ربط الرئيس الفلسطيني محمود عباس أمس، لدى لقائه رئيس وفد البرلمان العربي محمد جاسم الصقر في عمان، أي حوار مع حركة ''حماس'' بـ''إزالة آثار انقلاب غزة''· ونفى الدكتور صائب عريقات رئيس دائرة المفاوضات في منظمة التحرير، وجود أى معلومات رسمية حول عودة الوفد الأمني المصري إلى غزة للعب دور الوساطة، بينما قالت مصادر مقربة من عباس، إنه يعكف حالياً في البحث عن إيجاد آلية للجوء إلى منظمة التحرير لتسويغ إجراء انتخابات رئاسية وتشريعية مبكرة لإنهاء الأزمة العالقة·
وشدد عباس على انه: ''لن يصافح الانقلابيين ما لم يلغوا كافة الآثار المترتبة على انقلاب غزة ويعودوا للشرعية الفلسطينية''· وبين أن: ''على حركة ''حماس'' تسليم القطاع للسلطة الفلسطينية'' و''إلغاء كافة القرارات التي اتخذتها''·
وكان الرئيس عباس قد التقى الصقر ووفدا ضم نائب رئيس البرلمان العربي مصطفى الفقي، وأمين السر محمد حسن الامين، وتمخض عن اللقاء لجنة تكونت من الوفد ورئيس كتلة ''فتح'' في المجلس التشريعي عزام الأحمد· وينصب عمل اللجنة على القيام بجهود وساطة بين الطرفين لحل المأزق الفلسطيني·
واشترط الأحمد عقب الاجتماع لبدء حوار فلسطيني داخلي، تصويب الاوضاع الفلسطينية الداخلية، وعودة الامور الى ''ما قبل الانقلاب''، واصفا ما حصل في غزة بأنه غريب على تاريخ الشعب الفلسطيني·
وأكد الاحمد احترام السلطة الفلسطينية لمبادرة البرلمان العربي، وأعرب عن تقدير الجانب الفلسطيني لدوافع الوفد ''التي تعد التزاما أخلاقيا تجاه الشعب الفلسطيني والمشكلة الراهنة''· وأشار الى التزام الجانب الفلسطيني بالتعاون مع اللجنة وبحث كيفية الخروج من الازمة الراهنه·
وكشف الاحمد أن المجلس الفلسطيني سيجتمع في الثامن عشر من الشهر الجاري لتقييم هذه الجهود ويحدد الخطوة اللاحقة، مؤكدا أهمية عودة الامور الى ما كانت عليه·
وقال الصقر ان اللجنة شكلت من البرلمان العربي والرئاسة الفلسطينية ''وقد نجتمع غدا لاتخاذ قرار بالخطوة التالية··مشيرا الى امكانية اشراك أطراف عربية أخرى بالحوار لحل الخلاف الفلسطيني· وقال ''ان عباس شرح للوفد البرلماني وجهة نظر حركة فتح ووجهة نظره الشخصية''·
وقال الصقر ''لمسنا من عباس كل تعاون وتقدير للوضع الفلسطيني والعربي، لكن ما جرى في غزة ليس سهلا''، واصفا الحدث ''بأنه كبير ويحتاج لمباحثات كثيرة وإلى جولات من المباحثات '' وأكد أن ''النية موجودة والكل يسعى لمصلحة الشعب الفلسطيني''·
وسئل عن طبيعة عمل اللجنة، فأجاب: '' إن هناك طلبات من الطرفين، وآراء لدى الرئيس عباس ونريد تفاصيل عليها، وسيتبع لقاءنا هذا عدة لقاءات في الاسبوع المقبل حتى نصل الى حل''·
وقال الصقر··إنه والوفد المرافق التقوا الرئيس الفلسطيني عباس في اطار مبادرة من البرلمان لحل الخلاف الفلسطيني - الفلسطيني، مشيرا الى لقاء سابق تم مع رئيس المكتب السياسي لحركة ''حماس'' خالد مشعل في دمشق الاسبوع الماضي·
وحول لقاء الوفد بمشعل قال انه لمس أن هناك مجالا للمصالحة من قبل ''حماس'' وأجرى على إثره اللقاء الذي عقد مع الرئيس عباس·
ومن جهة اخرى، نفى الدكتور صائب عريقات رئيس دائرة المفاوضات في منظمة التحرير، وجود أي معلومات رسمية حول عودة الوفد الأمني المصري إلى غزة، مستدركا أن ''مصر لا تزال متمسكة بضرورة إزالة آثار الانقلاب ضد الشرعية في غزة''· وأشار عريقات إلى أنه ما من موعد محدد للقاء الرئيس محمود عباس برئيس المخابرات المصرية عمر سليمان· وفي الوقت نفسه، كشفت مصادر مقربة من الرئيس عباس، أنه يعكف حالياً للبحث عن إيجاد آلية للجوء إلى منظمة التحرير لتسويغ إجراء انتخابات رئاسية وتشريعية مبكرة لإنهاء الأزمة العالقة·
وكان الوفد الامني المصري قد غادر غزة، بعد سيطرة ''حماس'' على القطاع عقب اشتباكات مع حركة ''فتح'' والأجهزة الأمنية الموالية لها·
عدد اليوم
