الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

تسول آخر موديل

6 يوليو 2007 03:10
لا أعرف من أين أبدأ وكيف أنقل ما رأيته·· ولكنها ظاهرة تستحق منا الحديث أكثر من مرة·· ألا وهي ظاهرة التسول·· فقد طرق أحد باب بيتي ذات مرة، الساعة العاشرة صباحاً·· ولأنني كنت على وشك الخروج مع ابني لأمر طارئ انتظرت قليلاً حتى يذهب الطارق، خوفاً من أن تكون احدى الجارات التي تحلف علينا أن نجلس حتى ''نسولف'' وندردش·· وبعد مكوثي 10 دقائق دون صوت خرجت بسرعة للسيارة حتى أقضي مشواري، لكن استوقفني مشهد أجبرني على متابعته حتى آخره·· فقد رأيت سيارة سوداء من أحدث طراز (ولا داعي لذكر النوع) تقف غير بعيد من المنزل المجاور، ونزلت منها امرأة لتتحرك السيارة وتتقدم قليلاً إلى الأمام، والملفت بالأمر أن المرأة كانت ذات ملابس رثة وعباءة بيضاء من كثرة الوسخ الذي عليها لتطرق الباب وتدعي أنها محتاجة·· واستمر هذا المشهد لتمر على كافة المنازل الموجودة في ''الفريج'' دون أن يلحظوا أنني أراقبهم من مكان لآخر! فاستغربت وتحركت بسرعة حتى لا يخضعوني للتمثيلية المبكية التي مثلوها على أصحابنا الطيبين· وفي الحقيقة يعد التسول وسيلة بغيضة من وسائل الكسب السهل والسريع وغير المشروع، التي تفرز أفراداً عالة على المجتمع، ويسهمون في ضعفه وهوانه كما أنهم يقدمون صورة سيئة عنه· ولم يقتصر التسول على هذا المشهد المألوف نوعاً ما، بل تعدى الأمر حدود المعقول، كما قرأت في أحد المنتديات، وأود أن أنقله إليكم للاستفادة وحتى لا يقع غير هؤلاء الطيبين في هذا ''المقلب''، فقد نجح محتال في الحصول على 8000 درهم من المصلين في أحد المساجد، وبدأت التفاصيل قبل صلاة على أحد الموتى، فبعد الانتهاء من صلاة الفرض نودي إلى الصلاة على الميت، فقام هذا المحتال بالوقوف وأجهش بالبكاء أمام المصلين مشيراً إلى الميت صارخاً ''الله لا يحلله·· والله لا يحلل من يصلي عليه، فهو مدين لي بـ 8000 درهم ولم أستطع الحصول عليها، فتوسط له أهل الخير وقاموا بجمع المبلغ من صفوف المصلين، وبعدما تسلم المحتال المبلغ كاملاً قال للمصلين: أنا لن أصلي عليه صلوا عليه أنتم، الله يرحمهم جميعاً، وبعد الانتهاء من الصلاة لم يقم أحد لرفع الميت، فقام أهل الخير بمحاولة معرفة من هو صاحب الجنازة فاكتشفوا أن الجنازة ليست سوى ''تمثيلية'' وهي عبارة عن مجموعة من القماش ملفوفة بالكفن الأبيض، وأن ذلك الشخص الذي كان يبكي قد احتال عليهم وجمع 8 آلاف درهم ولاذ بالفرار مطلقا ساقيه للرياح، بعد أن نجحت المسرحية في وضع سيناريو جديد في تطور أساليب التسول! عندما قرأت هذا الموضوع لم أتمالك نفسي ولم أعرف ماذا سنفعل بالمستقبل القريب·· إذ أخاف أن تطل علينا صور جديدة أخرى من التسول بحيث يسحب منا كل شيء دون أن نعي ذلك· والجدير بالذكر أن صور التسول وأشكاله تزداد في مواسم الطاعات لذا نجدهم يستغلون شهر رمضان المبارك· وبصراحة نحن شعب عاطفي، نضعف أمام الحالات الإنسانية، لكن يفترض بالجهات المسؤولة أن تراقب هذه الظاهرة عن كثب، وتضاعف العقوبة على كل من يستخدم طفلاً أو امرأة أو عجوزاً أو أي وسيلة أخرى للوصول إلى قلوب الناس·· ومن ثم جيوبهم· مريم خالد الجابري
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©