ليس هناك أي شيء ضروري لتحقيق النجاح أكثر من المثابرة التي حققت الأساطير في عالم المال والأعمال، هذه المثابرة التي دفعته لقول: ''سأفعل هذا الشيء الطائش، سأبدأ نشاط هذه الشركة ببيع الكتب على الإنترنت''· إنها ''أمازون دوت كوم'' الأسطورة الواقعية لمؤسسها ''جيفري بي بيزوس'' المرح الصارم العاشق للعمليات الرياضية المتيم بالإبداعات الابتكارية الذي استطاع أن يضع نفسه على قائمة مليارديرات العالم لعدة أعوام متتالية وتفوق في بناء شركة من مكونة عدة موظفين إلى نحو 8 آلاف موظف هم عدد من يعملون فيها اليوم، قائلا ذات مرة: ''كنت أعلم أنني لن أندم إذا فشلت، و كنت أعلم أيضا أن الشيء الوحيد الذي كنت سوف أندم عليه هو عدم المحاولة أبدا''·
ولد ''جيف'' كما يحلو للجميع مناداته في يناير من عام 1964 بولاية ''نيومكسيكو'' وظهر ولعه بالتقنيات والكهربائيات منذ نعومة أظفاره حتى اتجه إلى دراسة الهندسة الكهربائية وعلوم الكمبيوتر في جامعة برنستون إحدى أقوى جامعات العالم وتخرج منها عام 1986 وبدأ حياته العملية في وول ستريت في شركة للتكنولوجيا المتقدمة اسمها فيتل ويذكر أنه عمل في ست شركات خلال ثماني سنوات فقط حتى استقر به الحال في شركة مالية تدعى ''دي إي شاو وشركاه'' وحقق فيها نجاحاً باهراً أهله لمنصب نائب رئيس الشركة ليصبح أصغر نائب رئيس للشركة· وقيل فيما مضى أن النجاح يجذب النجاح وليس هناك مفر من هذا القانون الكوني العظيم، لذلك إذا رغبت في جذب النجاح فاحرص على تحقيق جزء منه إلا أن ''جيف'' سعى إلى أن يحقق كل النجاح عندما قرر المغامرة بوظيفته المرموقة والاشتغال على مشروعه ''أمازون دوت كوم'' بداية من الصفر والتي كانت عام 1994 برأس مال قدره 300,000 دولار اقترضه من والديه على الرغم من عدم اقتناعهما وتذكر الروايات أنه عندما تحدث ''جيف'' مع والديه بخصوص مشروعه الخاص ببيع الكتب على الإنترنت، رد عليه والده: ''إنترنت! ماذا تعني؟''· وفي يوليو من عام 1995 افتتح موقع أمازون دوت كوم الذي باع خلال شهر واحد كتباً على جميع الولايات الأميركية ونمت أعمال الشركة بسرعة فاقت توقعات ''جيف'' حتى أصبحت اليوم من أنجح شركات البيع عبر شبكة الإنترنت بحجم مبيعات تفوق الـ 5 مليارات دولار ومنتجات تصل إلى 20 مليون منتج تتنوع ما بين الكتب وبرامج الكمبيوتر والأقراص المضغوطة وعدد عملاء يتجاوز 30 مليون عميل، أكد من خلالها ''جيف'' أن من يعتقد أن باستطاعته الانتصار يستطيع أن ينتصر فعلاً خاصة وأنه كثيراً ما ساءت الأمور لدرجة رأى فيها ''جيف'' استحالة قيام مشروعه بأي حال من الأحوال·
لقد أثبتت شركة أمازون للعالم بأن التجارة الإلكترونية ليست عملاً ناجحاً فحسب بل إنها عمل فيه من المرح والمتعة الكثير حيث تفنن ''جيف'' في منح الناس أكثر مما يتوقعونه عندما أضاف باقة من الابتكارات جعلت من متصفح الموقع يقضي فيه الساعات من دون ملل أو كلل· إن موقع الشركة يحمل الكثير من جوانب شخصية مؤسسها المليونير حيث التفاصيل في كل حجر وزاوية في الموقع بما يمكن المتصفح في النهاية من اتخاذ قرار الشراء بكل ثقة· لقد عرف عن ''جيف'' باجتماعاته الماراثونية التي تمتد لخمس ساعات وكأن المسؤولين في امتحان شفهي يستعرضون في أثنائه جميع تفاصيل ما يقدمونه حيث لا يترك جيف شاردة ولا واردة إلا ويسأل عنها· إن العمل الدؤوب والخيال الخصب في الابتكار هما الركائز التي تعتمد عليه سياسة العمل في أمازون التي اتخذت من شعار ''اعمل بعزيمة·· اعمل بمرح·· شارك في صنع التاريخ'' عنواناً لها على خريطة شبكة الإنترنت·
إذا كنت تجد المتعة في عملك فسيجد الآخرون المتعة في العمل تحت إمرتك
عدد اليوم
