الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

القلم الناطق.. لا ينطق إلا بالقرآن

القلم الناطق.. لا ينطق إلا بالقرآن
2 مارس 2010 21:20
لا يعرف اللغو.. ولا ينطق إلا بالقرآن، تلاوة وتجويداً وتفسيراً، ولا يخرج عنه إلا آيات الكتاب العظيم.. يتلوه بصوت السديس أو الشريم أو الحذيفي أو المعيقلي أو غيرهم من المقرئين. وفي حال قرأت عليه يصحح لك قراءتك وما قد يعتريها من الأخطاء ويعينك على تلاوة القرآن تلاوة سليمة. ليس هذا فقط بل يمكنك أن تستمع من خلاله إلى مختصر مفيد لمعظم الأحكام التجويدية وأنت تقرأ القرآن في بيتك، من دون الحاجة إلى مغادرة مكانك أو الذهاب إليه في مراكز تحفيظ القرآن أو المساجد؟ كيف؟ الحكاية كلها عند القلم الناطق!. يسميه مخترعه وصاحب دار الرشيد للطباعة والنشر في سوريا بـ “أعجوبة القرن”، ويفسر السبب بأنه “القلم الناطق على موسوعة العلوم القرآنية”. ولا يخفي محمد عدنان الحمصي، الذي يمكنه أن يعرض لك مهارة قلمه في معرض أبوظبي الدولي للكتاب الذي تحتضنه العاصمة أبوظبي حتى السابع من الشهر الجاري، سعادته الكبيرة بأنه استطاع وأخوه تطويع المعطيات العلمية الحديثة لصالح القرآن والثقافة العربية. يقول: “هذا المشروع هو ثمرة التعاون بين طرفين: طرف مختص بالعلوم الحديثة يستطيع أن يطوّع هذه العلوم بواسطة كودات وبرامج خاصة وهو محمد عدنان الحمصي، وطرف آخر مختص بعلوم القرآن يعدها ويهيئها لتتم برمجتها وتحميلها على القلم الناطق، وهو الدكتور محمد حسن الحمصي الذي كان له باع طيب في مجال علوم القرآن الكريم، فأعد الرموز اللونية لبيان أحكام التجويد، وأعطى لمحة عن أحكام التجويد، وعمل على إعداد التطبيقات على تلك الأحكام، وأعد شرح مفردات القرآن، وهو يعمل حالياً على استكمال تفسير كامل، وإعراب ما له أهمية لإعرابه من المفردات والجمل”. ويضيف: “المعطيات العلمية الحديثة تفعل الأعاجيب، إذا أُحسن استخدامها، وسُخرت للعلم النافع. وها هو ذا القلم الناطق يختزل الموسوعة الضخمة من العلوم المتعلقة بالقرآن الكريم”. لكن، ما هي الخدمات التي يقدمها القلم الناطق للقارئ؟ يجيب الحمصي بحماسة بالغة: “يستطيع القارئ من خلال المصحف الورقي المرمز أن يستمع إلى قراءة كاملة بصوت عدد كبير من المقرئين الكبار يقرؤون له ما يشاء، كما يستطيع أن يسجل ما يريد بصوته ليقارنه فيما بعد بما يقرؤه له الشيخ المقرئ، وبذلك يصوب ما قد يعتري قراءته من أخطاء لفظية أو تجويدية. بالإضافة إلى أن القلم يوفر إمكانية الاستماع إلى توضيح مختصر مفيد لمعظم الأحكام التجويدية، الأمر الذي يساعد على تلاوة سليمة مضبوطة. زد على ذلك أنك تجد فيها “متن الجزرية” في أحكام التجويد، ذاك المتن المعتمد لدى العلماء في معرفة أحكام التجويد. والأهم من ذلك أن هذا القلم الناطق يطرح عليك أسئلة حول تطبيق أحكام التجويد في كل صفحة من صفحات القرآن الكريم، ويعطيك مباشرة الجواب على صحة عملك لتعرف ما ورد لديك من أخطاء، ويعطيك شرحاً عن ذلك الحكم التجويدي حتى لا تقع في مثل هذا الخطأ مرة أخرى. وفوق ذلك كله يمكن للقلم الناطق أن يشرح للقارئ المفردات التي قد يجد شيئاً من الصعوبة في فهمها، بحيث يسهل على الإنسان متوسط الثقافة أن يفهم المعنى. علاوة على الاستماع إلى إعراب الكلمات والجمل التي رأينا ضرورة إعرابها، بحيث يسهل هذا الإعراب فهمَ معاني ومرامي الآيات وحُسْنَ ضبط تشكيلها”. وثمة ميزة أخرى تفيد طلاب العلم والمهتمين بعلم القراءات، فما إن تلمس الكلمة التي وضع تحتها خط أحمر حتى تسمع صوت المقرئ يوضح لك أماكن مخالفة الأئمة القراء: (ورش، قالون، السوسي، الدوري، شعبة) لرواية حفص التي خُط هذا المصحف على موجبها، بحيث يُسمعك الشيخُ المقرئ كيفية قراءة كلٍّ من هذه الروايات، ويُسمعُك تلاوة ما وقعت عليه المخالفة في القراءة. كما أنه يتيح لغير الناطقين بالعربية القراءة الصحيحة للقرآن وكذلك فهم معانيه من خلال ميزة الترجمة لمعاني القرآن الكريم وذلك للإنجليزية والفرنسية والماليزية والاندونيسية والألمانية. ويشتمل المصحف الشريف المرفق مع القلم الناطق بأنه جرى تطبيق أحكام التجويد على جميع كلماته حسب الترميز اللوني الذي يُظهر أحكام التجويد وفق الرموز المسجلة في أسفل كل صفحة؛ الأمر الذي يتيح لك حُسن تطبيق هذه الأحكام وفقاً لتلاوة القراء الكبار الموجودة تلاوتهم في هذه الموسوعة المباركة. ولا تنتهي المحاسن إلى هذا الحد، بل ثمة فوائد أخرى منها أن القلم الناطق يهديك تفسيراً مختصراً لمعاني الآيات بصوت الباحث الدكتور محمد راتب النابلسي، المعروف بتفسيره الجميل للقرآن وآياته. فإن أحببت أن تستمع إلى مجموعة من الأحاديث المناسبة للآيات، تلك الأحاديث التي تعطيك سَعةً في فهم مضمون الآيات، فالقلم يفعل لك، بل ويطلعك على أسباب نزول الآيات، وفي هذا كله أنت عملياً لا تقرأ القرآن فقط، بل تعيه وتفقه معانيه وتجوده قراءة وتلاوة وهي لعمري القراءة المطلوبة التي تعني تدبر القرآن لا قراءته كيفما اتفق. وعن فكرة المشروع وأهدافه يضيف الحمصي: “ولدت فكرة مشروعنا هذا عندما اطلعنا على معطيات العلم الحديث، فتمنينا لو استطعنا أن نسخر هذه المعطيات لخدمة كتاب الله عز وجل وشرح علومه للمسلمين. ومكثنا ثلاث سنوات نعمل على تطويع هذه المعطيات العلمية، ونحن نعمل على برمجة كودات تستطيع أن تخدم هذه العلوم، إلى أن وفقنا الله عز وجل إلى ذلك واستطعنا حينذاك إنتاج صفحة واحدة. وتحقق الأمل، وسرعان ما استطعنا إكمال المشروع إلى أن ظهر على الشكل البديع الذي نراه عليه اليوم. وما زلنا في استكمال برمجة بقية المعلومات، وإعداد معلومات جديدة، ونحن الآن بعد أن استكملنا برمجة المواد الداخلة التي نسعى جاهدين إلى استكمالها لتعرض في معرض أبوظبي نعمل على إدخال مواد جديدة وهي ترجمة التفسير إلى: الإنجليزية والفرنسية والألمانية والماليزية. وهناك مشاريع أخرى ندعو الله أن يوفقنا إلى إعدادها وتقديمها للمسلمين ليكون فيها النفع والخير إن شاء الله”. يذكر أن الدكتور محمد حسن الحمصي له سلسلة (قصص من التاريخ) انتقى فيها قصصاً واقعية من التاريخ العربي الإسلامي، وصاغها بالأسلوب القصصي الجذاب، ومنها الكتب التالية: الدين الحق، فأين الله، الإيمان والزنزانة المتجولة، أم لا كالأمهات، صراع بين الفضيلة والرذيلة، مهد البطولات، وفاء كلمة حق. بالإضافة إلى الكتب التالي: الدعاة والدعوة المعاصرة المنطلقة من مساجد دمشق (في مجلدين)، النحلة تسبح الله (ترجم إلى الفرنسية والإنجليزية)، الإيمان بالله (ترجم إلى الفرنسية)، بالإضافة إلى عدد من الكتب قام فيها بالشرح والتوضيح لتناسب الجيل الصاعد. وأما الدار التي أصدرت هذا العمل الضخم فهي دار الرشيد بدمشق، وهي واحدة من (مجموعة الإيمان: إيمان غروي) التي تضم بالإضافة إلى دار الرشيد كلاً من مؤسسة الإيمان للطباعة والنشر، دار الجديد للطباعة والنشر بدمشق، مؤسسة الإيمان للإنتاج السمعي والبصري بدمشق، دار الكتاب الناطق بدمشق. ومن أهم إصداراتها الجديدة التي تعرض في المعرض: سلسلة همسات للدكتورة لينة الحمصي، و مصحف التجويد وتفسير وبيان على مصحف التجويد للدكتور محمد حسن الحمصي، والقصص التعليمية التي تعلم الحساب واللغة وقواعد الإعراب والإنشاء واللغات من خلال القصة التي يخدمها القلم الناطق نفسه الذي يستخدم للمصحف الشريف كما يستطيع هذا القلم أن يقرأ العديد من كتب الأطفال والقواميس ذات الفكرة والأسلوب الجديد.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©