تحرير الأمير (الشارقة) - أكد مشاركون في فعاليات المنتدى الروسي الخليجي الأول والمعرض المصاحب له الذي اختتمت أعماله أمس أهميّة التعاون الاستراتيجي بين روسيا ودول مجلس التعاون الخليجي في ضوء الفرص المتاحة في عدد من القطاعات الرئيسية، لاسيما التجارة والنفط والتقنيات.
وتضمّنت جلسات الحوار نقاشات حول وسائل النقل والتبادل التجاري في قطاع الخدمات والسلع الاستهلاكيّة.
وقال مشاركون إن المنتدى أظهر أن هناك مجالات واسعة للاستثمار والتجارة بين الجانبين، منها قطاع النفط والغاز والبنية التحتية، والطاقة النووية والصناعات المتقدمة الأخرى واستكشاف الفضاء السلمي.
وقال فلاديمير يفتوشينكوف رئيس مجلس الأعمال الروسي العربي إن العلاقات التجارية والاقتصادية الروسية العربية تتطور بشكل دائم وبوتيرة متسارعة، مؤكداً أن دولة الامارات هي إحدى الدول الخليجية المتطورة بشكل سريع جدا، وأحد اهم شركاء روسيا الاتحادية في العالم التي تشتهر بمؤسساتها المالية والصناعية الضخمة.
وأضاف “هناك مجالات لمزيد من التعاون في مجالات الطاقة والتقنيات المتطورة”.
من جانبه، دعا سيرجي كاتيرين رئيس الغرفة التجارية الصناعية لروسيا الاتحادية المشاركين في المنتدى إلى المشاركة في معرض ارابيا إكسبو 2013 الذي سيقام في بطرسبورج في مايو المقبل على هامش الاجتماع الحادي عشر لمجلس الأعمال الروسي العربي.
ولفت إلى وجود فرص ممتازة لتطوير التعاون بين الجانبين في قطاع الوقود والطاقة واستخدام الطاقة الفعال والهندسة الميكانيكية والاتصالات والبناء والتشييد والزراعة وتفعيل التعاون العلمي والتقني والاستثماري ومؤسسات الأعمال الصغيرة والمتوسطة.
وقال سيف محمد المدفع مدير عام مركز إكسبو الشارقة “كان المنتدى فرصة للالتقاء والتشاور وبحث آفاق التعاون بين الجانبين في ظل توافر الفرص الاستثمارية الواعدة في كل من دول مجلس التعاون الخليجي وروسيا”.
ونظراً لأهمية الحدث فقد شارك في المنتدى ممثلون عن تخصصات متنوعة من القطاعين العام والخاص، بحسب المدفع الذي أشار إلى أن المشاركين من الجانبين تمكنوا من رسم صورة واضحة لخريطة الاستثمار، وفرص الشراكة وجميع التفاصيل التي تهم المستثمرين الروس والخليجيين، مما سيخلق دوراً فعالاً في تطوير وتنشيط العلاقات التجارية والثقافية بين الجانبين.
وأوضح المدفع أن استقبال سمو الشيخ سلطان بن محمد بن سلطان القاسمي ولي عهد ونائب حاكم الشارقة فلاديميير يفتوشينكوف رئيس مجلس الأعمال الروسي العربي تخلله بحث العلاقات التجارية الروسية الإماراتية.
وتم تسليط الضوء على ضرورة تنمية تلك العلاقات وتفعيل دور القطاع الخاص في هذا المجال، إضافة الى سبل تشجيع العملية الترويجية بين روسيا ودول مجلس التعاون، لاسيما مع دولة الإمارات.
وتم خلال اللقاء إطلاق فكرة إنشاء مركز تجاري روسي في الشارقة، أسوة بالمراكز التجارية الأخرى في الإمارة، وتأكيد سموه دعم الإمارة لإنشاء المركز الروسي لترجمة مكانة الشارقة التجارية وتفعيل العملية الاستثمارية بين البلدين الصديقين، وترحيب الوفد التجاري الروسي بهذه الفكرة على أن يتم التنسيق بين غرفة تجارة وصناعة الشارقة والمؤسسات الحكومية والخاصة الروسية.
وأكد المدفع أن المنتدى كان فرصة ومنصة مثالية لتبادل واستكشاف الفرص الاستثمارية الكامنة لدى كلا الطرفين، وتعزيز التجارة بين روسيا ودول الخليج.
وتعتبر روسياً شريكاً استثمارياً مثالياً لدول الخليج بما فيها الإمارات، نظرا لما تتمتع به من إمكانات فائقة في مجال التكنولوجيا والقوى العاملة الماهرة، وتوسعاتها الضخمة في قطاع الإنشاءات، ووفرة الموارد الطبيعية فيها، فضلاً عن احتوائها على طبقة متوسطة ذات قدرة شرائية عالية.
وقال المدفع “بلغت استثمارات الشركات الروسية في الإمارات 186 مليون دولار في 2011، في حين بلغ حجم الاستثمارات الإماراتية في المشاريع الروسية 253 مليون دولار في عام 2011”، معبراً عن أمله في زيادة معدلات الاستثمار بين الجانبين خلال السنوات المقبلة.
وركزت جلسات المنتدى على حزمة من الحوارات والمناقشات تصدرتها تعاون روسيا مع دول الخليج في مجالات حركة النقل الشحن، والخدمات اللوجستية والتجارة والخدمات وركّز الجانب الروسي على مجالات الاستثمار في روسيا والسعي الدائم لجذب الاستثمارات الخليجية الى جميع القطاعات ومنها قطاع الطيران، والذي يعد أحد أكبر وأهمّ القطاعات في روسيا، حيث وصل بلغ إجمالي إيرادات 248 شركة أكثر من 19,5 مليار دولار في العام 2011.
كما أن القطاع يؤمّن أكثر من 400 ألف وظيفة تساهم بشكل كبير في تعزيز الناتج المحليّ الإجمالي.
وركز الجانب الخليجي على ضرورة زيادة الاستثمارات بين الجانبين، وإقامة مشروعات مشتركة وخاصة في مجال استخدام التكنولوجيا الروسية في القطاعات الصناعية وزيادة حجم المبادلات التجارية.
عدد اليوم
