السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

الإنترنت يُنهي عزلة الصم والبكم

الإنترنت يُنهي عزلة الصم والبكم
7 يوليو 2007 23:48
هل يمكن للصم فهم الأحاديث المصوّرة غير المكتوبة في عالم أفلام الفيديو المنقولة على شاشة الموبايل في نظام (يو تيوب)؟· لغة الإشارات الأميركية تمكنهم من ذلك· يقول تقرير نشرته صحيفة (ذي وول ستريت جورنال) إن فاقدي القدرة على نطق اللغة المفهومة في الولايات المتحدة يستخدمون (لغة الإشارات الأميركية) American Sign Language التي يقال إنها أكثر قدرة على التعبير عن الأفكار والأحاسيس البشرية من اللغة المنطوقة ذاتها· وأجرت الصحيفة حواراً مع أصمّ أميركي يدعى جون ثومبسون عبر البريد الإلكتروني قال فيه: (إن لغة الإشارات الأميركية هي الوسيلة التي يمكنني أن أروي بها كل القصص والروايات)· ولقد دأب ثومبسون على رواية قصصه بواسطة هذه اللغة غير المنطوقة عبر مسلسلات فيديو تعرض على نظام (يو تيوب) وهي موجهة للصم وتستأثر باهتمام أعداد كبيرة منهم؛ إلا أن الاهتمام بها امتدّ حتى إلى الناس الأصحّاء· وبهذا يكون ثومبسون البالغ من العمر الآن 28 عاماً والذي فقد قدرته على النطق عندما بلغ عامه الثاني، رائداً لفكرة بثّ أفلام الفيديو الخرساء إلى الصم عن طريق نظام (يو تيوب)· وهو أول من فكر بنقل الأحاسيس والأفكار البشرية إلى هذه الفئة من المجتمع بلغة الإشارة عن طريق رواية القصص والحكايات في مسلسلات الفيديو المعروضة على الموبايل· وشهدت الأشهر القليلة الماضية تطوراً ملحوظاً لهذه الفكرة حيث عمدت فتاة تدعى تشيلسي لايديل وتبلغ 17 عاماً إلى عرض مذكراتها ومغامراتها الشخصية من خلال مسلسل فيديو ناطق بلغة الإشارة بطلب من إدارة نادي المبحرين الصم في الإنترنت الذي يوجد مقره في مدينة سان دييجو بولاية كاليفورنيا· وهذا يعني أن التحدث إلى الصم بلغة الإشارة لن يكون حكراً على نظام (يو تيوب) المحمول على الموبايل وحده، بل من المنتظر أن يصبح ظاهرة منتشرة في العديد من مواقع الإنترنت المتخصصة بتشغيل أشرطة الفيديو عبر العالم أجمع· وبالرغم من أن نشر لغة الإشارة عبر البث اللاسلكي لأفلام الفيديو هي فكرة جديدة إلا أنها تشهد الكثير من الاهتمام والانتشار السريع· ويقول أحد الخبراء: (إن هذه الفكرة تنتشر بسرعة انتشار النار في العشب اليابس· ولا شك أن نقل لغة الإشارة إلى الفيديو سيمثل بيئة ممتازة لتواصل الصمّ والبكم مع بعضهم البعض في المستقبل)· وتقول بوبي بيث سكوجينز الخبيرة في الرابطة الأميركية للصمّ: (إن السهولة المتزايدة التي تشهدها تقنيات بثّ أفلام الفيديو عبر الإنترنت، والزيادة المضطردة في استخدام تكنولوجيات جديدة مثل بلاك بيري والأجهزة المحمولة للتراسل النصّي بواسطة البريد الإلكتروني، تفتح الآن بعداً زمنياً رابعاً أمام الصمّ)· وتوضح قصدها من هذه العبارة بالإشارة إلى أنه كان من المستحيل في السابق بالنسبة لجماعات الصمّ أن يتبادلوا الأحاديث الصامتة فيما بينهم إلا إذا كانوا في غرفة واحدة؛ أما الآن فإن لغة الإشارة المنقولة عبر الأجهزة اليدوية تشكل مجالاً واسعاً لتواصلهم على أوسع مدى ممكن· ويشير الخبراء الى بعض المشاكل الأساسية التي تقف حائلاً دون عولمة هذه التكنولوجيا المثيرة مفادها أن (لغة الإشارة الأميركية) ليس لها نظير مكتوب يمكن إرفاقه إلى جانب الصور المتسلسلة، وهي أصلاً لغة مستقلة تختلف عن الإنجليزية بمثل ما تختلف عن لغة الإشارات المستخدمة في المجتمعات العالمية لهذه الفئة من المعاقين· ويعمل الآن بعض الخبراء على ابتداع لغة إشارة للصم يمكن ترجمتها بشكل فوري إلى الأحرف والمعاني الإنجليزية الموافقة لها، وذلك في إطار العمل أكثر وأكثر على إدماج هذه الفئة التي طالما بقيت تعاني من العزلة الاجتماعية·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©