الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

المسجد الأحمر : مدرسة طالبان الباكستانية

8 يوليو 2007 03:46
أصبح المسجد الأحمر مركز التغطية الاعلامية اليوم بسبب المواجهات بين الشرطة الباكستانية والطلبة المتشددين في مدرسة حفص· وخلال أغلب فترات حياة المسجد منذ إنشائه وهو من المساجد المفضلة لنخبة المدينة، بمن فيهم رؤساء الوزراء ورؤساء الجيش ورؤساء البلاد· ويقع المسجد قرب مقر جهاز الاستخبارات الباكستانية ''آي إس آي، والذي ساعد على تدريب وتمويل المجاهدين· ومنذ الثمانينيات أصبح المسجد الأحمر في بؤرة الفكر المتشدد، ويضم الآلاف من الطلاب والطالبات في المدارس الإسلامية الملحقة· وقد اغتيل شيخ الجامع السابق وصديق الرئيس الاسبق الباكستاني ضياء الحق عبد الله في المسجد في أواخر التسعينات· وكان الشقيقان عبد العزيز غازي وعبد الرشيد غازي اللذان يتزعمان المسجد شأنهما في ذلك شأن والدهما يحظيان بحماية اجهزة الاستخبارات الباكستانية خلال مقاومة السوفييت لافغانستان في الفترة بين 1979 و1989 ومن ثم في اطار دعم طالبان لتولي السلطة في افغانستان· لكن هجمات الحادي عشر من سبتمبر 2001 في الولايات المتحدة غيرت المعطيات وتحول المسجد الى رمز للمشاعر المناهضة للاميركيين والمعارضة للدعم الذي يقدمه الرئيس الباكستاني برويز مشرف ''للحرب على الارهاب''· وتعمق ''الطلاق'' مع الاستخبارات الباكستانية عندما دان الشقيقان غازي عمليات الجيش الباكستاني ضد ''طالبان'' وناشطي القاعدة اللاجئين في المناطق القبلية· وتؤكد مصادر في الاستخبارات الباكستانية ان الملا دادالله احد كبار قادة طالبان الذي قتل في 11 مايو كان على ارتباط مع الشقيقين غازي وكذلك الأمر بالنسبة لناشطين باكستانيين موالين لطالبان يقيمون في المناطق القبلية· وتردد اسم المسجد الأحمر كثيراً في الأنباء خلال الأشهر الأخيرة، بدءا من فتاوى قتل الرئيس الباكستاني برويز مشرف، وخطف الطالبات في مدرسته بخطف امرأة اتهموها بإدارة بيت للدعارة، واحتجازها لمدة يومين· ولم يطلقوا سراحها إلا بعد أن قامت المرأة بقراءة اعتراف منسوب إليها· ويتهم نشطاء الدفاع عن حقوق الإنسان في باكستان الطلاب والطالبات من مدرسة المسجد بالتحرش بالمواطنين الباكستانيين العاديين باسم الإسلام وترويعهم· فالمسجد الأحمر كما يشير أحد الكتاب الباكستانيين هو مدرسة ''طالبان'' الباكستانية، والمواجهات الحالية هي مرحلة جديدة من حرب مشرف ضد ''الارهاب''· ويعتبرها البعض محاولة لاثبات جديته في مواجهة ''طالبان'' بعد الانتقادات التي وجهتها له الولايات المتحدة، وفي الوقت نفسه التخلص من شوكة ''داخلية'' تقلقه دوماً بعد أن تحول المسجد أيضاً إلى مفرزة للمعارضين المتشددين، الذين لا يسعون فقط إلى القضاء على نظامه بل إلى قتله وآخرها محاولة اغتياله يوم الجمعة الماضي·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©