المراهقة.. والشكوك

المشكلة عزيزي د. مصبح: أنا طالب جامعي، أحببت فتاة منذ الوهلة الأولى التي رأيتها فيها في الطريق العام، ومصادفة عرفت أنها شقيقة صديق لي، وبعثت لها عن طريق صديقتها ما يتضمن إعجابي الشديد بها، وعزمي الزواج منها، وسعدت أن أجابت بأنها ستفكر في الأمر، وطلبت مهلة من الوقت للتفكير، وقد اغتنمت هذه الفرصة لكي أجمع عنها المزيد من المعلومات، وعرفت أنها من الفتيات المراهقات التي تود أن تعيش على طريقتها الخاصة كمراهقة، وأن هناك أحد الشباب حاول التقرب منها وإقامة علاقة معها، وبعد أن وافقت في البداية (على حد زعم هذا الشاب) اختلفا فيما بينهما، وانفضت هذه العلاقة، وقال لي إنها فتاة طائشة ولعوب. ازدادت شكوكي، وفكرت في التراجع والتخلي عن حبي، وإن بقيت شكوكي حول مصداقية هذا الشاب، بعد فترة التقيت بها، وحاولت أن أتأكد منها عن مدى صحة هذه الأقاويل، لكنها ببساطة شديدة أكدت عدم صحة ما قيل عنها، ما يردده ليس إلا محاولات لتشويه صورتها، ونوع من الحقد عليها لعدم قدرته الوصول لما يريد، وأن هناك كثيرين من يفهمون الزمالة والصداقة على أنها شيء آخر، ومنهم هذا الشخص التافه». إنني في حيرة من أمري، هل أتابع معها الطريق الذي بدأته، أم أتجنبها وأرتاح من الشكوك والظنون التي أخشى أن تثير المتاعب في المستقبل ولاسيما أنني صادق النية في الارتباط بها؟ حسين ف. ل النصيحة ياسيد «ولهان».. من تبهرك اليوم بجمالها وخصالها، لا تستهويك غداً، والعكس صحيح، ولا أتفق معك في الحكم على هذه الفتاة بنفس الطريقة، وقد لا أشجعك على التفكير فيها لمجرد تبادلها النظرات، والإعجاب، ومن ثم المقابلات في مثل هذا السن تحت مسمى الزمالة، أو الصداقة، وثقة الأهل، أو تحت أي مسمى آخر، ومن المؤكد أن ذلك ما فتح الباب أمام الآخرين للكلام عنها والتطاول عليها بالشائعات والأقاويل، لكن ليس معنى ذلك أن ما سمعته من هذا الفتى صحيح، فهناك احتمال كبير - كما قالت- إنه لم يستطع النيل منها. فأطلق لخياله المريض تصور أشياء لم تحدث، وينتقم منها على طريقته، وكثير من المراهقين والشباب يلجأون إلى مثل هذا التصرف المعيب. ولا يمكنني الجزم بأن ذلك لم يحدث على الإطلاق، فهذا أمر متروك لتقديرك، فإن كنت تحبها عليك أن تغلق بوابة الشكوك والظنون إلى الأبد، وثق من نفسك ومنها، ولعل الأيام تثبت الحقيقة، أما إذا كانت غير ذلك، فأنصحك بالابتعاد عنها لترتاح وتستريح