قد يظن الناس أن الغلاء الفاحش والسريع هو أعظم المشاكل الجديدة التي أصبحت ترهق كاهلهم، ولكن الحقيقة التي قد لا ينتبه اليها الكثيرون هي انتشار السلع الفاسدة التي لا تصلح للاستهلاك أو الاستخدام· وفي ظل ضعف الرقابة على صلاحية السلع بمختلف أنواعها الغذائية والمنزلية والصناعية، يصبح كل شيء جائزاً بالنسبة للتجار الذين تحول بعضهم الى ''مصاصي أموال''·
ويمكن لكل من يقرأ هذه السطور ان يقدر معي، مجرد تقدير، كمّ المواد التي يشتريها من الأسواق وتكون غير صالحة للاستهلاك ومنها اللحوم والأجبان والحبوب التي تغزوها الحشرات، والأدوات والألعاب الرخيصة المستوردة من الصين أو الهند أو غيرها، ولقد قرأت بتاريخ 1 يوليو 2007 في الملحق الاقتصادي لجريدة ''الاتحاد'' خبراً يؤيد هذه الحقيقة ويفيد بأن العرب يخسرون سنوياً 50 مليار دولار ثمناً للسلع الفاسدة·
ولا يخلو أي بلد من البلدان المتطورة من الهيئات الحكومية المسؤولة عن مراقبة البضائع والسلع المستوردة، هذا فضلاً عن وجود الجمعيات غير الحكومية لحماية المستهلكين من الاشياء التي تباع وتشترى دون استثناء، وفي غياب ما يكفي من الرقابة على الأسواق، ليس أمامنا إلا أن نردد القول: رحماك أيتها الأسواق·
نهلا أحمد
عدد اليوم
