الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

إنما الأمم الأخلاق

2 ابريل 2009 23:31
تبقى الأخلاق سيدة الموقف في كثير من الأحيان، وبخاصة حينما تتشابك الأمور وتتعاظم مع بعضها البعض وتختلف وتصل إلى درجة التعقيد، تتدخل ساعتها الأخلاق النبيلة لتفض هذا الاشتباك · الجميع تقريبا يدرك المعنى والهدف الراقي لقيمة الأخلاق باعتبارها العنصر الفعال والإيجابي في حياة الأفراد ، والمحرك والدافع الكبير للارتقاء نحو المجد والشرف، فهي بمثابة المرآة العاكسة لتصرفات أفراد المجتمع فلا تجد مجتمعا من المجتمعات وقد تخلى أفراده عن القيم والأخلاق النبيلة إلا وهو يشكو من أمراض وعلل وفساد وانحطاط أخلاقي· والعكس صحيح تماما من ذلك في حالة وجود الأخلاق النبيلة والأمر قد لا يختلف بين مجتمع وآخر فالكل هنا يندرج تحت مظلة وقائمة الأخلاق مهما اختلفت الوجوه والديانات واللغات حيث تبقى الأخلاق هي سيدة الموقف، وإن كانت المجتمعات الإسلامية هي المطالبة بهذا الجانب أكثر من غيرها، ومنبع ذلك هو الاتباع المباشر والحقيقي للأوامر الربانية المنزلة في القرآن والتأسي بالسيرة النبوية الطاهرة العطرة المتمثلة في شخص النبي صلى الله عليه وسلم فهو المثال والأسوة الحسنة الذي نحتذي به في عموم شؤون حياتنا اليومية· ولكن حدث اليوم تحول لدى الكثيرين من المسلمين، وابتعاد عن هذه الأخلاقيات، بعد أن لفتهم غيوم الضباب الكثيف فضاعت بالتالي وتبدلت الكثير من القيم والأخلاق الحسنة التي أمرنا بها الإسلام نتيجة للاختلاط الكبير في المفاهيم والثقافات القادمة من الخارج والاحتكاك الواسع والكبير بين المجتمعات الإسلامية وغيرها من المجتمعات الأخرى التي تفشت وانتشرت فيها مظاهر الرذيلة وتلاشت فيها قيم الفضيلة ومعانيها السامية والأخلاق النبيلة· إننا كمجتمعات إسلامية يجب أن نعود الى هذه الأخلاقيات النبيلة، ولتبقى وحدها الأخلاق هي سيدة الموقف في كل مكان وهي من يعول عليه الفرد دائما في كل شؤون حياته اليومية ، وإن كان فقيرا معدما لا يملك من حطام الدنيا سو؟ القدر اليسير والفتات القليل إلا أن حسن خلقه مع الناس هو الذي يعلي من قيمته ومكانته الاجتماعية ليس هذا فحسب وإنما قد توصله إلى المنزلة الرفيعة بين الناس وهي من العبادات الجليلة والمحمودة التي يتقرب بها العبد إلى خالقه سبحانه وتعالى من خلال حركته وسلوكه الإنساني اليومي في المجتمع وفي الحياة عموما وهي الاحتياطي الضخم والفعال لمخزون الطبائع والسلوكيات الحميدة لدى الفرد· فعلا أن الأمم والشعوب اليوم قد أصبحت تشكو من الإفلاس الكبير في مضمون أخلاقها بعد أن اتجه أفرادها بأبصارهم وأفئدتهم إلى الجري واللهث خلف المادة ورونقها· ولكن يبقي في الذاكرة دائما قول الشاعر ''إنما الأمم الأخلاق''· حمدان محمد- كلباء
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©