السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

ليجيو: العرب لم يوظفوا تراثهم جيداً في إنتاجهم الأدبي

ليجيو: العرب لم يوظفوا تراثهم جيداً في إنتاجهم الأدبي
8 يوليو 2007 03:35
فرنسيسكو ليجيو، أديبٌ إيطالي وأستاذ اللغة والأدب العربي بجامعة باريس ومترجمٌ للسرديات العربية من رواية وقصة قصيرة إلى ''الإيطالية'' بعد أن بدأ يتعلم ''العربية''، وهو في السادسة عشرة من عمره إلى أن أتقنها· كانت تجربته الأولى هي ترجمة ''موسم الهجرة إلى الشمال'' للطيب صالح سنة ،1991 ثم ترجم رواية ''ذاكرة الجسد'' للروائية الجزائرية الشهيرة أحلام مستغانمي، وكذلك رواية ''البق والقرصان'' للعمارة لخوص الروائيٌ الجزائري الشاب المقيم بإيطاليا· ''الاتحاد'' التقت به على هامش مشاركته في''الملتقى الدولي الأول للكتّاب العرب بالمهجر'' الذي أقيم مؤخراً في الجزائر، وتحدث عن تجربته في ترجمة الأدب العربي إلى اللغة الإيطالية انطلاقاً من هذه الروايات الثلاث، وأهم ملاحظاته عنها، وشروط بلوغ الرواية العربية عتبة العالمية· وكان الحوار التالي: ؟ من خلال ترجمتك ثلاث روايات عربية إلى ''الإيطالية''، ما أبرز ملاحظاتك عنها؟ هل هناك أوجه تشابه بينها؟· ؟؟ تقريباً ليس هناك أي وجه للتشابه، فلكل عمل أدبي خصوصيته حتى وإن كانت الروايات الثلاث تنتمي كلها إلى العالم العربي، ولكن أدبياً، ليس هناك قاسم مشترك بينها، وليس من الضروري أن توجد هذه القواسم· تأملاتٌ عميقة ؟ ينتمي الطيب صالح إلى الجيل الأدبي القديم، وعمارة لخوص إلى الجيل الجديد، هل ترى أن هناك استمرارية بين مختلف الأجيال أم نزوعاً نحو القطيعة ؟· ؟؟ أظن أن الطيب صالح استبق كثيراً من القضايا المطروحة الآن في روايته ''موسم الهجرة إلى الشمال''، التي كانت ململوءة بتأملات عميقة حول قضايا مصيرية، تاريخية ونفسية؛ كان الكاتب يبحث من خلالها عن تكوين هوية عربية جديدة، ويدرس علاقة الإنسان العربي بما يأتيه من مستنسخات غربية، وكان يمارس التأمل في النفس العربية بحثاً عن الذات في الماضي البعيد، واتخاذه منطلقاً في محاولات التأسيس للمستقبل· بالنسبة للأديب الشاب عمارة لخوص، فالأمر يختلف تماماً؛ لأنه يصور حالة في اللحظة الراهنة، ويستعيد في روايته ماضياً جزائرياً محضاً، ولكنه ماضي الجزائر العاصمة فقط وليس كل الوطن، وليس في هذه الرواية أي شعور بالانتماء، فقط هناك الانتماء إلى ماض أسطوري يسكنه القراصنة وشخصياتٌ خرافية وتاريخية أصبحت بمثابة أساطير· ؟ وهل تلتمس في الجيل الأدبي العربي الجديد المقدرة على أن يخلف بكفاءة الجيل القديم؟· ؟؟ أنا أؤمن بذلك وواثقٌ من أن التأمل في الذات مستمر، وما يتغير هو الأساليب الفنية المُستعمَلة في هذا التأمل، وكل جيل يطرح قضايا مصيرية وحاسمة تهمًّ زمنه ومجتمعه· ؟ على أي أساسٍ اخترت هذه الروايات العربية الثلاث، وليس غيرها لترجمتها إلى ''الإيطالية''؟· ؟؟ الاختيار كان بمحض المصادفة، فقد اكتشفت رواية ''موسم الهجرة إلى الشمال'' وترجمتها، ولم أكن أعرف أحلام مستغانمي من قبل حتى اقترِحَ عليَّ ترجمة روايتها ''ذاكرة الجسد''، وبالمصادفة تعرفت إلى الروائي الجزائري عمارة لخوص في إيطاليا، ولفت انتباهي بموهبته الأدبية، وحينما أخبرني عن روايته غير المنشورة ''البقّ والقرصان'' اطلعتُ عليها فراقتْ لي، وقرَّرنا معاً نشرها بعد أن أقوم أيضاً بترجمة نصها إلى اللغة الإيطالية، لتكون بذلك أوَّل رواية منشورة باللغتين الإيطالية والعربية في الكتاب نفسه، وكان المشروع تحدِّياً ثقافياً كبيراً وغير مسبوق في إيطاليا، لكن الذين اطلعوا على الرواية أُعجبوا بها إلى درجة أنه تم تحويرُها لتُنتج مرتين على شكل عمل مسرحي، فكان ذلك عاملَ سرور كبيرٍ لي وللعمارة لخوص· خروجٌ عن المألوف ؟ هل تعتقد أن أحلام مستغانمي منحت الأدب النسوي العربي دفعاً كبيراً بعد أن ظل مهمَّشاً عقوداً من الزمن؟· ؟؟ لا أظن أنها تمثل الأدب النسوي طبقاً للمفهوم السائد لهذا الأدب؛ أي أدب تمرد وثورة وخروج عن التقاليد وسلطة الرجل··· هذه الرواية تختلف عن غيرها من الكتب التي ألَّفتها كاتباتٌ عربيات؛ لأن أحلام مستغانمي، في هذه الرواية بالضبط، اجتنبتْ اتخاذ مواقف نسوية وذلك بجعل بطلها رجلاً تسرد الأحداث على لسانه، وأعتقد أنه من الصعب جداً أن تلجأ روائية إلى مخاطبة القراء على لسان رجل وتنجح في ذلك، وهذه النقطة تجعل ''ذاكرة الجسد'' تخرج عن الأدب النسوي المألوف· ؟ من خلال هذه النصوص الثلاثة التي ترجمتها، هل تعتقد أن الأدب العربي قادرٌ على بلوغ العالمية؟· ؟؟ هذا ممكن، ولكنني أظن أن الأدب العربي الحديث لم يستغل كل ما لديه من قدرات وطاقات كامنة في التراث الأدبي النثري الخاص بالثقافة العربية، لم يستغلها بالكم والكيفية الكافية لإعطائه دفعاً قوياً· إن ما يمكن أن يمثل إثراءً للأدب العالمي ربما لا يزال محفوظاً في التراث· والكتَّابُ العرب لا يشغِّلون هذا التراث الآن، والقليل منهم انتهج هذا النهج· ؟ وما آليات الاستفادة من التراث العربي في الكتابات المعاصرة برأيكم؟· ؟؟ في إنتاج الأدب المعاصر، يمكن استعادة العوامل التراثية في السرديات الحالية· لا شك أن الكتَّاب العرب جميعاً مطلعون على التراث وعلى أدب الرحلة ومختلف السرديات القديمة التي يزخر بها التراث، ولكنهم لم يوظفوا كلَّ ذلك بشكل كاف في كتاباتهم·
المصدر: الجزائر
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©