الخياط: إعمار للصناعة تدرس دخول قطـــاع البتروكيماويـات في أبوظبي

قال الدكتور أحمد الخياط الرئيس التنفيذي لشركة إعمار للصناعة والاستثمار إن الشركة تناقش مع شركاء استراتيجيين إمكانية الاستثمار في قطاع البتروكيماويات وعدد آخر من القطاعات الصناعية في إمارة أبوظبي في إطار توجه عام يهدف إلى تنويع استثماراتها وتقليل الاعتماد على الصناعات ذات الصلة بقطاع البناء والإنشاءات· وكشف الخياط في حوار خاص مع ''الاتحاد'' عن حصول الشركة على 1,5 مليون قدم مربعة من الأراضي في مجمع التقنية ومدينة دبي الصناعية لإقامة عدد من المصانع الجديدة ومن بينها مصنع للمحولات الكهربائية وآخر للمنسوجات المتخصصة إلى جانب توسعة عدد من المصانع التي تساهم فيها الشركة بحصص رئيسية· وأضاف أن هناك 6 صناعات ستدخلها إعمار للصناعة والاستثمار خلال المرحلة المقبلة، وقد وصلت دراساتها إلى مراحل متقدمة ومنها قطاع المواد الاستهلاكية والغذائية والمعدات الثقيلة والكهربائيات· وتوقع الخياط أن يرتفع إجمالي استثمارات إعمار للصناعة والاستثمار للعام الحالي إلى 800 مليون درهم، مشيرا إلى أن الشركة انتهت من استثمار كامل رأس المال البالغ 250 مليون درهم وأنها ستعتمد على التمويلات المصرفية لتمويل مشروعاتها الجديدة· ü بداية نلاحظ تغيراً في استراتيجية الشركة في الفترة الأخيرة قياساً إلى فترة إطلاقها حيث تعمد إلى تملك حصص في شركات قائمة عوضاً عن تأسيس مصانع وشركات جديدة؟ üü يتم رسم خطط واستراتيجية الشركة في ضوء تطورات السوق، وقد حدثت تغيرات عديدة منها دخول عدد كبير من شركات الاستثمار في الملكية الخاصة سواء من المنطقة أو خارجها، إضافة إلى أن إقامة صناعات جديدة يتطلب استثمارات أكبر وتكنولوجيا أحدث، كما أننا نسعى إلى تنويع المحفظة الاستثمارية، من خلال استثمار استراتيجي طويل الأجل في العديد من الشركات القائمة بهدف تكبيرها، ومن ثم فنحن مثلاً لا نطلب الحصول على أرباح سريعة من الشركات التي نساهم فيها بل يعاد استثمار إيراداتها لتوسعة نطاق عملها وتسريع إيقاع النمو، والدليل على ذلك أيضاً أننا لم نقم ببيع أي من استثماراتنا حتى الآن· ü مضى على تأسيس الشركة قرابة العامين، كيف تقيّم الأداء حتى الآن؟ üü يعتبر العام 2006 هو سنة التأسيس بالنسبة للشركة، على الرغم من تأسيسها رسمياً في أغسطس 2005 ، وقد استغرقنا بعض الوقت في التأسيس وإعداد الكادر المطلوب، ووضع الاستراتيجية وخطط العمل التي تم إقرارها من جانب مجلس إدارة الشركة، وعلى الرغم من أن المسائل الإجرائية أخذت منا بعض الوقت فإن السنة التشغيلية الأولى كانت أكثر من ممتازة فقد دخلنا في استثمارات بست شركات مختلفة النشاط من خلال حصص متفاوتة، واستفادت تلك الشركات من دخول إعمار للصناعة والاستثمار مساهماً فيها، حيث سجلت نمواً هائلاً في حجم أعمالها وتنوع منتجاتها ومجالات عملها· ونمت مبيعات تلك الشركات في العام 2006 بنسبة 300 بالمئة قياساً إلى العام ،2005 كما تحسنت ربحيتها بصورة كبيرة الأمر الذي انعكس على ميزانيتنا في إعمار للصناعة والاستثمار، والأهم من ذلك القيمة المضافة التي تحققت حيث أخذنا شركات صغيرة نسبياً وساعدناها على التطور والنمو من خلال التوسع واستخدام معدات جديدة وزيادة عدد المنتجات التي تقدمها، وقد زاد الكثير من تلك الشركات طاقته الإنتاجية بنسبة 400 بالمئة خلال العام· ü هل تتضمن سياسة الشركة طرح شركات تابعة للاكتتاب العام؟ üü تتركز استراتيجية الشركة في جذب مستثمرين استراتيجيين للشركات التي تساهم فيها، أما مسألة طرحها للاكتتاب العام فهي ليست واردة في المرحلة الحالية، لأن هدفنا ليس جذب السيولة وحسب، وإنما الاعتماد على مستثمرين استراتيجيين يلتزمون تجاه تلك الشركات في المدى البعيد لأن هذه هي فلسفة شركة إعمار للصناعة والاستثمار أيضاً· ü ومتى ستبدأ الشركة في الاستفادة من مساهماتها في الشركات الصناعية المختلفة؟ üü كما قلت لك، فنحن نعمل على تكبير تلك الشركات بإعادة استثمار إيراداتها من جديد، وقد نمت الشركات التي ساهمت فيها إعمار للصناعة والاستثمار بشكل كبير، وربما تبدأ في دفع توزيعات نقدية لنا ولشركائنا الآخرين في العام ·2008 ü ما معدل النمو الذي تطلبونه في الشركات التي تساهم فيها إعمار للصناعة والاستثمار ؟ üü نحن نحرص على الاستثمار في شركات تحقق معدلات نمو سنوية عالية، وبالتالي نرفض أي طلبات من شركات تحقق معدلات اعتيادية مثل 15 بالمئة أو 20 بالمئة سنوياً، وكل الشركات التي دخلناها تنمو بنسب تتراوح بين 200 بالمئة و250 بالمئة سنوياً· ü كم بلغ إجمالي استثماراتكم في النصف الأول من العام الحالي؟ üü استثمرنا بنهاية العام 2006 الذي يعد فعلياً أول سنة تشغيلية بالنسبة لنا حوالي 200 مليون درهم، لكن قيمتها السوقية ارتفعت بحدود 280 مليون درهم وبنمو يتراوح بين 120 بالمئة و130 بالمئة، وتعتمد خطتنا الاستثمارية للعام 2007 على استثمار قرابة 800 مليون درهم، وفي الوقت نفسه ينتظر أن ترتفع إيرادات الشركات التي نساهم فيها إلى 1,4 مليار درهم بنهاية العام الحالي مقابل 500 مليون درهم في نهاية ·2006 ü كيف ستمول الشركة أنشطتها المقبلة بعد استثمار كامل رأس المال البالغ 250 مليون درهم؟ üü بالنسبة للتمويلات لا توجد مشكلة على الإطلاق، وبمقدورنا توفير أي تمويلات نحتاجها لمشروعاتنا، وهناك حرص من البنوك على تمويل مشروعاتنا، وهذا في حد ذاته إنجاز لأنك تعرف أن البنوك عادة ما تتحفظ عند تمويل الصناعة، لكن اسم إعمار ساعدنا في البداية، ومن ثم تشجعت البنوك لتقديم تمويلات لنا، بل إن بعضها أصبح يطلب الاستثمار معنا· ü ما مجالات العمل الرئيسة أوالقطاعات التي ستركزون عليها في المرحلة المقبلة؟ üü تكمن سياسة الشركة حالياً في تقليل الاعتماد على الأنشطة ذات الصلة بقطاع الإنشاءات، وهدفنا هو التنويع سواء بإنشاء مصانع خارج الإمارات للعديد من الشركات الصناعية التي نساهم فيها ومنها (ملتي فورمز) التي توسعت إلى الأردن، ونخطط لدخول السوق السعودية، كما نخطط للتركيز على قطاعات أخرى مثل البتروكيماويات والقطاعات الهندسية والنفط والغاز والمرافق والمواد الغذائية وصناعات المركبات الدوائية، ويمكن القول إننا أمامنا 8 فرص استثمارية في قطاعات متنوعة وصلت إلى مراحل متقدمة، وهي تعتمد على اجتذاب شريك أجنبي صاحب خبرة ويملك التكنولوجيا، وبعضها سيقام في الإمارات والبعض الآخر في دول شمال أفريقيا وباكستان· ü ما الذي أضافته إعمار للصناعة والاستثمار إلى الشركات التي اشترت حصصاً فيها؟ üü لقد ساهم دخولنا في تحقيق نقلات نوعية لتلك الشركات، حيث نقلناها نوعياً وإنتاجياً وتكنولوجياً إلى مستوى آخر، من خلال تقديم منتجات جديدة واستخدام أحدث التقنيات· ü ولكن يلاحظ أنكم ركزتم على صناعات فرعية وبسيطة واستثمارات صغيرة إلى متوسطة بدلاً من دخول قطاع الصناعات المتطورة كثيفة رأس المال كما كانت التوقعات لدى إطلاق الشركة؟ üü يتعين الأخذ بعين الاعتبار طبيعة بيئة العمل في المنطقة التي تتطلب التركيز بداية على المشروعات الصغيرة والمتوسطة لأنها أساس أي تطور صناعي، وأنت تعرف أن البنوك تتحفظ عند الإقراض للصناعة، لكننا نجحنا في تغيير هذه الصورة، وأصبحت البنوك تحرص على الاستثمار معنا، وأستطيع القول إن نجاحنا الأساسي هو تحويل المشروعات الصناعية الصغيرة والمتوسطة إلى نقطة جذب ليس لرأس المال فحسب بل للتكنولوجيا الصناعية وهذه هي أهم قيمة مضافة يمكن القول إننا نحققها· وبخلاف ذلك ينبغي أن أوضح أن سنة تشغيلية واحدة لا تمثل شيئاً، ولا ينبغي الحكم على الأداء من خلالها، ونحن لدينا اهتمام من مصانع أجنبية ترغب في تطور شركات قائمة تساهم فيها إعمار للصناعة والاستثمار ، وهذه الشركات تنتمي لدول عدة مثل ألمانيا وكوريا والهند، ونحن نهدف إلى تحقيق تراكم الخبرات لدى المشروعات الصغيرة والمتوسطة التي ستصبح بدورها مصانع كبيرة، وهذا يساهم أيضاً في إبقاء تلك المشروعات على قيد الحياة لأنه عند نقطة معينة أما أن تكبر أو تموت، ولاشك في أن ضخ الاستثمارات الجديدة وجذب التكنولوجيا وإعادة استثمار التدفقات النقدية كلها عوامل تساهم في تطوير المشروعات القائمة· ü بصراحة كانت هناك توقعات أكبر من ذلك لدى إطلاق إعمار للصناعة والاستثمار، حيث انتظر الكثيرون صناعات متطورة وأشياء جديدة؟ üü طبعاً الكل لديه الحق في التفاؤل وانتظار أشياء كبيرة من إعمار، ولكن هناك واقع ومنطق في الصناعة يفرض كلمته، فأي صناعة متطورة وجديدة تحتاج إلى شريك أجنبي يملك الخبرة، ونحن لا نتحمس لشريك يورد لنا المعدات وكفى، وإنما نطلب شريكاً يلتزم معنا، وبالتالي هناك مشروعات كبرى عديدة قيد الدراسة والتفاوض ستتبلور قريباً· ü هل صغر قاعدة رأس المال (250 مليون درهم) وراء عدم الدخول في مشروعات صناعية ضخمة حتى الآن؟ üü قاعدة رأس المال الحالية لا علاقة لها بطبيعة المشروعات التي حصلنا على حصص فيها، ولو أردنا مشروعاً بمليار أو ملياري درهم لن نواجه أي مشكلة فالجميع يرغب في التعاون مع إعمار للصناعة والاستثمار، والمساهمون في الشركة ومجلس الإدارة يدعموننا، ولكن مشكلة الصناعة أن الإعداد لها يحتاج لوقت، ومن البداية لم يكن هدفنا الحصول على الأموال وإيداعها في المصارف، كما أن هناك عروضاً من بنوك عدة لتمويل مشروعاتنا وبالتالي لا مشكلة لدينا في السيولة ولو احتجناها سنحصل عليها بسرعة سواء من الشركاء أو من المستثمرين أو المصارف· ü وماذا عن عملكم في الإمارات الأخرى، وخاصة إمارة أبوظبي؟ üü نحن نحرص على التعاون مع شركاء في مختلف إمارات الدولة، وإمارة أبوظبي تكتسب أهمية استراتيجية كبيرة بالنسبة لنا، ونحن نتحدث مع شركاء محتملين للاستثمار في قطاعات البتروكيماويات والعديد من القطاعات الصناعية الأخرى مثل الزجاج والأنابيب والألومنيوم، والصناعات ذات الصلة بقطاع الإنشاءات مثل صناعة الأبواب، لكن يظل قطاع البتروكيماويات هو محور اهتمامنا الرئيسي في أبوظبي·