الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

رغبات أبنائنا·· ليست أوامر

6 يوليو 2007 03:10
''عاد أخي إلى المنزل بعد أن قضى وقتا ممتعاً مع أصدقائه خارج المنزل، فالصيف بدأ، وبدأ معه موسم الرحلات والتجولات، دخل عليّ أخي وفي نظراته كلام كثير أجهل هويته، لكنني أعلم أن في قلبه موضوعا يريد أن يبوح به إلى أخته القريبة إلى قلبه، انتهيت من أشغالي، لأجلس مع أخي الصغير، وأسأله عن يومه وكيف قضاه مع أصدقائه، أخذ في التحدث عن يومه، واسترسل في الحديث إلى أن وصل إلى ما كنت أريد أن أسمعه، ليقول لي: أختي، جميع أصدقائي يمتلكون هواتف متحركة رغم أنهم في سني، وكلهم يستخدمونه في حلهم وترحالهم، إلا أنا يا أختي، أختي هل يمكنك أن تشتري لي هاتفاً متحركاً حتى استخدمه أثناء خروجي من المنزل، أنا لا أريد أن أكون أقل من أحد، أريد أتساوى مع أصدقائي في كل شيء!''· كان من نصيبي أن يصادفني أخي الصغير بهذا التساؤل، الذي لم يدر في بالي ولا في حسباني أن أخي الصغير يطمح في الحصول على هاتف متحرك، في البداية انزعجت كثيراً من كلامه، لأنه أثار حفيظتي لأنني لم أعتد أن أفرط في تربية إخوتي إلى درجة التدليل، فقد اعتاد إخوتي الحصول على الهواتف المتحركة بعد الانتهاء من الثانوية العامة، لأنه من وجهة نظري، ونظر العديدين من حولي، أن الهاتف المتحرك ليس له أي أهمية في السن الصغير، انزعجت من كلام أخي كثيراً ولكنني عدت إلى صوابي، فإن غضبنا من أبنائنا لن يفيدهم أو يفيدنا بشيء، بل قد يؤثر سلباً عليهم، وقد يؤدي إلى ارتكابهم لتصرفات غير لائقة من وراء ظهورنا، لأنهم صارحونا في البداية ولم نكترث لهم، بل ازددنا انفعالاً وتذمراً منهم، دون أن ندلهم على سبب رفضنا لطلباتهم· هذه الاستراتيجية، استراتيجية الإقناع والكلام اللين، هي من أهم الوسائل التي يجب أن نتعامل بها مع أبنائنا، فبعد أن تمالكت أعصابي وهدأت من روعي، جلست مع أخي الذي هو بمثابة ابني الصغير، وتحدثت معه بكل عقلانية سألته بداية: لم تحتاج الهاتف؟ قال لي: لأن جميع أصدقائي يمتلكون واحداً منه، علاوة على أن امتلاكه مهم للتواصل معك، فأخبرته: أتعلم أن مخاطر استخدام الهواتف المتنقلة على الصغار أكبر بكثير من الكبار؟ أتعلم أن أغلب الأمراض السرطانية والأورام الخبيثة تظهر في سن متقدم من بعد استخدام الهاتف المتحرك لفترة زمنية طويلة، وخاصة إذا بدأ الاستخدام في سن صغيرة؟ أتعلم أن للهاتف المتحرك سلبيات عديدة أهمها أن الاستخدام السيئ من قبل الشخص قد يؤدي به إلى مشاكل اجتماعية وسلوكية بسبب التنقلات المشينة للملفات والصور وغيرها؟ سكت ابني الصغير، مقتنعاً بنسبة 80 في المئة من وجهة نظري، لا تزلا الــ 20 في المئة من الحصول على الهاتف المتحرك عالقة في باله، ولكن مع مرور الأيام، ومع التشجيع الدائم على أن يكون منظماً لوقته، مهتماً لأمور أخرى نسي فكرة الحصول على الهاتف المتحرك بنسبة 100 في المئة· ü مسك الختام: ما أرمي إليه من خلال تلك المقالة هو أننا يتوجب علينا أن نحرص على أبنائنا، وأن نحرص على توعيتهم وتثقيفهم بالطيب من الحديث والاقناع بالأدلة والبراهين، أعلم أن هذا أمر ليس بالسهل علينا، فنحن الآباء والأمهات والمسؤولين عن تربية الأبناء وعن رعايتهم نخاف دائماً عليهم، ونحرص على أن نربيهم وننشئهم نشأة صحيحة، ونخاف عليهم من نسمة الهواء التي قد تضرهم، ولكن يتوجب علينا في بعض الأحيان كظم غيظنا، والابتعاد عن الطرق التقليدية كالضرب والشجار والسب والاهانة لأبنائنا والحرص كل الحرص على التعامل معهم بالاحسان واللين، لنكسبهم ونحظى باحترامهم وتقديرهم لنا· ريا المحمودي رأس الخيمة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©