الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

الموقف العربي في أولمبياد بكين لا يدعو للتفاؤل

الموقف العربي في أولمبياد بكين لا يدعو للتفاؤل
15 مارس 2008 00:58
الدكتور اسماعيل حامد·· اسم كبير في عالم الرياضة العربية لأنه من القلائل الذين جمعوا بين الدراسة الأكاديمية، والعمل التطوعي والأهلي، وتولي المناصب الحكومية الرفيعة في مجال الرياضة، وقد كان المسؤول عن الرياضة المصرية في يوم ما خلال مرحلة التسعينيات· وعندما نحاول الاطلاع على السيرة الذاتية له نجد العديد من المناصب والألقاب التي يصعب حصرها، فهو أستاذ الإدارة الرياضية بجامعة حلوان، ونائب رئيس الاتحاد الدولي للملاكمة منذ 22 عاما متواصلة، ورئيس لجنة حكام الملاكمة العالمية سابقا ورئيس جهاز الرياضة المصري سابقا، ورئيس الاتحاد العربي للملاكمة حاليا، ورئيس الاتحاد المصري للملاكمة، وسكرتير عام اللجنة الأولمبية المصرية على مدار 12 عاما سابقة، وقد حصل على جائزة الملك فيصل بن عبدالعزيز منذ عدة أعوام في البحوث الرياضية، ويملك أكثر من 50 مؤلفا بعضها تمت ترجمته باللغات الأجنبية في مجالات الإدارة الرياضية وتطور الحركة الأولمبية العالمية· وعلى هامش حضوره دورة صقل حكام الملاكمة بالإمارات بدعوة من الشيخ حامد بن خادم بن بطي آل حامد عضو الاتحاد الدولي للملاكمة والرئيس الشرفي للاتحاد العربي ورئيس اتحاد الامارات التقيناه وفتحنا معه العديد من الملفات الساخنة على الساحة العربية في مختلف جوانب الرياضة، ولم يخل حوارنا معه من العديد من المفاجآت التي يعلنها لأول مرة في صحيفة عربية، فماذا قال؟ في البداية وجه الدكتور اسماعيل حامد الشكر للشيخ حامد بن خادم بن بطي آل خادم على الدعوة الكريمة مشيرا إلى أنه زميل عزيز في عضوية الاتحاد الدولي للملاكمة الذي تحظى فيه الدول العربية بمكانة مرموقة من خلال تواجد 5 أعضاء ضمن تشكيلته من الدول العربية· وأوضح أن التواجد العربي على صعيد الملاكمة في أولمبياد بكين سوف يكون مميزا وقد تأهل حتى الآن ملاكم عربي من أفريقيا فقط، وسوف نظل في انتظار جولة منتصف مارس بكازاخستان للدول العربية في آسيا وهناك لاعبون مرشحون من الأردن وقطر والإمارات وسوريا، ومن الوارد أن يصل عدد الملاكمين العرب إلى 40 ملاكما، لكنه أكد في نفس الوقت أن لاعبا أو اثنين فقط مرشحان لتحقيق ميدالية طبقا للمعدلات والأرقام المعروفة حاليا وبالتالي يصعب تكرار إنجاز أثينا· الإمارات·· والتجربة المصرية وعن رأيه في مدى إمكانية أن تستفيد الامارات من تجربة مصر في الملاكمة والتي حققت إنجازا كبيرا في أثينا بفوزها بثلاث ميداليات بواقع فضية وبرونزيتين قال: تجربتنا في مصر انطلقت من 3 عناصر رئيسية، أولها القاعدة العريضة من الممارسين التي بدأنا في تطوير مستوى المتميزين منها عندما وضعنا خطتنا لصناعة الأبطال الأولمبيين في عام 1996 ، وراعينا فيها أن يشارك أبطال 96 في أولمبياد 2000 لكسب الخبرة ثم الاستعداد طبقا للمعدلات العالمية اعتبارا من 2000 وحتى 2004 التي حققنا فيها 3 ميداليات أولمبية، وقد نفذنا الخطة بشكل مدروس وبناء عليه فإذا أرادت الإمارات تحقيق ميدالية أولمبية عليها أن تنتقى الأبطال بعناية من الآن وتعدهم لأولمبياد 2012 بلندن ثم 2016 بعد ذلك، وهم غير مطالبين بتحقيق أي إنجاز في بكين· أضاف أن المشكلة الحقيقية في ملاكمة الإمارات هي تسرب اللاعبين في سن مبكرة وعدم قدرتهم على الصمود والاستمرار في التدريب، ولذلك لا بد أن يتم بحث أسباب تسرب اللاعبين وعلاج الظاهرة، ولا بد أن يعلم الجميع أن الملاكم مثل الطيار يجب أن يتوفر له عدد محدد من ساعات التدريب السنوي والمباريات الدولية الودية والرسمية وعلى سبيل المثال لدينا الملاكم محمد عبدالموجود هيكل المرشح للأولمبياد والذي شارك في 110 مباريات دولية، ورمضان عبدالغفار ''120 مباراة''، وإحسان بكر ''120 مباراة''· مشروع البطل الأوليمبي وعن أهمية وجود مشروع لرعاية البطل الأولمبي في الامارات والاسترشاد بالتجربة المصرية قال الدكتور اسماعيل حامد: مشروع البطل الأولمبي في مصر ساهم بشكل كبير في تحقيق إنجازات أثينا ،2004 وقد ثبت علميا أن زيادة عدد السكان وزيادة عدد قاعدة الممارسة ليس بالضرورة هو المؤشر على صناعة البطل، وثبت أيضا أن نوعية القاعدة هي العنصر الحاسم، فالصين تقترب من مليار ونصف المليار نسمة ولا تحقق ميداليات في كل الألعاب إذ إن هناك لعبات ليست متخصصة فيها، وهذا يعني ضرورة الإجابة أولا عن سؤال مهم حول ماهية الألعاب التي يتميز بها الشاب الإماراتي، وفي حالة تحديدها يتم البدء في التخطيط للإعداد الجيد للنوعية المتميزة المنتقاة على أساس أكاديمي وعلمي وعن طريق خبراء دوليين في التدريب وتجارب دولية داخلية وخارجية تتطابق مع المعدلات العالمية في إطار مشروع لرعاية الأبطال مثل مشروع البطل الأولمبي وعندها يمكننا القول إن الامارات تستطيع أن تحقق ميدالية في عام 2012 وأن نتنبأ أيضا بإنجازات أخرى في 2016 بلندن· خصخصة الأندية وعن الاتجاه السائد حاليا في مختلف دول العالم ومنها الإمارات بتطبيق مفهوم الخصخصة على الأندية قال: أي مشروع يخضع لجهد علمي وتخطيط جيد لا بد أن نحترمه، وما دام أنه اتجاه عالمي فلا بد أن ننسجم معه ولكن طريقة التطبيق هي التي ستحكم عليه بالنجاح أو الفشل، ولكنني أقولها إذا تمت الخصخصة بعيدا عن رقابة الدولة فسوف تفشل، بمعنى أن كل نادٍ ربما يصبح شر كة ويقوده مستثمرون لتحقيق المكاسب، وكل بطل ربما يتولى مسؤوليته رجل أعمال ومن الوارد جدا أن تتضارب مصالح الربح بين رجل الأعمال ومستهدفات الدولة من الرياضة بتحقيق الانجازات فيبيع رجال الأعمال أبطالنا وتتحول الأندية عن الهدف الذي أسست من أجله، وعلى سبيل المثال فشلت تجربة الخصخصة في انجلترا وعادت عن تلك الفكرة بعد أن جاءت نتائج دورة اتلانتا 1996 مخزية وخرجت انجلترا بميدالية ذهبية واحدة، ومن 1996 إلى 2000 قاموا بدراسة المشكلة وبحث أسباب التراجع ووجدوا أن وضع الناشئين في أيدي التجار لم يصنع أبطالا فعادوا مرة أخرى إلى التنشئة تحت المظلة الحكومية وأسسوا آلاف المدارس الرياضية· أضاف أن هذا لا يعني أن مبدأ الخصخصة خطأ ولكنه يعني أن التطبيق هو الخاطئ بدليل أنها نجحت في دول أخرى كثيرة، وباختصار لا يجب أن تسلم الدولة الأمانة للتجار من رجال الأعمال وتجلس في مقاعد المتفرجين فلدينا في أفريقيا حاليا ما يسمى بتجارة الرقيق وليس الاحتراف وهو بيع لاعبي كرة القدم في سن 11 و12 و13 سنة للدول الأوروبية· وأكد الدكتور إسماعيل حامد أن الاتجاه لمفهوم الإدارات التنفيذية في الأندية أمر جيد ويسهم في توفير المرونة في العمل الإداري والارتقاء به ولكن بشرط اختيار العناصر ذات الكفاءة العالية والمحترفة بالفعل، كل في مجاله فاللجنة الطبية لا بد أن يشرف عليها طبيب كفء والصيانة لا بد أن يتولاها مهندس محترف، والتخطيط لا بد أن يشرف عليه خبراء متخصصون في وضع الاستراتيجيات وآليات التطبيق، وهنا ليس من الضروري أن يكون أعضاء مجالس إدارات الأندية والاتحادات متفرغين، مشيرا إلى أن الامر يختلف بالنسبة للاعبين الذين لا بد ان يكونوا متفرغين إذا أردنا أن نصل للمعدلات العالمية ونشارك في بطولات العالم، وتفرغ اللاعب بشكل عام هو الذي يصنع البطولة لأن التنافس حالياً أصبح يقاس بارتفاع عدد ساعات التدريب· وقال الدكتور إسماعيل حامد إن فرص الامارات في تكرار إنجاز أثينا الذي تحقق عن طريق الشيخ أحمد بن حشر آل مكتوم ضعيفة للغاية وتقترب من درجة المستحيل لأن الرياضة الإماراتية لم تخرج بطلاً على نفس مستواه في السنوات الماضية، ولم تستفد من تجربة الشيخ أحمد بن حشر في دراسة أسباب وصوله لهذا المستوى وتوفيرها للآخرين· وتابع: هناك فارق كبير بين مستوى الشيخ أحمد بن حشر وبين الآخرين مثلما حدث مع البطل المصري كرم جابر صاحب ذهبية المصارعة في أثينا، وأنا بشكل عام غير متفائل على المستوى العربي بتكرار ما تم تحقيقه في أثينا لأننا في مصر مثلا لم يتأهل كرم جابر حتى الآن لأنه لم يشارك في التصفيات، ولم يتأهل محمد عبدالفتاح بوجي نظرا لعدم خضوعه لفحص المنشطات وتجميد موقفه، وكذلك خرج تامر صلاح صاحب برونزية التايكوندو من التصفيات· قطر وتحدي 2016 وأشاد الدكتور إسماعيل حامد بالحماس الكبير من قطر للترشح لاستضافة أولمبياد 2016 وثمّن الجهود الكبيرة التي يبذلها سمو الشيخ تميم بن حمد رئيس اللجنة الأولمبية القطرية، مشيرا إلى أنه يتمنى أن تفوز قطر بالتنظيم ولكنه على ثقة أن المنافسة ستكون صعبة للغاية مع طوكيو وشيكاغو تحديدا· وقال إن الدورة الأولمبية تختلف كثيرا عن دورة الألعاب الآسيوية فالرقم المتوقع لحضور أولمبياد 2016 هو مليونا نسمة من بينهم 20 ألف لاعب وإداري وفني في مختلف الألعاب، و20 ألف إعلامي، وهم يحتاجون إلى 50 ألف متطوع ولملاعب من نوع خاص تكون قادرة على استيعاب المباريات النهائية في الألعاب الجماعية، وقد أعددت كتابا عن تنظيم الدورات الأولمبية يتضمن 22 بندا يتوافر بقطر حاليا منها من 5 إلى 7 بنود من بينها الموافقة الحكومية والميزانية التي ستصل إلى 16 مليار دولار على اعتبار أن تكلفة أثينا تعدت 9 مليارات في ·2004 وقال: ليس من السهل أن تتقدم أي دولة لأول مرة وتكسب التصويت خاصة إذا علمنا أن عدد الأعضاء العرب في اللجنة الأولمبية لا يتجاوز 12 عضوا من إجمالي 111 عضوا معظمهم من أوروبا والأمريكتين وآسيا، ومعظمهم لن يمنح صوته لدولة عربية ولا بد أن نعلم أن هناك اعتبارات سياسية واقتصادية ودولية في الصراع، وهنا أقول إن قطر تحتاج لمعجزة من أجل الفوز في هذا السباق· مفاجأة أثينا ووعد بكين حول ما تحقق في أثينا قال الدكتور اسماعيل حامد: توقعت أن نحرز ميدالية واحدة في أثينا وهذا الكلام مسجل في الصفحة 51 من خطة الاتحاد ولكني لم أتوقع إحراز 3 ميداليات، وكل المؤشرات قبل أثينا كانت تؤكد أننا اقتربنا للغاية من الإنجاز الأوليمبي لأن لاعبينا في هذه المرحلة كانوا أبطال العرب وأفريقيا والعالم نتيجة تطور مستواهم على مدار 8 سنوات متصلة وكنا قد حصلنا في سيدني 2000 على المركزين الخامس والتاسع· وعن بكين 2008 قال إن الاتحاد المصري وعد رسميا بتحقيق ميدالية وأرسل خطابا بهذا الشأن إلى المجلس القومي للرياضة وآخر إلى مجلس الشعب وثالثا إلى اللجنة الأوليمبية ونتائجنا تبشر بالخير لأننا أبطال العرب وأفريقيا ودولية النرويج وسوبر الكأس الأفريقية وكل لاعبينا المتأهلين شاركوا بحد أدنى في 30 مباراة دولية عام 2007 فقط حققوا الفوز في أكثر من 22 مباراة منها· هروب أحمد سمير عن قصة هروب اللاعب المصري أحمد سمير واحترافه في أميركا قال: لقد هرب من مصر من أجل الاحتراف تحت ضغط الإغراءات المادية بعد أن كان مرشحا للتأهل، ومن جانبنا لاحقناه قضائيا في المحاكم، على الأقل لاسترداد ما تم إنفاقه عليه حتى يكون بطلا، وحصلنا على حكم قضائي يقضي بحبسه 6 أشهر ولكنه قطع الاتصال بنا نهائيا وسنظل نلاحقه بكل ما أوتينا من قوة حتى نستعيد حق الوطن، وكان هروبه صدمة كبيرة لأننا كنا ننتظر منه الكثير· الفصل بين الكرة وباقي الألعاب عن رأيه في الفصل بين كرة القدم في النادي وباقي الألعاب الاخرى قال: أنا مع الفصل لأن كرة القدم أصبحت تستحق ادارة خاصة بها لأهميتها، وإذا لم توجد إدارة لديها سلطة اتخاذ القرارات لباقي الألعاب فسوف تضيع الألعاب الجماعية والفردية الأخرى وتندثر تباعا لأن كرة القدم تتغول بشكل تدريجي ولن تترك مجالا لغيرها· مفاجأة أبطال مصر في حاجة إلى طبيب نفسي أكد الدكتور اسماعيل حامد أنه من أغرب المواقف التي لم يتوقع أن تحدث مع الملاكمة في مصر أنه برغم تأهل 3 لاعبين للأولمبياد وفوز إحدى الفتيات بميداليتين في بطولة العالم، ولاعب آخر بميدالية في بطولة العالم أيضا، وبرغم الفوز بالبطولة الأفريقية لم نستدع للتكريم في الحفل الذي أقامه الرئيس مبارك لتكريم أبطال 2007 وبالقطع يتحمل مسؤولية هذا الموقف من رفعوا قائمة المكرمين للرئاسة خاصة أن من تم تكريمهم حققوا نسبة تقل عن 50 % من إنجازات الملاكمة· وقال: لقد شعرت وشعر اللاعبون بالظلم، وانخفضت معنوياتهم وأحاول الآن الاستعانة بطبيب نفسي يعيد لهم التوازن النفسي والأمل والثقة مرة أخرى، ولكن بشكل عام أقول إن مجرد تكريم الرئيس للرياضة هو في حد ذاته تكريم لنا في الملاكمة لأنه بالضرورة سوف تصحح الأوضاع في المرات المقبلة· استراتيجية الـ 12 عاماً سر التفوق عن التطور الذي طرأ على الرياضة المصرية في الفترة الأخيرة وأسبابه قال الدكتور إسماعيل حامد: وصلنا إلى العالمية بفضل الاستراتيجية التي وضعها جهاز الرياضة واعتمدها الدكتور عبدالمنعم عمارة عام 1992 ولمدة 12 سنة قادمة، ويحسب للمسؤولين في وزارة الشباب أنهم طبقوا النسبة الأكبر منها بشكل جيد، وكانت هناك كبوتان فقط هما اختصار مشروع العمالقة الذي أعد من أجل كل الألعاب على لعبة كرة اليد، والمدارس الرياضية التي وضعنا خطة لها بالبدء بمدرستين عام 1992 والانتهاء بـ 26 مدرسة عام 2000 ولكن ذلك لم يحدث والمدرستان أصبحتا واحدة فقط·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©