الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مرارة الفرح·· !

8 يوليو 2007 03:23
صادفت خلال الفترات الماضية مناسبات جميلة وسعيدة، لامست من حولي والمقربين اليّ، واتصلت بي احدى الاخوات تبارك لي هذه المناسبة وبينما كنا نتحدث عن الفرحة التي تدور من حولنا، سكتت صديقتي فجأة وأخذت نفسا عميقا ثم قالت ''كنت أتمنى أن تكون والدتك بمعيتك لتفرح بأفراحكم وتهنأ بقرة عيونها، بالاضافة الى انني كنت أتمنى تواجدها بقربك حتى تسعد بالانجازات التي حققتِها والتي ترينها بسيطة وتراها أمك كبيرة، كنت أتمنى لو انها اليوم وسطكم لتفرح معكم وتشارككم هذه الفرحة وهذه البهجة وتدعو لك بأن تلامسك البهجة والفرحة على الدوام· أغلقت صديقتي سماعة الهاتف بعد ان أنهت مكالمتها بالدعاء لوالدتي المتوفاة رحمها الله، ولكنها فتحت عليّ باب الذكريات، أغلقت الهاتف وأغمضت عيني، وجلست أتأمل ماضيّ الجميل، والذي عشته في كنف أمي الحبيبة، نعم تذكرت عندما ذهبت لأول مرة الى المدرسة كيف كانت سعيدة بي، وفرحة لأني كبرت وأصبحت تلميذة على أدراج الدراسة، تذكرت حين كنت أشارك في الإذاعة المدرسية وأهوى العمل الإعلامي وأزحم نفسي بين النشاطات الإعلامية مع اهتمامي بدروسي وتفوقي الدراسي، تذكرت كم كانت تتمنى ان تقرأ اسمي في جرائدنا المحلية وترى بروز اسمي بين ثنايا الصحف والمجلات، كنت أذكر انني أمزح معها وأقول لها بأنك قد تقرئينه فقط في صفحة الوفيات! لكنها كانت تعارض أفكاري وتشجعني وترفع من معنوياتي، لتجعل منظاري في الحياة وردياً، بعيداً عن نظرات الشؤم والكسل أثناء أداء أعمالي، آه وكم تذكرت كل ما تذكرته، وبكيت ألماً لأنني لم أحققه على عهدها، بل حققته بعد رحيلها، فأين هي يا ترى عن كل هذا؟ رحلت عني بعيداً وتركتني وحيدة في زحمة تلك النجاحات أفرح وحدي وأبارك لنفسي، دون ان أجد ملاذي الذي طالما حلمت بتواجدها بقربي· رحمك الله يا أماه، نعم يا أحبتي من أصعب الأمور وأمرّها أن تفرح وحدك، وتسعد وتهنأ بإنجازاتك دون ان يكون من كان يتمنى لك الخير بقربك، ولكن ومع هذا لدي اليقين الكامل بأن أمي ترقبني من بعيد تتمنى لي الخير حيثما كنت وتدعو لي بالتوفيق في خدمة من حولي والارتقاء بواقع حالي وحال مجتمعي· ريا المحمودي - رأس الخيمة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©