السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

المسلمون «الإسبان»: هوية جديدة

20 ديسمبر 2012
إيركا سانشيز كاتبة أميركية تحوّلت مارتا خديجة، ذات التراث المكسيكي ورئيسة جمعية المسلمين من أصول إسبانية في أميركا، إلى الإسلام عام 1983. وعندما انتقلت إلى الولايات المتحدة، بدأ أصدقاؤها المسلمون يرسلون لها نصوصاً إسلامية، ثم قامت بزيارة مسجد، وأعطتها تلك التجربة العاطفية والقوية سلاماً داخلياً. يركز أميركي آخر من أصول إسبانية وهو مارك جونزالس، الكاتب والمخترع على قضية الهوية. بدأ جونزاليس، وهو من أصول مكسيكية وفرنسية كندية وقد نشأ كاثوليكياً، باستكشاف الإسلام بعد أن مارس المسيحية بأسلوب عميق جداً. وهو يقول «أدركْت في تلك العملية أنني لا أحب فكرة حارس البوابة!» كان في ذلك الوقت يعمل أيضاً في مجال العدالة الإصلاحية مع الأسر التي تم ترحيلها بعد الحادي عشر من سبتمبر. بدأ يبني علاقات مع أناس يمارسون الإسلام، وتحول هو نفسه إلى الإسلام. طالما عُرِفت أميركا بتنوعها، ويُنظَر إليها كدولة مكونة من أقليات يتقاطعون مع بعضهم بعضاً على أسس منتظمة. ونتيجة لذلك، أصبح عدد المسلمين من أصول إسبانية في الولايات المتحدة الذي ينمو بشكل منتظم أمراً لا مناص منه. وحسب رويترز، يمارس 2,6 مليون شخص الإسلام، وهو واحد من أسرع الديانات نمواً في بلدنا. ويشكّل السكان من أصول إسبانية، وهم مجموعة تنمو بسرعة أيضاً، 17 في المئة من مجموع سكان الولايات المتحدة. من الطبيعي أن تتقاطع هاتان المجموعتان في النهاية، ويبدو ما قد يظهر في البداية أنه رابط غير شائع، أمراً طبيعياً تقريباً. عند سؤالها في ردة فعل أسرتها المكسيكية حيال تحولها إلى الإسلام، تقول خديجة: «اعتقدت والدتي أنني انضممت إلى نوع من الطوائف الدينية الغامضة»، ولكنها سرعان ما تفهّمت بعد أن تحدَّثَت مع قسيس كنيستها، الذي طمأنها أن ابنتها كانت على طريق الصواب. وتقول خديجة إنها لا تشعر بشكل عام أنه يجري الحكم عليها من قبل السكان الآخرين من أصول إسبانية، وأنها قادرة على العيش مع كلا الهويتين دون أية تحديات. وتعتقد أن جزءاً من ذلك يعود إلى أنها ما زالت على اتصال وثيق مع جذورها المكسيكية وأنها لا تغطّي شعرها. تجربة جونزالس مماثلة. «عملي، بالذات، هو عن إعادة تشكيل فكرة الناس عن الهوية». وكشاعر وعالِم يسافر جونزالس حول العالم لنشر رسالته. وعند سؤاله عن الإبحار عبر الهوية المسلمة للسكان من أصول إسبانية، يقول إن الهوية تصبح مشكلة فقط عندما لا يتلاءم تراثه وروحانيته مع توقعات أناس آخرين. ليست هناك إحصائيات محددة حول عدد المسلمين من أصول إسبانية في الولايات المتحدة، ولكن التقديرات تتراوح بين 100 و200 ألف مسلم، حسب المنظمة. يقول المحامي ورجل الدين ويلفريد عمرو رويز أن منظمته، الجمعية الإسلامية الأميركية لأميركا الشمالية، شهدت زيادة مميزة في الطلب على كتب القرآن الكريم باللغة الإسبانية خلال السنوات العشر الماضية. كما أن مئات الطلبات تصلهم حول نصوص إسلامية من السجون كل أسبوع، مما يشير إلى أن بعض الذين يتحولون إلى الإسلام يأتون من نظام السجون. يجد السكان من أصول إسبانية، وهم ليسوا مجموعة متناغمة، يجدون الإسلام بأساليب لا تعد ولا تحصى. يتحول البعض نتيجة لعلاقات رومانسية، ويرغب آخرون بإعادة الارتباط مع الدين، أو أن اهتمامهم أكاديمي. بالنسبة لويلفريد عمرو رويز، كان الفضول هو ما قاده إلى الإسلام. كان يسعى إلى إعادة الارتباط مع الدين عندما رأى مركزاً إسلامياً يتم بناؤه في سان جوان ببويرتو ريكو فقرر أن يستكشف. يقول «رويز» إن بعض السكان من أصول إسبانية يرفضون الإسلام بسبب الصور غير المؤاتية التي يشكّلها الإعلام. ولكن البعض يكتشف أنهم يتشاركون في العديد من القيم الأخلاقية للمسلمين، وهو يشعر كذلك أن بعض المسلمين من أصول إسبانية ممن لهم روابط مع إسبانيا ينجذبون إلى الدين نتيجة للتاريخ الطويل للمسلمين في إسبانيا. يخلق المسلمون من أصول إسبانية، أمثال جونزالس ورويز وخديجة هوية أميركية فريدة. «الإسلام دين له علاقة ثقافية وثيقة من حيث الجوهر مع هؤلاء الذين يمارسونه»، يقول جونزالس. «المسلمون من أصول إسبانية يصنعون شكلاً ثقافياً وثيقاً من الإسلام». نحتاج كأميركيين لأن نفتح مساحة في أذهاننا لهذه الجاليات الجديدة. ينشر بترتيب خاص مع خدمة «كومون جراوند» الإخبارية
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©