السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أرض الجنتين تتنفس الصعداء

أرض الجنتين تتنفس الصعداء
7 يوليو 2007 22:20
اشتهرت مدينة مأرب اليمنية القديمة كعاصمة للسبئيين بكثرة معابدها التي كان الشكل المستطيل نمطها الرئيسي، وأهم تلك المعابد معبد الشمس أو معبد أوام، وهو الاسم القديم للمعبد ويطلق عليه اسم معبد المقه الإله القومي لدولة سبأ، فيما يسميه السكان اليوم بمحرم بلقيس· وذاع صيت هذا المعبد خلال الأيام الماضية ليس باعتباره أحد عجائب الدنيا حسب تصنيف علماء الآثار، ولكن لوقوع حادث الهجوم الانتحاري على مسافة قريبة منه، حيث فجر شخص يعتقد أنه من تنظيم ''القاعدة'' نفسه بسيارة مفخخة تحمل عبوات كييرة ومواد شديدة الانفجار هزت عرش بلقيس، لكنه لم يصب بأذى لوقوع الانفجار وتأثيره في محيط 200 متروعلى مسافة أبعد من ذلك من العرش والذي لم يتتسب بإحداث أضرار في المعبد، فيما أودت العملية الإرهابية بحياة سبعة من السياح الإسبان واثنين من المرافقين لهم من اليمنيين وإصابة ستة إسبان ويمنيين آخرين، مما سينعكس سلباً على تدفق السياح الأجانب، إلى حين تستعيد السياحة عافيتها في اليمن· وجاء اختيار الإرهابيين لها المكان لتنفيذ أعمالهم الإرهابية لإدراكهم أن الأفواج السياحية تأتي من البلدان المصدرة للسياحة كافة إلى اليمن لزيارته باعتباره متحفاً مفتوحاً ومقصداً سياحياً ومعلماً تاريخياً· وتطايرت أرواح اليمنيين والسياح الإسبان في الفضاء الرحب قرب عرش بلقيس بعيد دقائق من زيارتهم للمعبد الذي بدأ فيه أول تصوير فوتوغرافي للمعبد بواسطة الباحث نزيه مؤيد العظم عام 1943 وتبع ذلك زيارة عالم الآثار المصري أحمد فخري 1947 الذي أعطى معلومات إضافية مفيدة وأشار إلى ما يتعرض له موقع المعبد من أعمال هدم وتخريب· ولم تكن تلك الأرواح البرئية تدري أن صورها التذكارية في محرم بلقيس سوف تتحول مع أجسادهم إلى مجرد ذكرى ومزار آخر للسياح الذين يقصدون المنطقة من أصقاع الأرض كافة، لكن ماذنبهم وهم أحيطوا علماً للتو بأن المؤسسة الأميركية لدراسة الإنسان قد بدأت أعمال الحفر في معبد أوام بين عامي 1951و 1952 برئاسة ''ويندل فيليبس'' إلا أن العمل توقف بعدها لمدة 45 عاماً· كما أن ضحايا الإرهاب عرفوا من المرشدين السياحيين قبل أن تطير أرواحهم إلى السماء أن فريقاً آثارياً من المؤسسة الأميركية منذ العام 1998م برئاسة ''مارلن هوج سون فيليبس'' تابع العمل في المعبد مراحل طويلة من التنقيبات الأثرية المنهجية استمرت حتى عام 2005 وشملت موقع المعبد ومداخله وقاعاته وقد أظهرت نتائج تلك التنقيبات تفاصيل مهمة عن المعبد وما يحويه من شواهد مادية كواحد من أعجب المنشآت المعمارية التي تدل على مدى الإنجاز الحضاري والرصيد الإنساني لليمن واليمنيون· وعلى مسافة قريبة من الانفجار الانتحاري الذي استهدف السياح الاسبان تقع مدينة مأرب القديمة التي تشهد اليوم تطوراً ملحوظاً، وأقام على واديها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان سداً حديثاً وضحماً يسقي مساحة زراعية واسعة، وأسفل الوادي في صافر أقيمت منشأة لاستخراج النفط كما أن مدينة مأرب ''القديمة'' فيها سد مأرب العظيم، شبكات قنوات الري الجنتان، عرش بلقيس ''معبد برأن''·والسد القديم من أشهر الآثار اليمنية ويعود تاريخ بنائه كما ورد في النقوش المسندية إلى القرن الثامن قبل الميلاد، ويبعد 8 كم جنوب غرب مركز محافظة مأرب· وكان ارتفاعه 35م وطول حجم السد 720م وسمكه عند القاعدة 60م، وكانت أساساته من الأحجار الضخمة وفوقها جدار ترابي مملط بالحجارة والحصى من الجانبين، وغطي سطح الجدار الخارجي بأحجار بركانية غير مهذبة· ولذلك قصد الإرهاب هذه المنطقة التي تعج بالآثار اليمنية وخصها القرآن الكريم ووصفها بالبلدة الطيبة في محاولة من العناصر الإرهابية للنيل من تراث البلاد الحضاري ومعالمها التاريخية بغية الوصول الى غايات واضخة الاهداف وهي الإضرار بسمعة اليمن وأمنه واستقراره·
المصدر: صنعاء
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©