واشنطن تدعو العرب إلى التفكير قبل المشاركة في القمة

دعت الولايات المتحدة الدول العربية إلى التروي قبل اتخاذ قرار بالمشاركة في القمة العربية المقرر عقدها في دمشق في اواخر الشهر الجاري بسبب المشاكل التي تعترض انتخاب رئيس جديد في لبنان· وقال المتحدث باسم الخارجية الاميركية شون ماكورماك ''لا نريد السعي للإملاء على المشاركين طريقة تصرفهم· إلا أنهم عندما يفكرون بالمشاركة في اجتماع سوريا من الواضح انه سيكون من مصلحتهم ان يبقى في ذهنهم الدور التي قامت به سوريا حتى الآن لمنع العملية الانتخابية في لبنان من المضي قدما''· وكان وفد سوري برئاسة معاون وزير الخارجية السوري السفير أحمد قاووق عرنوس سلم وزير الخارجية اللبناني المستقيل فوزي صلوخ ببيروت أمس الاول دعوة باسم رئيس الوزراء فؤاد السنيورة لحضور قمة دمشق·واضاف المتحدث الاميركي ''أسجل أن الدعوة وجهت إلى السنيورة الذي يتولى بحكم الأمر الواقع صلاحيات الرئيس بالوكالة''، مضيفا ''بإمكانكم أن تسألوني لماذا هو رئيس انتقالي؟ لأنه لم تحصل انتخابات رئاسية في لبنان''· ولم يتهم المتحدث سوريا مباشرة بمنع حصول الانتخابات، إلا أنه قال ''يجري الكلام كثيرا عن قوى خارجية تقوم بشكل أو بآخر بمنع هذا الانتخاب من الحصول''· وقال ''الكثيرون سموا سوريا من بين الذين يعرقلون إجراء هذه الانتخابات''· وفي الوقت الذي تستكمل سوريا استعداداتها لعقد القمة تكثف الإدارة الأميركية اتصالاتها العربية والدولية لممارسة الضغوط على سوريا لتساعد في تحقيق الاستحقاق الرئاسي وانتخاب رئيس لبنان· وأكد المسؤولون الشكوك في أن قمة دمشق يمكن أن تحقق أية نتائج ايجابية في ظل التوتر الراهن في لبنان، وتصعيد العنف في الأراضي الفلسطينية، ومن جانب حماس في غزة· وشهدت جلسة لجنة العلاقات الخارجية الفرعية شن حملة شديدة ضد سوريا خلال مناقشات مع مساعد وزيرة الخارجية ديفيد وولش، ركزت على اتهام سوريا باشعال التوتر والعنف في غزة والعراق· وفي بيروت، انتقد نائب لبناني من ''الاكثرية'' امس طريقة الدعوة السورية إلى لبنان لحضور القمة العربية وشن أكرم شهيب هجوما عنيفا على المعارضة متهما إياها بـ''التواطؤ'' مع سوريا بهدف ''إهانة كرامة لبنان''· وقال شهيب ''من سخرية القدر أن العرنوس والصلوخ اعتديا على الكرامة الوطنية· نحن لا نسأل النظام السوري لأنه أعلن ولا يزال يعمل لتقويض السيادة الوطنية اللبنانية· وقد كرسها بالطريقة المهينة للدعوة من خلال معاون وزير إلى وزير مستقيل من المعارضة التي أثبتت مرة جديدة أنها لا تغطي أفعال هذا النظام فقط، بل غطت إهانة سوريا لكرامة وطن عنده حدود وعاصمة وسفارات ووزارة خارجية وحكومة شرعية''· واضاف ''فالإهانة لا يسأل عنها النظام السوري فقط الذي استغيب رئيس الحكومة فؤاد السنيورة، حيث يمثل لبنان في القمة الإسلامية ليبلغوه الدعوة لصقا، ومن يسأل عن الإهانة إنما هي المعارضة التي تستحق بالفعل صفة ''شكرا سوريا'' لأنها نزعت عن نفسها صفة المعارضة وحددت الانتماء· ببئس هذا الخيار وهذه الآخرة لأطراف المعارضة مجتمعة ومتفرقة''· وأعلن وزير الدولة لشؤون التنمية الادارية جان اوجاسبيان من جانبه بأن الحكومة ستعقد جلسة طارئة فور عودة السنيورة الى بيروت للبحث في موضوع القمة· واستدرك اوجاسبيان ''انه لا يجوز ان يحضر لبنان القمة في حال عدم انتخاب رئيس للجمهورية، واشار الى ان هناك توجها لدى عدد كبير من الوزراء الى عدم حضور لبنان القمة للتأكيد على ان الوضع غير طبيعي في لبنان ويجب تغييره''· كما انتقد الطريقة التي تمت بها دعوة لبنان لحضور القمة، متمنيا ''لو أنها وجهت بحسب الأصول المعتمدة في الجامعة العربية، أي أن تكون موجهة من قبل الرئيس السوري الى رئيس الجمهورية اللبنانية، الذي تناط صلاحياته اليوم وكالة بمجلس الوزراء نظرا لحال الفراغ القائم''· وقال إنه يبدو أن سوريا كانت تنتظر مغادرة السنيورة البلاد لتوجيه الدعوة ''فضلا عن أن وزير الخارجية المستقيل فوزي صلوخ كان قد بلغ بأن يتحفظ على الطريقة التي وجهت فيها الدعوة، ولكن هذه الأمور لن تكون مؤثرة في القرار الذي سوف يتخذ في عملية حضور لبنان أو غيابه عن هذه القمة''· ولفت إلى أن ''ثمة من يسعى إلى جر البلاد إلى سجال حول طريقة دعوة الحكومة بهدف إنهاء المبادرة العربية والقضاء عليها والتأكيد أنها أصبحت أمام طريق مسدود''، لافتا إلى أن ''مشكلة الرئاسة اللبنانية لا تزال المفتاح المقرر لمستوى التمثيل العربي في دمشق''·