من مستصغر الشرر

تختلف المشاكل الزوجية من منزل لآخر، ومن أسرة لأخرى، فهذا الزوج يحاسب زوجته على أتفه الأسباب، مثلاً إذا كانت نائمة ولم ترد على الهاتف أو كانت مشغولة بسبب من الأسباب، يقيم الدنيا ولا يقعدها ويسب ويهين فقط لسبب تافه، وهذا الآخر يشتكي من زوجته التي ما ان وقفت أمام المرآة لا تتحرك ولا تنتهي من تلطيخ وجهها بأصباغ الدنيا واذا قلت لها تأخرنا انزعجت ورفضت الحديث في الموضوع وتجاهلته· وهذه المرأة يقول لها زوجها أطلقك إذا وضعت الصابونة في مكان آخر غير هذا المكان، وهذا الزوج الذي طالما كانت مباراة كرة القدم تعرض على شاشة التلفاز لا يعير زوجته أي اهتمام ولا يحدثها ويهملها، وبالتالي تضجر هي من الموضوع وتتضايق وتبدأ المشاكل· هذه كلها أسباب يستطيع ان يتفاداها الانسان ويتغاضى عنها ولا يكبرها دون داع، فلك أيتها الزوجة ولك أيها الزوج أولا، أقول: لا تهوّل من المواضيع التافهة وصغائر الأمور، ولا بد ان نعلم بأن المشاكل التي تكون بين الزوجين تنجم بسبب الظروف المعيشية التي يعيشها الانسان، ولا ننسى عامل السن فلكل سن حكمه ووجهة نظره وتصرفه، لذلك علينا ان نتقبل كزوجين قبلنا بالارتباط ببعضنا البعض، أن يتحمل كل واحد منا الآخر وعدم الضجر والاتهام المتبادل بين الطرفين· كما ولا بد ان يستوعب كلاهما الآخر ولا ينتظر له الخطأ البسيط ويحوله إلى مشكلة، ولا بد ان يكظموا غيظهم وعدم التجاوب مع الاستفزازات المستمرة من أحد الأطراف، فالبيت مركب واحد لا بد ان يسير في بحر الحياة بأمان واستقرار لذا يتحتم على الزوجين التغاضي عن الكثير· أحمد سالم