الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

محمد اشويكة يطمح لأجوبة موضوعية عن أسئلة حارقة

محمد اشويكة يطمح لأجوبة موضوعية عن أسئلة حارقة
7 يوليو 2007 22:03
محمد اشويكة قاص مغربي، وهو أحد مؤسسي نادي القصة القصيرة بالمغرب، مهتم بالسينما والسيناريو ويحاول أن يفيد هذا الفن مما يعطيه الفن القصصي· له العديد من المجاميع القصصية بالإضافة إلى كتاب نقدي ''النصل والغمد'' يهتم بالقصة القصيرة ويعيد النظر في طريقة كتابتها· وله أيضا كتاب ''الصورة السينمائية التقنية والقراءة''· التقيناه في حفل توقيع مجموعته القصصية الجديدة: خرافات تكاد تكون معاصرة، وخصنا بهذا الحوار· ؟ هل استطاعت القصة المغربية أن تؤسس هويتها المغربية؟ ؟؟ قد لا أخفي عليك أن مسألة الهوية لا تثيرني فيها الوحدة، بل يغريني فيها التعدد، بمعنى أن القصة المغربية لا تجتمع في رؤية واحدة، بل من خلال حساسيات متعددة، تُقَاسُ بالأشخاص الذين يكتبونها أكثر، إن أية قراءة إدماجية للمنجز القصصي، تتعسف على المنجز أكثر مما تخدمه، خصوصا وأن القصة كجوهر تتأسس على رؤية القاص الفرد المنفرد لمسألة القِصًرِ·· الأشكال القصصية ؟ ما معنى أن تكون مجرباً اليوم؟ ؟؟ قد يعتقد الكثير أن التجريب غير ممكن داخل الأشكال القصصية ''الكلاسيكية''، أن المسألة لا يمكن أن نتصورها بهذا الشكل، فالتجريب لا يأتي دفعة واحدة، بل جرعة جرعة، إلى أن نؤسس لرؤية تجريبية تتأسس على مفهوم التجريب بالطفرة؛ فالبيت الذي نريد أن نرممه، أو نهدمه، لا نواجهه كلية·· بل، نعدل ونضيف ونزيل·· إلى أن نصل إلى ما نريد وفق ما ينسجم معنا··· لذلك فالتجريب القصصي الذي لا يراهن على الانسجام والتدرج ـ كأساسين تقوم عليهما الدورة الإبداعية ـ يحطم البيت كليا، ويقضي على صاحبه ـ المُجَرِّبِ· التقنيات والأفكار ؟ ماذاعن كتابك ''النصل والغمد''؟ ؟؟ شخصياً، لا أعتقد أن الإبداع عموما، والقصة خصوصاً، مجرد تطبيقات تابعة لقوانين الطبيعة؛ أو التقنيات والأفكار التي وضعها الكتاب الآخرون (أقصد ''العقل القصصي'' إن صح التعبير)··· أرى أن الإبداع تأمل أساسا·· يكتمل بترنحات الذات الكاتبة وقدرتها على أخذ المسافة بينها وبين الأشياء·· بحدوساتها·· بغرائزها ومكبوثاتها واندفاعاتها·· فالقصة يطورها الحفر الشخصي والمراجعة الدائمة للأرشيف الشخصي والجمعي، والحضور القوي لفكر التجاوز··· كانت تلك بعض الأفكار التي انطلقت منها لبلورة كتاب ''النصل والغمد''، خصوصا بعد ملاحظتي بأن القصة، بدأت تنحو نحو مسارات تقنوية خالصة، تبعدها عن كل أبعادها الإبداعية الذاتية، وبدأنا نرى القصاصين يتوالدون دون أن نفرق بين نصوص الكثير منهم·· مما جعلني، أصف كاتباً من هذا النوع بالتكنوقاص، مع رصد للجوانب الإيجابية لتلك الطفرة التقنية التي ساهمت في إغناء رؤية القاص أيضا··· فالرهان في ''النصل والغمد'' كان متعددا بدءا من العنوان: على اللغة، على التأمل القصصي، على الممكن القصصي··· لم أكن أفكر في كتابة نصوص أفقها المقالات التأملية والآراء القصصية التي ضمها الكتاب، كما ذهب إلى ذلك الكثير من النقاد (أي توافق المنجز النظري مع المنجز القصصي: إن ذلك يعبر عن جهل الكثيرين بمفهوم النظرية، فكل النظريات لم تأت من أجل أن تكون عبارة عن تطبيقات جزئية، أو أن تكون منغلقة)· كان الهدف، محاولة إيجاد أجوبة موضوعية عن أسئلة حارقة كانت تجول في خاطري، وتسكن في قرارة مخيلتي كأي إنسان مهووس بما يفعل ويعشقه· الإحساس والخيال ؟ هل للمرأة دورها في صياغة قصة قصيرة مغربية الطابع؟ ؟؟ آه لو تكتب المرأة·· بمعنى أن تقطع مع الكتابة الذكورية·· فإذا قلت لك أن غالبية النصوص القصصية المغربية (والعربية) القصيرة·· رجالي الإحساس والخيال: تحس بأنها مكتوبة بطريقة رجالية·· قليلة هي النصوص التي تنبع من صميم مخيلة المرأة وأحاسيسها·· أظن أن هذه المسألة تعود إلى الطرق التربوية الذكورية للمرأة في جل المؤسسات الاجتماعية· لم تكن المرأة تُدَرِّسِ المرأة حتى عهد قريب·· رغم ذلك، هناك نصوص تحاول أن تنأى بنفسها عن الحس الذكوري في مجال الإبداع، وترسم ملامح قصة تكتبها الأنثى إبداعا وإحساسا، مُسَائِلَةً بذلك قضايا الأنوثة والذكورة داخل المجتمع الذكوري الذي يحاصرها، مصرة على اقتراف فعلة القص، وتحطيم السرد، موطدة دعائم قصة مغربية تبتعد عن القصة التي كتبتها الأنثى بمخيال ذكوري ظاهر·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©