الكرة الذكية في الثلاجة

تجربة الكرة الذكية ذات الشريحة الإلكترونية المتصلة مع أجهزة الإنذار التكنولوجي المتواجدة على خط المرمى، والتي تحدد تجاوز الكرة هذا الخط بين القائمين وتحت العارضة من عدمه والتي استمر الحديث فيها والصرف عليها والتسويق لها منذ أكثر من ثلاثة أعوام أو يزيد قد أدخلتها اللجنة التشريعية الدولية في اجتماعها الأخير في اسكتلندا السبت الماضي ثلاجة ''الفيفا'' من الآن وحتى إشعار آخر بعد سلسلة من التجارب التكنولوجية المكلفة والمعقدة التي تم إجراؤها في العديد من المسابقات الدولية قبل حوالى عامين من افتتاح المونديال الألماني عام ،2006 وحتى آخر بطولة من بطولات أندية العالم التي استضافتها اليابان قبل شهرين من الآن· عملياً·· في كل هذه التجارب والمسابقات الدولية لم تحصل أية حالة من الحالات الصعبة والمعقدة التي كانت تستوجب تدخل الشريحة الإلكترونية المتواجدة على الكرة الذكية من أجل نقل المعلومة المؤكدة حول صحة الهدف من عدمه عبر الأجهزة الإلكترونية المتواجدة على خط المرمى الى أذن وعين الحكم من أجل اتخاذ القرار الصحيح بشأنها· ويبدو لي من خلال خبرة طويلة مع الفيفا ولجنة حكامه ولجنته التشريعية الدولية ''البورد'' أن الضغط الإعلامي المتزايد الذي بدأ مستهل ثمانينيات القرن الماضي نتيجة الأهداف غير المحتسبة لكرات اصطدمت بالعارضة وتجاوزت خط المرمى في عدة مونديالات متعاقبة حول ضرورة استخدام الفيديو والإعادات البطيئة من أجل تبيان صحة القرارات التحكيمية قد كان لكل ذلك دوره في الضغط على مسؤولي الكرة العالمية في تجربة إلكترونية كالكرة الذكية من أجل التعويض عن الرفض القاطع لاستخدام الفيديو والإعادة البطيئة خلال المباراة، والتي تبدو من الناحية الإعلامية والجماهيرية سهلة وممكنة لكنها من الوجهة العملية والواقعية برأي الفيفا وخصوصاً المتخصصين فيها صعبة للغاية بل ومستحيلة· والمدقق واقعياً في هذه الأخطاء التحكيمية المؤثرة·· يجد أنها قد حدثت لمرة واحدة في كل من المونديال المكسيكي عام 1986 وقبلها في المونديال الإيطالي عام 1990 والمونديال الأميركي عام 1994 وقبلها في المونديال الإنجليزي عام 1966 لكن الحكم المساعد الكويتي حسين غضنفري في المونديال الفرنسي عام 1998 والعديد من زملائه الحكام المساعدين المتميزين في مسابقات وبطولات دولية عديدة نجحوا في التعويض عن الكرة الذكية، وأعلنوا صحة أهداف صعبة للغاية تجاوزت الكرة فيها خط المرمى بكامل محيطها·· وهذا ما يجعلنا نعتقد بأن مثل هذه الحالة نادرة الحدوث·· ويمكن للحكم المساعد الذي يملك الشجاعة وقدرات التواجد في المكان الصحيح ومهارات التركيز الكلي والمتميز اتخاذ القرار الصحيح والمقنع بشأنها بديلاً عن الكرة الذكية وشرائحها وأجهزتها الإلكترونية المكلفة والمعقدة التي لم تتوفر لها ظروف التجربة الحقيقية في المسابقات والبطولات الدولية الأخيرة، فكان القرار النهائي والحاسم بإدخال التجربة ثلاجة الفيفا حتى إشعار آخر!