إسرائيل تقرر الإفراج عن سجناء من فتح

وافق مجلس الوزراء الاسرائيلي امس، على الإفراج عن 250 سجينا فلسطينيا من حركة ''فتح'' في أحدث محاولة لتعزيز موقف الرئيس الفلسطيني محمود عباس ، بعد أن سيطرت حركة ''حماس'' على قطاع غزة· لكن سلطات الاحتلال وضعت مواصفات للمعتقلين الذين سيتم الافراج عنهم تفرغ هذه المبادرة من مضمونها· وذكر مصدر فلسطيني وآخر اسرائيلي، ان عباس سيلتقي اولمرت نهاية الأسبوع الحالي، وأنه تم قد الاتفاق على عقد اللقاء بين وزير الداخلية الفلسطيني عبد الرزاق اليحيى ورئيس ''الشاباك'' يوفال ديسكن· وقال رئيس الوزراء الاسرائيلي إيهود أولمرت لمجلس الوزراء في تصريحات نقلتها الاذاعة والتلفزيون ''أعتقد أن هذه بادرة يجدر اتخاذها··· لأننا نريد الاستعانة بأي وسيلة يمكنها دعم العناصر المعتدلة في السلطة الفلسطينية''· وقال اولمرت بعد التصويت على القرار إنه ''لن يفرج عن معتقلين في القائمة أياديهم ملطخة بالدماء، والإفراج عنهم لن يؤدي إلي تغيير كامل في الشرق الأوسط، ولكن على إسرائيل بذل جهود لتقوية المعتدلين الفلسطينيين''· وأضاف: لقد توصلت إلى قناعة بأن الإفراج عن الـ250 من فتح لن يمس بالاحتمالات للإفراج عن جلعاد شليط والجنديين الأسيرين لدى ''حزب الله'' ايهود جولفاسر والداد ريغف''· وكان أولمرت قد تعهد بالإفراج عن معتقلين من حركة ''فتح'' التي يتزعمها عباس في قمة عقدت في 25 يونيو في شرم الشيخ مع الرئيس الفلسطيني والرئيس المصري والعاهل الاردني· وأكد أولمرت امس أن الحكومة لن تطلق سراح ''سجناء لُطخت أيديهم بالدماء''· وقال مسؤول حكومي إن مجلس الوزراء صوت بأغلبية 18 صوتا مقابل ستة أصوات لصالح طلب بالافراج عن 250 سجينا· وستحدد لجنة خاصة القائمة النهائية بالسجناء الذين سيجرى الإفراج عنهم· وبمجرد الموافقة على القائمة فربما يستغرق الإفراج عن أي سجناء عدة أيام، لأن اسرائيل تتيح مهلة 48 ساعة للطعن في قرار الإفراج أمام المحكمة العليا· ورحب صائب عريقات وهو من كبار معاوني عباس بالقرار الاسرائيلي، لكنه حث اسرائيل على اعداد قائمة بالاشخاص الذين سيفرج عنهم بالتنسيق مع الفلسطينيين· وقال ان قضية السجناء تحتاج اكثر من اجراء لحلها ،غير ان الجانب الفلسطيني يرحب بالافراج عن سجناء في اي وقت· ويقدر مسؤولون ان هناك عشرة الاف معتقل فلسطيني على الاقل في السجون الاسرائيلية· وقال مسؤول في مكتب رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض إن وزير الحرب الإسرائيلي الجديد إيهود باراك، عقد محادثات مع فياض الأسبوع الماضي لبحث المؤهلين لإطلاق سراحهم· وأضاف ان فياض سعى من أجل إطلاق سراح ''السجناء السياسيين''· وأعرب سامي أبوزهري الناطق باسم ''حماس'' عن استخفافها بقرار الحكومة الإسرائيلية، واعتبرها ''خطوة مهينة للشعب الفلسطيني وتدخلا سافرا للاحتلال لصالح طرف دون آخر''· وقال أبو زهري إن ''الإفراج عن 250 أسيرا غالبيتهم ممن أوشكت عقوبتهم على الانتهاء ،تدخل من الاحتلال لصالح طرف معين وقبول بعض الأطراف بهذا التدخل''· وأضاف ''الاحتلال بهذه الخطوة يتعامل مع الرئيس عباس على أنه رئيس لـ''فتح'' وليس رئيسا للسلطة ،وكان الأولى به أن يرفض ذلك ،وأن يطالب بخطوات أخرى تضمن الإفراج عن أسرى من كل الفصائل وبمعايير خاصة''·وفي إشارة على حسن النية أفرجت إسرائيل عن عائدات الضرائب التي جمدتها قبل عام ،عندما وصلت ''حماس'' للسلطة في خطوة مكنت عباس من دفع رواتب الموظفين الفلسطينيين بالكامل لأول مرة منذ 17 شهرا·