الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مصطفى البرغوثي لـ الاتحاد : تبويس اللحى ليس حلاً للخلافات الفلسطينية

مصطفى البرغوثي لـ الاتحاد : تبويس اللحى ليس حلاً للخلافات الفلسطينية
9 يوليو 2007 02:07
دعا د· مصطفى البرغوثي سكرتير ''المبادرة الوطنية الفلسطينية''، ووزير الإعلام في الحكومة ''المُقالة'' إلى انتخابات رئاسية وتشريعية جديدة في الضفة وقطاع غزة، وأكد البرغوثي في حديث لـ''الاتحاد'' أن الأزمة الفلسطينية الجديدة إذا ما استمرت بهذه الحدة فربما تعصف بمنجزات الشعب الفلسطيني طيلة أربعين عاماً من النضال والتضحيات، داعياً الأطراف كافة إلى الاحتكام إلى صيغة العقل والمنطق، وتغليب المصلحة الوطنية العليا للشعب الفلسطيني على المصالح الفئوية والفصائلية والحزبية الضيقة· وذكر البرغوثي أن الشعب الفلسطيني يواجه تحديات كبيرة يتطلب مواجهتها بإطار قيادي موسع يجمع القوى الفلسطينية الوطنية والإسلامية على حد سواء، مؤكداً أن تشكيل حكومة طوارئ تهيئ لانتخابات تشريعية ورئاسية جديدة هو المخرج الحقيقي من الوضع الحالي· وقال ''إن الفلسطينيين ليسوا بحاجة إلى أوصياء لتعليمهم الديمقراطية أو استبدال زعيم بآخر، وإن إسرائيل تتعامل مع الشعب الفلسطيني باعتباره مهزوما مرتين، واحدة في الانتفاضة وأخرى بعد أحداث غزة''، وفيما يلي نص الحوار: ü ما الذي يجري بكل صراحة بين حركتي ''فتح'' و''حماس'' وموقف الشعب الفلسطيني من أحداث غزة ؟· üü هناك اختلاف في النهج، والشعب الفلسطيني ينظر إلى ما حدث بأسى شديد؛ لأن الفلسطيني وجه سلاحه ضد الفلسطيني في وقت كان ينبغي فيه الاحتفاظ بكل قطرة دم فلسطينية، والمحافظة على شرف السلاح الفلسطيني، لكن ذلك لم يفقدنا الأمل في محاولة العثور على مخرج لتجاوز هذه الأزمة سيما وأن الإخوة العرب يقفون معنا في هذا الاتجاه ويدفعون بالأمور إلى حلحلة المواقف، وتهدئة النفوس· أبوة أبوعمار üكان الفلسطينيون ينظرون إلى ياسر عرفات باعتباره رمزاً لنضالهم، وكان قادراً على احتواء الجميع عبر علاقة أبوية، فهل الديمقراطية الفلسطينية فشلت بعد غياب الرمز؟· üü المرحوم ''أبوعمار'' هو بطل وزعيم فلسطيني كبير، لكن لا يجوز ''شخصنة'' النضال الفلسطيني والقول إن الديمقراطية الفلسطينية فشلت· ووسائل الإعلام الأجنبية تسلط الأضواء على هذه النقطة تحديداً باعتبار أن عدم نضوج التجربة هو أصل المشكلة، وهذا غير صحيح، ذلك لأن هناك أربعة تحديات أمام الحركة الفلسطينية، هي: الموقف من المشروع الوطني والضغوط الهائلة الموجهة على النظام الديمقراطي الفلسطيني للتراجع، وهو ما ينبغي حسمه بصورة قاطعة بعد الأحداث المؤسفة في غزة· والتحدي الثاني: هو الموقف من الشرعية الفلسطينية، وكيف يمكن أن تجدد هذه الشرعية من أدواتها وأساليبها في التعاطي مع الديمقراطية· والأمر الثالث: هو الوحدة الوطنية والضغوط الخارجية· وأخيراً إصلاح داخلي حقيقي في المؤسسات الفلسطينية وليس إصلاحاً تجميلياً شكلياً، وينتابنا شعور عميق بالمخاطر الناجمة عن استمرار الوضع الحالي على ما هو عليه الآن، ولا بد من معالجة جذرية ووطنية للأزمة وليس على طريقة تبويس اللحى· ü و ما الحل بين '' فتح'' و ''حماس'' ؟· üü لا بد من تهدئة النفوس أولاً، ثم الاحتكام إلى الدستور الفلسطيني، ووضع حد صارم للخروقات كافة التي تحدث من هذا الطرف أو ذاك، كما أن هذا الخلاف ينعكس على الوضع الفلسطيني بمجمله لذا لا بد من تشكيل حكومة طوارئ موسعة تهيئ الأجواء لانتخابات رئاسية وتشريعية جديدة طالما أن الجميع متفقون على أن الشعب هو مصدر السلطات، وهو صاحب التضحيات العظيمة من أجل بلوغ الهدف وهو الاستقلال وإقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس· ü ما الذي يجري خلف ''الكواليس'' بين القيادات خاصة في الاجتماع الذي عقد مؤخراً بين القيادات الفلسطينية في رام الله ؟· üü الجميع يدرسون بمسؤولية الجرح المفتوح في غزة، ومحاولة التوصل إلى مخرج مشرف للأزمة القائمة، وهناك آراء عديدة تطرح، سواءً من قبل قيادات التنظيمات أو وجهاء الشعب الفلسطيني؛ لأن الجميع أمام امتحان عسير، والقضية تتعرض لخطر التصفية، لكن لا بد من العودة إلى الشعب، وإجراء انتخابات رئاسية وتشريعية لإنقاذ الوضع، طالما أن الأمور وصلت إلى هذا الحد· حل المليشيات ü لكنّ المسؤولين في حركتي ''فتح'' و''حماس'' يتحدثون عن مؤامرات وخلافات عميقة واستقطابا··ت كيف يمكن العثور على نقطة البداية للمصالحة الوطنية في ظل هذا الوضع المتوتر ؟· üü الوضع الفلسطيني لا يحتمل الارتهان طويلاً لمثل هذه الخلافات مهما كانت؛ لأن استمرارها يعني فصل قطاع غزة عن الضفة الغربية، وبالتالي القضاء على الحلم الفلسطيني في إقامة الدولة وحق تقرير المصير، لذا لا بد من تغليب المصلحة الوطنية على الخلافات القائمة مهما كان الشرخ عميقاً· ü ما رأيك في الدعوة إلى حل المليشيات الفلسطينية المسلحة وضمها إلى الأجهزة الأمنية ؟· üü هناك عقبة كبيرة إزاء هذه الدعوة التي أطلقها الأخ الرئيس أبومازن، ذلك لأن الإسرائيليين خاصة المستوطنين بكامل أسلحتهم، فكيف يمكن تجريد الشعب الرازح تحت الاحتلال من سلاحه فيما يبقى جنود الاحتلال والمستوطنون يعيثون فساداً ؟ ثم إن الإسرائيليين أنفسهم يضعون العراقيل، وقد حاول عبد الرزاق اليحيى وزير الداخلية في حكومة الطوارئ إقناع الإسرائيليين باحتواء المطاردين وضمهم إلى صفوف الأجهزة الأمنية لكن دون جدوى· قيادات وراء القضبان ü هناك دعوات إسرائيلية لإطلاق سراح مروان البرغوثي، إلى أي درجة من التفاؤل تعتقد بحدوث ذلك ؟· üü النهج الوحدوي من قبل مروان البرغوثي هو الذي أوصله إلى السجن، ولا أعتقد أن إسرائيل يهمها الإفراج عن مثل هذه القيادات الوطنية التي تدعو إلى تجسيد مبادئ الديمقراطية الحقة والنضال المشترك، وهناك العديد من القيادات الفلسطينية في غياهب السجون ومن جميع الفصائل والقوى والأحزاب يسيرون على هذا النهج الديمقراطي الوحدوي· ü هل أنت متفائل بحل القضية الفلسطينية على طاولة المفاوضات بعد 13 عاماً من المماطلة الإسرائيلية ؟· üü نحن لسنا ضد المفاوضات مع الجانب الإسرائيلي، ولكن الشعب الفلسطيني لا يرى أفقاً واضحاً لحل قضيته، وأن الاحتلال ما زال يربض فوق الأرض الفلسطينية، إن الأمن الفلسطيني هو المنتهك وليس الأمن الإسرائيلي، الإسرائيليون ينفذون مخططاً واضحاً وهو عزل غزة، وتحويل الضفة إلى دويلات، وتصفية القضية الفلسطينية إلى الأبد· وهم يستغلون الأحداث والخلافات وحالة الضعف والانقسام لصالحهم، لكننا لا نتنازل عن الثوابت ولا أظن أن أحداً يجرؤ من الشعب الفلسطيني على المساومة لأن الشعب لن يرحمه· أوهام السلام ü ما الدور السياسي المتوقع أن تلعبه أية قيادة فلسطينية في ظل تشدد الجانب الإسرائيلي والطريقة الوحشية التي يتم يتعامل بها مع الفلسطينيين، وعدم حاجة إسرائيل للسلام، بينما العرب ضعفاء ؟· üü الفلسطينيون انطلقوا من المطالبة بحقهم في الانسحاب الإسرائيلي حتى حدود ،67 وخريطة الطريق، ومبادرة السلام العربية، فيما إسرائيل تريد المماطلة من أجل كسب الوقت، ووضع حقائق على الأرض لتجعل من السلام الذي يتطلع إليه الفلسطينيون وهماً من الأوهام· ولا يخفى على أحد أن إسرائيل هدفها تجزئة الأرض المحتلة إلى جزر منعزلة و''كانتونات''، لتضع الدويلة الفلسطينية تحت إبطها مع ابتلاع كثير من الأراضي، وتحويل الفلسطينيين إلى عبيد، وهذا ما يرفضه الفلسطينيون بإصرار؛ لذا فإن مشروع الدولة الفلسطينية العتيدة وضمن موازين القوى الحالية والانحياز الأميركي الأعمى لإسرائيل لا يمكن أن تنجزه حكومة أولمرت الضعيفة، ويبدو لي أن الأمور تدفع بالأزمة الشرق أوسطية إلى مزيد من التعقيد، ومحاولات التصفية· الكرم اليهودي !! إن ما حدث في غزة يمثل نقطة سوداء في التاريخ الوطني الفلسطيني الناصع، وإن إسرائيل تستغل ذلك من أجل التشهير بالفلسطينيين، وتكريس الادعاءات الباطلة بأن فلسطين أرض توراتية يهودية، وكرم من الإسرائيليين أن يعطوهم جزءاً منها في غزة، وإقامة ''كانتونات'' في الضفة الغربية·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©