الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أما آن لقلوبنا أن ترتاح؟

7 يوليو 2007 21:13
نمر في قطار الحياة بمحطات متنوعة، منها محطات سعيدة قريرة العين مريحة البال، ومحطات مريرة مثيرة للشجون مدمعة للعيون، فالحياة اليومية غير مستقرة على حال، فاليوم لك، وغداً عليك، وهذا ما ألفناه منذ عهد آدم عليه السلام إلى يومنا هذا، ومن بعض المحطات التي أود أن أتحدث عنها وبشكل مفصل محطة الـ (الوحدة)، نعم تلك المحطة التي تصنف وببديهة العقل والمنطق ضمن إطار محطة الأحزان، قد يظن البعض أنني أتحدث عن وحدة الإنسان التي يعيش فيها بين أربعة جدران، ولكنني أرمي إلى غير ذلك، فالوحدة لا تعني أبداً ذلك، بل يمكن أن تعيش بين الناس، وأن يكون لديك العديد من الأصدقاء والأحباء والخلان، ولكنك وعلى الرغم من كل ذلك تعيش وحيداً··· كيف ذلك يا ترى؟ الاجابة على ذلك التساؤل تكمن وببساطة في الكربات التي تمر علينا وفي الأحزان التي نتذوق مرارتها ولوعتها بين الفينة والأخرى، فمن أصعب الامتحانات في هذه الدنيا امتحانات الأحزان، وامتحانات الهموم، التي قد تصادفنا في كثير من الأحيان، وفي ظروف تشاء إرادة الرحمن أن نتواجد فيها، ليمتحن الله صبرنا ويرى احتسابنا على البلاء، فتخيلوا أعزائي القراء مثلاً هذا الموقف: تعيش في هذه الدنيا وقد فقدت أغلى من كان يقربك من الأحباب، تصبر وتحتسب الأجر عند الله، لكن البلاء يشتد كلما تقدمت خطوة إلي الأمام، ومع هذه الخطوة التي تتقدمها في مضمار الحياة، ترى غيرك يتقدم خطوات في درب السعادة والراحة وطمأنينة البال، ماذا تكون ردة فعلك عندما ترى نفسك دائماً وسط المصائب، وترى غيرك في عالم الورد والحدائق، بالرغم من أنك لا تبخل عليهم أبداً بمشاركة أفراحهم، ولا تحسد أحداً لأن الله نهانا عن حسد إخواننا المسلمين، فلا يؤمن أحد حتى يحب لأخيه ما يحبه لنفسه، وذلك هو شعارك أنت أيها المكلوم، فتعيش من أجل غيرك، وتهنأ وتسعد فقط لهم، إلا أنك في الحقيقة حزين ترقب سعادة الناس، ولا تستطيع ملامسة سعادتك التي تنتظرها كل يوم على أمل أن تتلمس ولو خيطا رقيقا من خيوطها، ولكن محاولتك هذه تنال دائماً: الفشل! التساؤل المطروح لمثل من عانوا في هذا الزمان: أما آن لقلوبنا أن ترتاح؟ أما آن لنفوسنا أن تسعد وتهنأ قليلاً؟ تعبت الأجساد من الأحزان، واكتظ القلب بالآلام، فهل يا ترى سنرقب فجراً جديداً، يعيد إلينا البسمة على محيانا من جديد؟ هذه هي تساؤلات هذه الفئة التي تبكي وحيدة في ظلمات الليل، وتدعو ربها ليل نهار من أجل غد جديد، ولكن لا يعلم هؤلاء كم لهم من الأجر الكبير والعظيم عند المولى عز وجل، فالله إذا أحب عبدا ابتلاه، وهو نعم المولى للمبتلى في كل وقت وحين، ويحب عبده اللحوح في الدعاء، والقريب منه آناء الليل وأطراف النهار، لذا وعلى الرغم من انسداد الأبواب، يبقى لنا باب الأمل عند الرحمن، ويبقى لدينا نور الإيمان الذي نطفئ به لوعة آلامنا وأحزاننا على ما أصابنا من هموم مؤرقة وأحزان ثقيلة طوال عيشنا في هذه الدنيا الفانية·· لذا يجب أن نعيد القوة إلى أجسادنا، ونعيد الأمل إلى أرواحنا، وأبدأ مع نفسي الحزينة والمثقلة بالهموم، والمليئة بالأحزان على ما مر بي من آلام لا يستطيع فؤادي الصغير ذكرها لكثرتها، لكن يجب أن نكفكف الدمع، ونرقب الفجر المبين، أنا أعلم وكلكم يعلم بأن ليل الأحزان طويل ولكن، سوف يجلى بعد حين، فلا ينال المكرمات ولا الدرجات العالية الا من صبر واحتسب وأحب الخير للناس وعمل بصمت خالصاً النية لله، داعياً إياه وحده، متوكلا عليه في كل شيء، مفوضاً إليه كل الأجر والثواب، فاحرصوا أحبتي على أن تكونوا جنود الله في الأرض، ودعوا الأحزان وراءكم، وانطلقوا إلى الأمام، واصبروا وصابروا ورابطوا، ترتاح قلوبكم بإذن الله، وتنالوا من ورائها المكرمات في الدنيا والآخرة· ريا المحمودي رأس الخيمة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©