الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

من أي جنس هو احترافنا؟

20 ديسمبر 2012
من أي جنس هو هذا الاحتراف الذي نرفعه شعاراً للمرحلة صباحاً ونلعنه ليلاً، نحث ونحرض عليه حيناً ونتبرأ منه ونزجره حيناً آخر؟. ذات وقت وقد تأكد لنا أن كرة القدم العربية مريضة بهوايتها وبأنماط تدبيرها المهترئة، إرتمينا في حضن الاحتراف، وما رأينا غيره ملاذاً وعلاجاً من كل الأورام، ولم يمض علينا وقت طويل حتى أصبحنا نتحدث عن أزمة يعيشها هذا الاحتراف، لأنه بحسب الكثيرين لم يغير شيئاً، لم يستأصل ورماً ولم يصحح وضعاً.. معضلة كبيرة أن يكون هذا الاحتراف قد ولد مشوها، وأبداً لم يتطابق في شكله وفحواه مع حقائقنا الرياضية العربية التي لا يوجد بينها اختلاف كبير برغم التفاوت في العمق التاريخي. معضلة أن يكون هذا الاحتراف قد زرع في بيئة غير نظيفة، فإما أنه نبتة شيطانية، وإما أنه نبتة مزعجة متبرأ منها وإما أنه نبتة مجهولة، وما من أحد سأل عن هذا الاحتراف الذي مشينا نحوه على فترات إما طوعاً واختيارياً، وإما كرهاً واضطرارياً، كيف ولماذا أرانا وجهه القبيح وهو بعد في عمر الأجنة؟. نصغر هذا الاحتراف ونقبحه عندما نظنه لوائح وأنظمة ونحن من تعود العيش فوق القانون، نقبحه عندما نظنه بنيات تحتية رياضية إما أنها من فئة خمسة نجوم تنتصر «للتعالى»، ونقبحه عندما نختزله في سيولة مالية لا تحتكم لأي قاعدة ولأي منطق في إحلال التوازن. لا يستطيع الاحتراف العيش في بيئة رياضية لا يحكمها القانون المتطابق ولا تحرسها الأنظمة واللوائح التي ترتفع فوق النزوات وفوق الأنفس الأمارة بالاستغلال البشع لإرث كرة القدم، ولا يستطيع الاحتراف أن يكون جناحاً تحلق به الكرة العربية إلى مدارات العالمية ونحن لم نقطع الصلة، كل صلة بعقليات سادت زمناً طويلاً وأصبحت معطلاً فكرياً لكل تطور ومانعاً لكل تغيير. لا يستطيع الاحتراف أي يعيش من دون احكام جيدة تنهي زمن اقتصاد الريع الذي يضع الأندية تحت رحمة الرمق الذي لا يسد إلا بالتبرعات والهبات ولا يقيم وزناً للاستثمار ولقواعد الجدوى والفائدة ولا يحتكم إلى قاعدة اقتصادية تكسب هذه الأندية المناعة والاستقلالية. لا يستطيع الاحتراف أن يعيش في وجود أجهزة رياضية تقوم على الاحتكار، تضطهد الديمقراطية ويعشش الفساد الفكري والأخلاقي وحتى المالي في كل زواياها. لا يستطيع الاحتراف أن يكون قوياً بأحكامه إن لم يتم وضع استراتيجية متكاملة تبني الأندية والمؤسسات بشكل هرمي، لا تتداخل فيها الاختصاصات، تسيرها السياسات الرياضية وليس الأهواء والنزوات. نعيب الاحتراف والعيب فينا وما لاحترافنا عيب سوانا. drissi44@yahoo.fr
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©