الأربعاء 8 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الاستخبارات الأميركية··· والفرصة الضائعة في الحرب على القاعدة

الاستخبارات الأميركية··· والفرصة الضائعة في الحرب على القاعدة
9 يوليو 2007 02:25
كشفت إفادات عدد من كبار مسؤولي الاستخبارات والقادة العسكريين، أن عملية سرية كان قد جرى التخطيط لها بهدف إلقاء القبض على كبار قادة زعماء تنظيم ''القاعدة'' في وقت مبكر من عام ،2005 من المختفين في المناطق القبلية الحدودية الواقعة بين باكستان وأفغانستان، كانت قد أحبطت في الدقائق الأخيرة السابقة لتنفيذها، تخوفاً من المخاطر الكبيرة التي تنطوي عليها، إلى جانب ما رآه بعضهم لأن من شأنها أن تخرب علاقات واشنطن بإسلام أباد· وكان الهدف المقصود هو مداهمة اجتماع قيادي للتنظيم، أفادت المعلومات الاستخباراتية الواردة عنه أن من بين الحضور المتوقعين فيه، أيمن الظواهري، نائب أسامة بن لادن وذراعه اليمنى، الذي يعتقد أنه المدير الفعلي لعمليات التنظيم· وكان أفراد تابعون لوحدة من وحدات البحرية الأميركية، قد حطوا على أرض أفغانستان سلفاً على متن طائرة من طائرات النقل من طراز C-031، لحظة إلغاء تلك العملية· ذلك هو ما أفاد به أحد مسؤولي الاستخبارات السابقين، كان من بين المشاركين في التخطيط لتلك العملية· ولكن الذي حدث أن تلك الخطة قد ألغيت، نتيجة لرفض دونالد رامسفيلد، وزير الدفاع حينها، بسبب طلب تأجيل تقدم به ''بورتر· جوس''، مدير وكالة المخابرات المركزية، على حد قول المسؤولين· ولم يكن ذلك الطلب هو العامل الوحيد في قرار رامسفيلد بإلغائها، وإنما رأى فيها كذلك خطراً كبيراً على أرواح المئات من الجنود وأفراد المخابرات المشاركين فيها، خاصة بعد أن اتسع نطاقها من بضعة مقاتلين واستخباريين إلى مئات من المشاركين في تنفيذها· أما العامل الثاني وراء إلغائها، فيتمثل في المخاوف التي أبداها رامسفيلد من أن يؤدي تنفيذ العملية هذه إلى نشوء صدع في علاقات باكستان بواشنطن، خاصة وأن هذه الأخيرة قد تمنعت كثيراً وفي عدة مرات، عن استخدام الجيش الأميركي لأراضيها الواقعة في منطقة القبائل· وقد أثار إلغاء تلك العملية التي أطلق عليها اسم ''تسلل واقبض'' شعوراً بالإحباط وخيبة الأمل لدى بعض كبار القادة الاستخباريين، وقادة الوحدات العسكرية الخاصة السرية· ومن رأي هؤلاء جميعاً أن الولايات المتحدة قد أهدرت بقرار وزير دفاعها ذاك، فرصة ذهبية، ربما لا تعوض مطلقاً لإلقاء القبض على كبار مسؤولي التنظيم الإرهابي· وقد ازداد هذا الشعور بالإحباط أكثر مما كان عليه، خاصة خلال العامين الماضيين، بسبب تمكن التنظيم من تحسين قدراته وتطوير تكتيكاته وأساليب عمله، ليصبح قادراً على التخطيط لشن هجمات دولية جديدة، إضافة إلى تمكنه من إقامة معسكرات تدريب جديدة لمقاتليه في المناطق القبلية الباكستانية، التي أصبحت بمثابة ملجأ افتراضي للشبكات الإرهابية· هذا وقد شهدت علاقات البيت الأبيض بإسلام أباد، توتراً ملحوظاً خلال الأشهر القليلة الماضية، خاصة مع الرئيس الباكستاني برويز مشرف، بسبب ما تراه واشنطن من سلبية من جانبه، إزاء تنامي الخطر الإرهابي لكل من حركة ''طالبان'' وتنظيم ''القاعدة''· وعلى رغم إجراء لقاءات صحفية شملت ما يزيد على العشرة من مسؤولي المخابرات والقادة العسكريين السابقين، بهدف إعداد هذا التقرير،فإنهم رفضوا جميعاً عدم ذكر أسمائهم بسبب سرية العملية المشار إليها في عام ·2005 ومن الجانب الآخر، رفض متحدثون رسميون باسم كل من البيت الأبيض والبنتاجون التعليق على ما وردنا من معلومات عنها· ولا يزال مجهولاً بعد، ما إذا كان الرئيس بوش قد أحيط علماً بالخطة التي رسمت للعملية أم لا· وعلى صعيد آخر، قال بعض المسؤولين إنهم لم يكونوا متأكدين مما إذا كان أيمن الظواهري سوف يحضر الاجتماع الذي استهدفته الخطة، والذي كان متوقعاً له أن ينعقد في منطقة وزيرستان الشمالية، وهي عبارة عن محافظة جبلية وعرة، تقع على بضعة أميال فحسب من الحدود الأفغانية· غير أن الذي أكدوه وأجمعوا عليه، أن المخابرات الأميركية قد تتبعت اتصالات هاتفية لها صلة بمكان وتوقيت انعقاد الاجتماع المذكور، بينما تأكدت المعلومات التي تفيد بحضور أيمن الظواهري له· وبعد مضي عدة أشهر على إحباط تلك الخطة، نفذت وكالة المخابرات المركزية، هجوماً صاروخياً، أردت فيه هيثم اليمني قتيلاً، وهو أحد كبار مسؤولي التنظيم، وقد ظلت تلاحقه الوكالة منذ تاريخ انعقاد ذلك الاجتماع· ومما بات معلوماً منذ مدة بعيدة، أن عملاء الوكالة قد شرعوا في تنفيذ عمليات استخباراتية سرية في المناطق القبلية الباكستانية، المتاخمة لأفغانستان· وتكشف تفاصيل العملية السرية المحبطة هذه، عن المحادثات الداخلية التي تدور في أروقة إدارة بوش، حول ما إذا كان صحيحاً وملائماً تنفيذ عمليات أحادية الجانب في تلك المناطق، في وقت تواجه فيه حكومة الجنرال الباكستاني برويز مشرف، حركة مقاومة قوية من قبل الجماعات المعارضة، التي لا تبدي أي رغبة في التعاون مع الولايات المتحدة أم لا؟ ولذلك فقد كان من رأي مسؤولي وزارة الدفاع، ممن هم على صلة ودراية بإدارة العمليات السرية، أن يؤخذ في الاعتبار بالمخاطر السياسية والبشرية، في حال تنفيذ عملية سرية في أراضي دولة ذات سيادة، حتى وإن كانت هذه الأراضي، المناطق القبلية التي لا تكاد تكون للدولة أي سيطرة فعلية تذكر عليها· أما من الناحية السياسية، فقد ظلت باكستان من أقوى الدول الحليفة لواشنطن منذ وقوع هجمات 11/9 ، بينما ظل جيشا الدولتين على تعاون وثيق فيما بينهما· ومما قال به المسؤولون إن أحد الأسباب الرئيسية التي حملت رامسفيلد على إلغاء تلك العملية، هو تزايد عدد الأفراد والوحدات العسكرية الاستخباراتية المشاركة فيها· وكان من رأيه أنه لن يكون في وسع الولايات المتحدة، تنفيذ عملية سرية بكل ذاك الحجم والخطر، من دون الحصول على الموافقة المسبقة للرئيس الباكستاني عليها· وكان التقدير، أنه ليس من المرجح مطلقاً أن يوافق الجنرال مشرف، على تنفيذ عملية بذاك الحجم، بواسطة قوة أجنبية كبيرة، في تراب بلاده· ومهما يكن، فقد كان من رأي بعض الخبراء الأجانب أن جهود أميركا في مكافحة الإرهاب، قد تعثرت كثيراً بسبب الاعتبارات التي يوليها مسؤولو واشنطن لحكومة الجنرال مشرف· محرر الشؤون الخارجية بصحيفة نيويورك تايمز ينشر بترتيب خاص مع خدمة نيويورك تايمز
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©