الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

شمعة الأحلام

26 فبراير 2017 22:58
صوت جرس يقرع، علم يرفل عالياً، لحظات اصطفاف ونظام، تلك الخلية الرائعة تلبي نداء النهضة، تحمل حقائب حب وطموح وطن، فتلك الحقيبة هي آمال ونداء للنهضة الواعدة، يحملها كل أبناء وطني في السهل والجبل، في البر والبحر، فأحلامهم أكبر من أسوار المدرسة، أحلامهم بناء وطن وترجمة كل النظريات إلى واقع، سنحيي العلم الصاعد، سنطلق جرس الحصة في قلب الوطن. التعليم رسالة وأمانة قبل أن يكون مهنة، فالمعلم هو وحيد عصره وفريد نوعه، هو الشمعة التي تنير أحلام وآمال الأوطان ورسم معالم المستقبل، فبه تتقدم البشرية وترقى الحضارات. اليوم أسرد إحدى مواقف طلابي، ففي يوم من الأيام دخلت حصة احتياط في الصف الرابع، فكان حديثي معهم عن المستقبل والطموح، وشرعت بالسؤال عن طموح، وأنا استمع لإجابتهم، فهناك من يجيب أرغب أن أكون مهندساً والآخر طبيباً، فإذا بطالب اسمه هاشم قال: أريد أن يكون لي مصنع للطائرات ولكن ولكن، كرر تلك الكلمة مرتين. فقلت له: ماذا تقصد يا هاشم بلكن؟، قال: أسرتي تقول لي كن طياراً ذلك أقرب للواقع، فقلت له: سأراك تمتلك أكبر مصنع للطائرات وأنت من تديره، فأجاب: كيف؟، فقلت: انظروا لهذا المقطع ثم سنواصل حديثنا.عرضت لهم قصيدة «مجد الإمارات» لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وكتبت بخط كبير على السبورة «لا يوجد خط نهائي للتطور»، كنت أعتقد أن هاشم من سيحدثني بعد رؤية المقطع، ولكن كانت الأصوات من كل ناحية، فإذا برهف تقول لي: سأكون أفضل معلمة في الإمارات، أما سعيد قال: أريد أن أكون برفيسورا، أما هاشم قال بصوت عالٍ : سيكون لي مصنع وأنا مديره. بعد مرور عام التقيت مصادفة الطالب هاشم في أحد المراكز التجارية، فقد انتقل هاشم لمدرسة أخرى غير مدرستي، تحاورنا معاً وبين الحديث قال لي: أتذكرين مصنع الطائرات؟ فأجبت بدهشة: أي مصنع يا هاشم؟ أجاب: حصة المستقبل والطموح يا معلمتي، فذرفت عيناي فخراً بطالبي وعملي ووطني. أخي المعلم لا تدع تلك الرسالة مهنة، بل اجعلها أسمى رسالة حب وبناء وطن.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©