طالبات أكاديمية زايد يعرضن تصاميم مستوحاة من البيئة

من بيئة الخليج وتقاليده وعاداته استوحت طالبات ''أكاديمية زايد للبنات'' تصاميمهن التي تعرض اليوم ضمن فعاليات أسبوع الموضة بقصر الإمارات في أبوظبي· ومن واقع البيئة الإماراتية الأصيلة استوحت 21 طالبة تصاميم يستحضرن بها الماضي ويستكشفن من خلاله مدى الانسجام بين أصالة التقاليد وروعة الابتكار، مستخدمات في ذلك بعض مفردات البيئة المحلية مثل ''سعف النخل'' و''شباك الصيد'' و''التلي'' و''الزري'' وغيرها· تقول فاطمة محمد القبيسي 16 سنة، وهي واحدة من المصممات الصغيرات اللواتي يعرضن إبداعهن ضمن أسبوع الموضة: ''نحن شعب يرتبط بالماضي لأنه منبع فخرنا وعراقتنا· تعلمنا من الصحراء الكثير، ولها علينا فضل لا يمكن أن ننكره، لذا اخترت الصحراء كملهم أساسي لإنجاز مجموعتي التي أعرضها· وقد أتاح لي تصميم الأزياء فرصة التعبير عن ما أكنه نحوها من مشاعر وما أحمله من رؤى تجسد الذوق الإماراتي الخاص''· وتؤكد فاطمة ''إن ارتباط المرأة الإماراتية بالجمال قديم، فمنذ مرحلة ما قبل النفط كانت تحرص على ارتداء ملابس مختلفة من أقمشة متعددة شاع استعمالها، وحمل كل منها اسماً يميزه عن غيره من الأقمشة مثل (بوتيلة) و(بوطيرة)، ومن وحي تلك الأقمشة والإكسسوارات التي كانت تستخدمها المرأة في تزيين ملابسها مثل (التلي) و(الخرز)، وباستخدام الشال والغترة الرجالية اخترت وزميلاتي تصميم ما نقدمه في أسبوع الموضة، كي نبرز الوجه الثقافي للملابس في دولة الإمارات، وكي يكون للزي الإماراتي حضور واضح في هذا المهرجان العالمي''· وتشير ''جورجيا كستاسياس'' التي أشرفت على الطالبات مع مساعدتها ''كيرستي بيغ'' إلى أن ''فتيات الأكاديمية متحمسات ومندفعات لإنجاز مشروعهن هذا، مما دفعهن لإظهار إبداعاتهن بأساليب فريدة· واستعنَّ بمواد خاصة تنفرد بها بيئة الإمارات مثل اللؤلؤ وشباك الصيد والتطريز والشِيَل (أغطية الرأس) وسعف النخيل والكندورة التقليدية والكثير غيرها وكانت النتيجة إبداعات خلاقة وموهبة ملحوظة''· أما مديرة الأكاديمية ''باربارا مكينزي''، فتقول: ''إن مشاركة فتيات الأكاديمية في العرض مدعاة للفخر، وإنني لأعجب إذا كانت هؤلاء الفتيات قادرات على الوصول إلى هذا المستوى من العطاء وهنَّ ما زلنَ في الخامسة عشرة والسادسة عشرة من العمر، فماذا يستطعن أن يقدمن لوطنهنَّ عندما يستلمن زمام القيادة؟''· وتجيب: ''أترك المجال لجميع من يحضر هذا العرض للإجابة على هذا السؤال''· يذكر أن أكاديمية الشيخ زايد الخاصة تدرس مادة تصميم الأزياء لطالباتها الراغبات في تعلم هذا الفن من خلال المنهاج الأميركي، في إطار سعيها لإتاحة فرص تعليمية توسع مدارك الطالبات حول مفهوم التعددية الثقافية والحضارية لشعوب العالم·