار بيئية متوقعة جراء عملية تطويره، وقد تم في بعض الحالات تغيير مسار السكة بهدف الحفاظ على الحياة البرية والطبيعة، ويبدو ذلك واضحاً من خلال تصميم مسار العين، الذي تم تعديله بهدف الحفاظ على المواطن الطبيعية لبعض الأنواع المهمة مثل الحبارى وبعض أنواع الزواحف كالضب وغيرها من الطيور والحيوانات التي تشتهر بها صحارى الإمارات، إضافة إلى أشجار الغاف ذات الأهمية الكبيرة للبيئة المحلية”. ممرات آمنة بين السويدي أن تصميم المشروع يتضمن شق ممرات آمنة تتيح العبور للحيوانات بأحجام مختلفة وتهدف لحماية الطيور والحيوانات والبيئة الطبيعية في بعض المناطـق التي يتعذر نقل مواطن الحيوانات الموجودة فيها. كما أن تصميم المشروع يأخذ بالاعتبار الحفاظ على المناطق الأثرية المسجلة لدى هيئة أبوظبي للثقافة والتراث سواء عبر تجنب المرور بها أو عبر حمايتها بشكل كامل. وقال السويدي “في هذا الإطار، نفذت الشركة مسحاً جيوتقنياً على طول خط طريق سكة الحديد الواصلة من شاه وحبشان إلى الرويس في المنطقة الغربية لإمارة أبوظبي، وكذلك مسحاً طبوجرافياً لتضاريس خط سير القطار باستخدام أنظمة المسح الجوي والأرضي الحديثة”. كما أجرت شركة الاتحاد للقطارات دراسات تتعلق بعملية تقييم تحديات حركة الرمال والكثبان الرملية، وانتهت من دراسة تقييمية للتأثير البيئي للمرحلة الأولى للمشروع والذي نال موافقة هيئة البيئة – أبوظبي.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©