الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

عائلة دغمش ··من تجارة الحمير إلى الإرهاب !

عائلة دغمش ··من تجارة الحمير إلى الإرهاب !
8 يوليو 2007 03:45
تصدر خبر اطلاق سراح الصحفي الاسكتلندي الآن جونستون الاسبوع الماضي صفحات الجرائد وشاشات التلفاز، دون أن يسترعي انتباه أحد أن الوسيط في عملية الافراج بين حركة حماس وتنظيم جيش الاسلام هي جماعة سلفية أخرى هي (جماعة الدعوة والتبليغ) بزعامة الشيخ علي الغفري بعد اشتداد الصراع العسكري والاعلامي بين الطرفين وفشل المفاوضات بينهما، عقب استيلاء حركة ''حماس'' على قطاع غزة منتصف يونيو الماضي· وذكرت بعض المصادر أن الشيخ علي الغفري أحد أمراء الجماعة في غزة، جاء توسطه بين حكومة ''حماس'' ( المُقالة) وممتاز دغمش الرجل الاول في تنظيم جيش الاسلام بناء على طلب الاخير، بعد اشتداد الصراع بين عناصر ''جيش الاسلام'' وعناصر القوة التنفيذية و''كتائب القسام'' بعد عمليات الاختطاف المتبادلة بينهم قبيل اطلاق سراح جونستون· لم تكن الوساطة بين ''حماس'' وعناصر ''جيش الاسلام'' هي الأولى من نوعها، وإن اختلف الوسيط في العملية، حيث سبقها مفاوضات قبيل الاقتتال الاخير بين حركتي ''فتح'' و''حماس''، توقف بسبب الاقتتال، ولم يتم استئنافها بسبب تهديدات بعض قادة ''حماس'' لـ''جيش الإسلام'' بالإسراع الفوري لإطلاق سراح الصحفي البريطاني، الأمر الذي اعتبره دغمش بدء الصراع بين الحركتين في غزة، وهدد بتسريب وثائق مصورة تدين قيادات في حماس بترتيب اغتيالات قادة في فتح· بحسب الشائع في غزة، يقود ''جيش الإسلام '' في غزة عائلة دغمش، حيث ينتمي معظم عناصرها الى ميليشيا عائلة دغمش الذائعة الصيت في مدينة غزة برئاسة ممتاز دغمش، وتعتبر عائلته اهم العائلات ويحملها البعض مسؤولية كبيرة في استشراء ظاهرة الفلتان الأمني، وتعتبر اكبر مقاولي الإنفاق التي تستخدم لتهريب شتى انواع السلع بدءاً من الأموال والأسلحة وليس انتهاء بالمخدرات والأدوية والسلع الفاسدة· وقام ''جيش الاسلام بمبايعة تنظيم ''القاعدة'' واتبعوا سياسة التكفيريين في العراق والجزائر، وبدأوا بعمليات قتل لعدد من عناصر ''فتح'' وهذا ما احرج حركة ''حماس'' بعد التزامها بالتهدئة والمصالحة مع فتح في مؤتمر المصالحة الذي عقد بمكة المكرمة برعاية الملك عبدالله آل سعود· وجاءت عملية اختطاف الصحفي البريطاني من قبل عناصر ''لواء الشام''، كي يتمكن أفراد هذا اللواء (الذي بات يضم عددا من أعضاء حماس نفسها) من الحصول على الدعم المالي والمواقف السياسية لتيارهم الجديد واحراج قادة ''حماس'' من الجانب المعتدل، كون ''حماس'' هي أحد المؤسسين لتنظيم ''جيش الإسلام''· بل وشارك تنظيم ''جيش الإسلام'' مع عناصر من ''كتائب القسام'' و''كتائب الاقصي'' و''لجان المقاومة الشعبية'' في عدد من العمليات العسكرية ضد الاحتلال في غزة، كان آخرها عملية ''الوهم المبدد'' والتي وقعت في شهر يوليو من العام الماضي جنوبي قطاع غزة، والتي تم فيها اختطاف الجندي الإسرائيلي ''جلعاد شاليط''· إلا أن تحفظ حركة ''حماس'' على الجندي وتفردها في المفاوضات بخصوص صفقة الجندي لمصالحها الحزبية والسياسية، اثار غضب بعض العناصر المتشددة في تنظيم ''جيش الإسلام''، فقرروا الإنشقاق وأطلقوا على انفسهم مسمى ''لواء الشام'' وترأسه ممتاز دغمش وهو كان أحد عناصر حماس الذين جمدت الحركة عضويتهم بسبب عدم انصياعه لأوامر القادة في ''حماس''· ودغمش بدأ حياته السياسية في ''فتح'' ثم تحول لـ''حماس'' ثم ''اللجان الشعبية'' وهو لم يخف مسؤوليته عن اغتيال اللواء موسى عرفات· واختلف دغمش خلال وجوده في اللجان الشعبية مع الشهيد جمال ابو سمهدانة وابو يوسف القوقا لشكل مجموعته الخاصة فتبني فكر ''القاعدة'' ليدخل هذا التنظيم المتشدد للمرة الأولى إلى الأراضي الفلسطينية ويبدأ مع أفكاره المتشددة حلقة حزينة جديدة في الملهاة الفلسطينية· وعائلة دغمش ، التي اصبحت عاملاً جديداً في الازمة الفلسطينية، تتمتع اليوم بنفوذ واضح في غزة يخشي أن ينقلب إلى كارثة فيما بعد، فأفراد العائلة يعملون في التجارة وتربية المواشي واستخدام العربات التي تجرها الحمير المنتشرة لنقل البضائع في القطاع، وهي تنشط كذلك في تهريب الأسلحة· ولكن الخوف ان يأتي يوم تتحول فيه هذه العائلة بنفوذها وتنظيمها ''جيش الإسلام'' إلى الفاعل الرئيسي في غزة بعد حماس· وهو ما سوف يعزز الاتهامات الغربية لفلسطيني غزة بـ''الإرهاب'' وكونها ''غزستان'' ووقتها لن يجد الحديث عن الصراع مع إسرائيل موطئ قدم، وتتحول غزة إلى سجن كبير يتصارع فيه ''الديوك'' بينما العالم يتفرج من سينتصر لتبدأ مصارعة جديدة·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©