الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أول كفيفة درست في جامعة الإمارات: ترى بالبصيرة

أول كفيفة درست في جامعة الإمارات: ترى بالبصيرة
8 يوليو 2007 04:14
درست هبة بالكويت من الابتدائية إلى المرحلة الثانوية، ثم أكملت دراستها في جامعة العين وتخصصت لغة إنجليزية· تقول هبة: في ذلك الوقت حين التحقت بالجامعة لم يكن يوجد ''مركز زايد لذوي الاحتياجات الخاصة''، ولم تكن هناك جهة تهتم بالمعاقين، فكنت أول كفيفة تدرس في جامعة الإمارات· واجهت صعوبات كثيرة، فلم يكن قبلي طالبات من ذوي الاحتياجات الخاصة ولا مكفوفات، فكانت تلغى عني البحوث والتقارير، وترافقني دائما فلبينية تقرأ لي وتكتب حتى أكمل مشواري الجامعي· وبعد تخرجي توظفت بالجامعة حتى أقدم للطالبات المساعدة التي لم تكن موجودة، لكن الأمور الآن أفضل بكثير من ذي قبل، والحمد لله أنها باتت أكثر يسراً وسهولة، فكل طالبة تملك جهازاً تقرأ فيه، وهناك مختبر لم يكن موجوداً في السابق، لأن بين الطالبات 9 كفيفات وهو عدد يتطلب خدمات ورعاية و أجهزة· البصيرة تقودنا كل من يرى هبة وهي تتحرك في الجامعة، يلاحظ أن في حركتها يسر وسهولة وأنها تعرف الأماكن جيداً، وعندما سألتها أن توضح لي كيف تتمكن من ذلك قالت: إذا وضع الكفيف في أي مكان يحفظ البيئة التي يعيش فيها ويمشي بسهولة حتى يظن الآخرون بأنه مبصر· نحن نتحرك بالبصيرة، ولهذا ينبغي أن لا يتغير المكان كثيراً حتى لا يصطدم الكفيف أو يتعثر· بالنسبة لي، حفظت مكان المكتب والكرسي والطاولة، وحركتي سريعة لأنني اعتدت على هذا المكان حتى أنني أستطيع أن أذهب بمفردي للمسرح القديم والبوابة، ولكن حين يكون هناك معرض يصعب علي التحرك لأن المكان تغير علي· فضل برايل فضل برايل على المكفوفين لا يمكن وصفه، وهبة نفسها استفادت من هذا الرجل العظيم الذي فتح لها أفقاً مختلفاً، وأنار لها دربها وأطلعها على المعارف والعلوم المتنوعة· تقول عن القراءة بطريقة برايل وصعوباتها: ''من تعلم طريقة برايل منذ الصغر لن يواجه صعوبة في القراءة لأنها عملية تراكمية، حيث نقوم بحفظ الحروف وبعدها نتقن القراءة والكتابة في مدة زمنية معينة، وأنا أتقن القراءة والكتابة بطريقة برايل''· وبفضل هذه الطريقة في القراءة، تمكنت هبة من أن تشبع نهمها للقراءة من خلال مجلات خاصة بالمكفوفين تصدر شهرياً في الكويت والسعودية ومصر، وهي تحب قراءة الشعر والموضوعات الثقافية والاجتماعية والموضوعات الخاصة بالمرأة والأسرة وتفسير الأحلام والطب خاصة النواحي التي تخص الكفيف، ولا تحب القراءة في السياسة ولا الاقتصاد· أ سف وأمنية وتأسف هبة لعدم وجود صحيفة أو مجلة في الإمارات للمكفوفين ليعرفوا من خلالها ما يجري حولهم في العالم، خاصة وأن في الدولة ما يقارب 300 شخص كفيف من حقهم أن يتزودوا بالمعلومات والأخبار المحلية وقضايا مختلفة ومنوعة، كما أن كل مجلة تعكس شخصية الدولة التي تصدرها، فالمجلة الكويتية تتكلم عن أبناء الكويت وإنجازاتهم، والمصرية تهتم بالمصريين، ونحن بحاجة لصحيفة أو مجلة تصدر بدولة الإمارات حتى تتكلم عن أبناء الدولة· وتتمنى هبة أن تكون هناك مطبعة بالجامعة تطبع بطريقة برايل، لطباعة الكتب للطالبات الكفيفات من جهة، وحتى يتمكن من كتابة بحوثهـــــــن بســــــهولة ولا يحتجن لمساعدة الغير في القراءة من جهة أخرى· فمن الصعب أن يتحمل أي شخص عبء كفيف لديه 6 أو 7 مساقات، ومن حق الكفيف أن يحصل على المعلومة وعلى الكتب كغيره·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©