الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ملف قرنق مازال مفتوحاً ونبحث فرضية الاغتيال

ملف قرنق مازال مفتوحاً ونبحث فرضية الاغتيال
9 يوليو 2007 02:05
اثنان يعتقدان أن الدكتور جون قرنق رئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان مات مقتولاً فى أحراش الجنوب، ربيكا زوجته، وباقان أموم الأمين العام للحركة، ربيكا قالتها صراحة في نيروبى، أما باقان فيعلنها في هذا الحوارصراحة· ويقول: '' قرنق مات في حادث طائرة رئاسية أوغندية وتم التحقيق في ملابسات الحادث وخلص المحققون إلى إثارة مجموعة أسئلة لم يجيبوا عليها، منها أن ما تم ليس خطأً فنياً وربما الطيار هو السبب· يتساءل باقان: هل الخطأ كان شخصياً من الطيار أم تم عمداً للتآمر على حياة قرنق خاصة وأن الطائرة كانت ذات تقنية عالية؟ هذا سؤال رئيسي وهناك أسئلة أخرى لم يستطع احد تحديدها· ويقول أيضاً تحدثت السيدة ربيكا عن شعورها وقناعتها بأن قرنق تم اغتياله وهي انطباعات نابعة من نتائج التحقيق التي لم تجد جواباً شافياً فالطائرة كانت بحالة جيدة فهل تسبب الطيار في الحادث عمداً· ü في 9 يوليو يمر عامان على الفترة الانتقالية· بصفتك أميناً عاماً للحركة الشعبية ما تقييمك لهذين العامين؟ üüالعامان شهدا الكثير من الصعوبات لتنفيذ الاتفاق على أرض الواقع وكثيراً من العراقيل وحتى الآن لم يتم تنفيذ أجزاء مهمة وأساسية في اتفاقية السلام· ü مثل؟ üü بروتوكول ايبي، بروتوكول منفرد لم يتم تنفيذه حتى الآن والطرفان في حالة اجتماعات دائمة لتذليل العقبات التي تقف أمام تنفيذه، وهناك لجنة مشتركة تجتمع في الخرطوم لهذا الغرض وجوهر التفاوض حول كيفية إزالة العراقيل التي وضعها المؤتمر الوطني أمام تنفيذ الاتفاق· ü وماذا أيضاً؟ üü لا يزال هناك عدم التنفيذ بشكل كامل لمشكلة الميليشيات المسلحة في الجنوب، لقد واصل المؤتمر الوطني خلال هذين العامين دعم ميليشيات قبلية في جنوب السودان تزعزع الأمن والاستقرار وهو عمل يتنافى مع روح ونص اتفاقية السلام· ü ما طبيعة هذه الميليشيات؟ üü قبلية تابعة للقوات المسلحة السودانية وهي مسلحة على شاكلة المجموعات القبلية التي سلحها النظام في دارفور· عائدات النفط ü ماذا عن عائدات النفط؟ üü هناك عدم وضوح في توزيع عائدات النفط في جنوب السودان، وغياب للشفافية ولمشاركة الجنوب في عملية إدارة النفط واستخراجه وتسويقه وتوزيعه، تلك مهمة لابد أن يتشارك فيها الطرفان وفق الاتفاقية· ü كم قبضتم من عائدات النفط؟ üü في عام 2005 حصل جنوب السودان على حوالي 800 مليون دولار، وفي عام 2006 حوالي مليار دولار ويتوقع في العام الحالي حوالي مليار و600 مليون دولار· ü البعض يتحدث عن أن العوائد البترولية تذهب إلى رجال الميليشيات وأمراء الحرب السابقين وبعض المنتفعين من الحركة الشعبية ولم تتحول إلى تمويل لمدارس ومستشفيات وطرق وكهرباء وبنية تحتية؟ üü هذه الأموال مسؤولة عنها حكومة الجنوب وهناك ميزانية موضوعة من قبل البرلمان الجنوبي وهي معلنة وبها بنود لتحقيق الأمن والاستقرار وحوالي أربعين في المئة من هذه العائدات تذهب للقطاع الأمني وهو أمر حيوي في ظل ميليشيات مسلحة مدعومة من بعض الجهات السودانية وأخرى أجنبية مثل جيش الرب اليوغندي وهناك نسبة عالية تقتطع للأمن، فضلاً عن ميزانية تحديث الجيش· والقسم الثاني يساوي 20 فى المئة، مخصص لبناء وتعبيد الطرق وانشاء شبكة خدمات وتم مد حوالي 3 آلاف كيلو متر من الطرق في جنوب السودان وهذا يعتبر إنجازاً ضخماً في جنوب السودان يربط أنحاءه ببعضها بعضاً والجزء الثالث من الميزانية يذهب إلى التعليم وقد تمت مضاعفة عدد التلاميذ الملتحقين بالمدارس في عام واحد فقط· ü كل هذا يعتمد على عائدات البترول الذي تصرفه لكم حكومة الشمال؟ üü هذا حقنا، والحكومة في الشمال هي التي تعتمد بنسبة 50 في المئة من تمويلها على بترول الجنوب! ü أليست لديكم عائدات أخرى؟ üü نعمل على تطوير العائدات غير النفطية مثل الجمارك عبر تجارة الحدود وهي ليست عائدات كبيرة ولكنها تنمو ولم يكن الاقتصاد موجوداً من الأصل· ü هل يتم دفع بعض الأموال لسلاطين القبائل الكبيرة مثل الدينكا وغيرها لضمان الولاء؟ üü هذه ميزانية حكومية ومخصصة لبنود محددة ومجازة بواسطة البرلمان للصرف على الرواتب والأجور والقطاع الأمني وقطاع الطرق والبنية التحتية والتعليم والصحة· ü الحديث مستمر عن عدم وجود شفافية في الجنوب؟ üü عمر الحركة الشعبية في السلطة عامان وأدخلت ممارسات جديدة على السلطة في السودان والسودان مصنف كما تعلم كواحد من أكثر بلاد العالم فساداً، وهذا العام يحتل السودان المركز الخامس بين الدول الأكثر فساداً في العالم والأسوأ في الوطن العربي، هذه إحصاءات دقيقة ودولية والحركة الشعبية أعلنت الحرب على الفساد واعتمدنا بناء مؤسسات لمحاربة الفساد، ولدينا برلمان قادر على مراقبة كل شيء وهناك مساءلات مستمرة في البرلمان، كما شكلت الحكومة مفوضية لمحاربة الفساد ذات سلطات حقيقية وتم تكوين جهاز لمراجعة صرف الأموال العامة وهناك تشجيع كبير للصحافة لنشر ما يتم من ممارسات في هذا الإطار ورفع وعي المواطن حول أوجه صرف المال العام· مقتل قرنق ü فوجئنا بالسيدة ريبيكا أرملة قرنق تتحدث عن اغتياله وكنت من أقرب الناس إلى قرنق، ماذا جرى؟ üü قرنق مات في حادث طائرة رئاسية أوغندية وتم التحقيق في ملابسات الحادث وخلص المحققون إلى إثارة مجموعة أسئلة لم يجيبوا عليها، منها أن ما تم ليس خطأً فنياً وربما الطيار هو السبب، فهل كان الخطأ شخصياً من الطيار أم تم عمداً للتآمر على حياة قرنق خاصة وأن الطائرة كانت ذات تقنية عالية، هذا سؤال رئيسي وهناك أسئلة أخرى لم يستطع احد تحديدها· ü هل تعتقد أنه حادث عمدي؟ üü هذا سؤال مطروح ومحتمل ولم نجد له إجابة! ü لماذا لا تقر ربيكا بأنه قضاء وقدر؟ üü تحدثت السيدة ريبيكا عن شعورها وقناعتها بأن قرنق تم اغتياله من منطلق نتائج التحقيق التي لم تحدد جواباً شافياً فالطائرة كانت بحالة جيدة فهل تسبب الطيار في الحادث عمداً؟ ولو كان كذلك فمن يقف وراء هذا العمل؟ ونحن في الحركة الشعبية ما زلنا نحقق ولم نطو ملف مقتل قرنق· ü من له مصلحة في اغتيال قرنق؟ üü اذا كان قرنق قد اغتيل وهذا احتمال فالجهة القاتلة ستكون بكل تأكيد من خارج جنوب السودان ومن المؤكد أن هدفها إرباك جنوب السودان وقطع الطريق عليه لتقرير مصيره ربما كانت جهة غير راضية عن مكاسب جنوب السودان وحقوق حرم منها طويلاً أما تحديد هذه الجهة فلا استطيع أن أوزع الاتهامات! ü تعيين ريبيكا مستشاراً للرئيس لحقوق الانسان تهميش للدور أم تخلص من جناح قرنق؟ üü أنا أيضاً مستشار للرئيس وهذا ليس تهميشاً ولا انقاصاً لدوري أو تحويلاً من حقيبة وزارية لحقيبة استشارية، إنه إعادة تشكيل لآليات الأداء الحكومي وتطوير لها· ü أليست هناك أهداف انتقامية أو انتقاص لدورها؟ üü على الإطلاق· ü ما أخبار أبناء قرنق في الحركة؟ üü ماذا تعني بأبناء قرنق· ü رفاقه وتلاميذه من الشمال والجنوب وكل السودان؟! هل انتهوا إلى لا شيء أو تم التخلص منهم؟ üü الحركة الشعبية هي كلها برمتها حركة قرنق كلهم أولاد قرنق وأكبر أولاد قرنق هو سيلفا كير نفسه كلنا أولاد قرنق وبناته وتحت قيادة ابنه الأكبر سيلفا كير وجميعنا بخير ونواصل المشوار· انفصال الجنوب ü هل يذهب السودان إلى وحدة أم إلى انفصال؟ üü موقف الحركة الشعبية لم يتغير مازلنا نؤمن بوحدة السودان وندعو إلى أن تمتد الوحدة لتشمل محيطنا الإقليمي الأفريقي· ü انت تؤمن بذلك وكذا رئيس الحركة سيلفا كير لكن غالبية الجنوبيين ليسوا كذلك بل دخلوا حالة طلاق تام مع الشمال· أيضاً في الشمال يتساءل البعض لماذا ندفع ثمن الوحدة؟ هل الشمال مخلص للوحدة فعلاً؟ üü كثيرون ممن تعودوا على السلطة في الشمال يشعرون بضيق من فكرة الوحدة على الأسس الجديدة ولديهم مصالح ويرون في الوحدة العادلة خسارة لتلك المصالح والامتيازات وهذا تيار يعبر عنه ما يسمى ''منبر السلام العادل'' وهم في الحقيقة مجموعة تخشى السلام العادل وتريد الحفاظ على الامتيازات وتنفر من الوحدة العادلة والسلام العادل· ü هذا المنبر واضح في توجهاته والمشكلة في الأحزاب التقليدية، ماذا عن علاقتكم بهذه الأحزاب، وهل شيع التجمع الوطني المعارض إلى مثواه الأخير؟ üü ارتضينا أن تكون الوحدة طوعية أي برضا المكونات السودانية وبخاصة في الجنوب الذي ظلم لفترات طويلة وسيمارس الجنوب حق تقرير المصير ليختار بين الوحدة والانفصال في 2011 ونحن في الحركة الشعبية ناضلنا لتأكيد هذا الحق والآن نناضل لجعل خيار الوحدة جاذباً برفع المظالم والإحباطات التي توصل إلى الانفصال وفي النهاية سيقرر أهلنا في الجنوب المصير الذي اختاروه وإذا اختاروا الوحدة فسنبني وحدة عادلة وإذا اختاروا الانفصال فسنعمل من أجل دولة جديدة تربطها بالشمال علاقات ود واخوة وتعاون· ü وماذا لو أقام الشمال استفتاء واختار الوحدة والتمسك بالجنوب؟ üü لو اختار الشمال الوحدة وأصر الجنوب على الانفصال فلا مفر من الطلاق· ü هل نفضتم أيديكم من الأمة والاتحادي والأحزاب التقليدية؟ üü الحركة الشعبية تعترف بوجود نظام حزبي تعددي وعملنا ضمن منابر مختلفة مع كل القوى السياسية ولا نريد قطع صلاتنا بأي من هذه الأحزاب، ولدينا علاقات مع الجميع وعلاقات خاصة مع الحزب الاتحادي الديمقراطي وحين جئت للقاهرة هذه المرة قابلت أول ما قابلت رئيس الحزب الاتحادي محمد عثمان الميرغني ونعمل مع كل القوى السياسية بلا استثناء الأمة والاتحادي والمؤتمر الوطني· ü ألن يعود الميرغني للخرطوم وألم تدعه إلى هذه العودة؟ üü تحدثنا عن ترتيبات عودته إلى الخرطوم والحزب الاتحادي شكل لجنة خاصة لهذا الغرض· ü ومتى العودة؟ üü اسألهم عن ذلك· ü الحركة تتحول من عسكرية إلى مدنية سياسية متى تكتمل هذه التحولات؟ üü مع توقيع اتفاقية السلام سلمنا قواتنا كحركة إلى الدولة السودانية حسب الاتفاقية والجيش الشعبي لتحرير السودان صار اليوم المكون الثاني للقوات المسلحة السودانية، وهو مكون أصيل لهذه القوات· ü وممن يتلقى أوامره؟ üü من قيادة الجيش الشعبي وهي قيادة مستقلة ويرأسه القائد الأعلى للجيش الشعبي، وفي الشمال يعمل مع جيش الحكومة المركزية تحت قيادة هيئة دفاع مشترك بين القيادتين أي أن رئيس جمهورية السودان هو القائد الأعلى للقوات المسلحة الذي يشكل الجيش الشعبي لتحرير السودان المكون الثاني له والنائب الاول للرئيس - سيلفا كير هو القائد الأعلى للجيش الشعبي لتحرير السودان، ونحن تحولنا إلى حزب سياسي وبعد الاتفاقية عملنا ولا نزال على تحويل الحركة الشعبية لحزب سياسي جماهيري عريض ونحن موجودون في كل ولاية وكل مدينة وكل قرية في السودان كحزب سياسي· ü ستدخلون الانتخابات المقبلة بعد سنة؟ üü نحن من أكبر الأحزاب السياسية السودانية ونعمل لكل السودان وفي كل أنحاء السودان بلا استثناء· ü كانت هناك نية لدى الجنوب لجمع الأطراف المتناحرة في دارفور على مائدة التفاوض فلماذا فشل المشروع؟ üü لا تزال مبادرة الحركة قائمة، والتأجيل فقط من أجل المزيد من التحضير وضمان فرص نجاح العملية، والحركة الشعبية لديها قدرة على المساعدة في حل أزمة دارفور ومساهمتنا في صورة مساعدة الاطراف الدارفورية على أن تصل إلى موقف موحد وأن تتبنى الحل السياسي التفاوضي ونعمل الآن على تحقيق اتصالات من أجل الاجتماع في ''جوبا'' لإنجاز ذلك وكما تعرف فإن الحركة بوضعها التاريخي الفريد كممثلة لكل المهمشين في السودان تربطها علاقات بكل الجماعات والحركات في دارفور· ü يبدو أن محمد نور رئيس حركة تحرير السودان هو الذي عطل الأمر؟ üü نحن على اتصال معه ولم يعطل الأمر ونحن جاهزون ليحضر بنفسه أو من خلال ممثلين له· سودان قرنق قرنق وحدوي مخلص بل كان أهم زعيم سوداني نادى بوحدة السودان وسعى إليها وعمل لها والسودان منذ ولد كان في حالة فرقة واحتراب وظهر قرنق بفكرة السودان الجديد التي تقوم على وطن جديد أو سودان جديد موحد ليست فيه حروب ويحتوي على كل الثقافات والأعراق ويعدل بين الجميع ويؤمن بالتنوع والمساواة ومع رحيل قرنق رحل الركن الأساسي لمشروع السودان الجديد الموحد على أسس جديدة عادلة وذلك يعتبر نكسة لهذا المشروع· وحركة قرنق بقيادة سيلفا كير وكل قيادات الحركة الشعبية تمضي في تحقيق نفس هذا المشروع ولكن يجب أن نعترف بالواقع فتنفيذ اتفاقية السلام والعراقيل التي تم وضعها أمام هذا التنفيذ وتجربتنا خلال عامين، كل ذلك يؤدي إلى رأي عام في جنوب السودان يغلب عليه التوجه نحو الانفصال وفقدان الأمل في أن يتحد السودان على أسس عادلة وجديدة فالجماهير في جنوب السودان لا تشعر بالعدالة والممارسات التي تتم حالياً لا يمكن أن تؤدي إلى وحدة وهذا هو التحدي الأكبر للحركة وكل القوى السياسية·
المصدر: القاهرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©