الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

لغة الأطفال العربية في خطر والـ سي·دي يتفوق على الكتاب

لغة الأطفال العربية في خطر والـ سي·دي يتفوق على الكتاب
15 مارس 2008 01:04
كتاب الأطفال لم يعد ذلك الكتاب المخصص لتعليم القراءة والكتابة في المدرسة، وليس هو مجموعة أوراق جافة تحتوي على مواد علمية مملة· فقد تحول الى مفهوم شامل قائم على الصورة واللون وكافة عناصر الجذب بالقدر الذي يحتوي فيه على المعلومات المناسبة لكل مرحلة عمرية· وجنبا الى جنب مع الكتاب المدرسي تأتي في مقدمة الاصدارات المتخصصة للأطفال، المجموعات القصصية والمنشورات العلمية بمفهوم المسابقات والأدوات التلقينية· لكن المعضلة الأساسية في عالم المطالعات الطفولية، هي الهجمة العشوائية للكتب الالكترونية التي سحبت البساط تدريجيا من تحت أقدام القراءة باللغة العربية تحديدا· نسرين درزي أبوظبي - وفي جولة بأرجاء معرض أبوظبي الدولي للكتاب ،18 توقفنا عند دور النشر المتخصصة بإصدارات الأطفال واستوضحنا من الأهالي مواقفهم من كل ما يحيط بكتاب الطفل الذي يفترض أنه الزاد اليومي لأبنائهم· من شركة ''عين'' المتخصصة في إنتاج البرمجيات التعليمية من كتب إلكترونية ومجموعات قصصية، ذكر محمد شعبان حسن أن الاقبال هذه السنة على الأقراص المدمجة فاق كل التوقعات ولاسيما أن الأطفال أصبحوا أكثر وعيا من قبل وأكثر قدرة على الانتقاء· ''الاصدارات المتوفرة لدينا تناسب الأطفال بمختلف الأعمار، وتتضمن اللغتين العربية والانجليزية، حيث التركيز على المرحلة التعليمية الاولى''· ويمكن للأهل الاستعانة بها إما عن طريق الكمبيوتر أو ''الدي· في· دي'' لمساعدة أبنائهم الصغار على تعلم النطق السليم ولفظ الحروف منفردة ومجتمعة، اضافة الى أساسيات مادة الرياضيات من جمع وطرح وضرب وقسم· ومع أن الأرفف ملأى بالقصص المسلية وصور الخيال العلمي، الا أن الطلب أكبر على الكتب الإلكترونية الهادفة، وخصوصا ذات الإخراج المحبب والألوان المثيرة· النوعية والمضمون ومن دار الحضارة للنشر والتوزيع المتخصصة بقصص القصيرة للأطفال وبالمسابقات العلمية، أوضح عبدالحميد عبدالرحمن أن التوجه حاليا في دور النشر والتوزيع هو على نوعية الكتاب ومضمونه· ورفض المقولة السائدة بأن الكتاب الإلكتروني طغى على الكتاب التقليدي بما فيه القصة والمنشورات التدريبية، قائلا: ''لا شيء يلغي أهمية المطالعة عند الطالب والتثقف عبر القراءة والتحليل الذهني المباشر· وغير صحيح بأن الأقراص المدمجة أكثر جاذبية لأن الأمر يتعلق بالمادة المقدمة، وقد يحمل كتاب متقن الاعداد والاخراج على الكثير من أدوات الجذب اضافة طبعا الى المضمون الجيد''· والدليل برأيه أن الطفل يختار بنفسه المجموعة التي تلفت نظره، بعد ارشاده على المناسب منها لسنه· والملاحظ هنا أن المجموعات مجزأة الى مختلف المراحل التعليمية، بحيث تجمع للطالب بشكل منظم كل ما يحتاج اليه لصقل قدراته الذهنية درجة بدرجة· المطالعة أولاً أما محمود الخالدي من مكتبة عصام، فقد انتقد بشدة استهتار الأهالي وعدم مبالاتهم في تأسيس الأبناء على قواعد ثقافية ثابتة· ''وبعيدا عن المدارس التي تخزن القصص في مكتباتها لتستفيد منها في الحصص التعليمية المختلفة، نلاحظ غيابا شبه كلي وجهلا غير مبرر عند عدد كبير من أولياء الأمور لجهة اصطحاب أبنائهم الى معارض الكتب''· فالطفل الذي يأتي برفقة أستاذه أو مدرسته قد لا يختار لنفسه ما يفيده حقا ويثري معلوماته''· والمطلوب برأيه أن يكون هنالك وعي لأهمية المطالعة في السنوات التأسيسية الأولى والتي تبنى عليها أفكار الطالب· وما يزعجه أن يتحول الكتاب الى جزء من الديكور المنزلي بحيث يركن على الرف ويأكله الغبار قبل أن يتصفحه الطفل، أو يخطر لأهله أن يقرأوا له ما بداخله أو على الأقل أن يشجعوه على القراءة بنفسه· وقد عبر عن اعجابه بالموزعين الأجانب الذين يتفننون بأشكال وأحجام الكتب من باب تحفيز رغبة الطالب على القراءة في البيت· ''وهذا ما يبرر توجه الأطفال في الغرب الى المطالعة بنسبة أكبر''· وبالانتقال الى دار الكتب اللبنانية، حيث الكثير من الاصدارات الجديدة المتخصصة للصغار بدءا من عمر 3 سنوات، أكدت مي حسن الزين أن كتاب الطفل مازال محافظا على رونقه وعلى كامل تفاصيله العلمية والتعليمية· ''لكن ثمة خطر يحدق به والذي تتسبب به الهجمة الضخمة في السوق على انتاج الأقراص المدمجة، والتي على أهميتها، الا أنها تحجب اهتمام الطالب عن المطالعة وتدفعه الى القراءة السريعة والسهلة التي توفرها الصفحات الالكترونية''· وهي لا تجد خطأ في التطور العلمي، وانما تشجع عليه شرط ألا يلغي قراءة الكتب وتصفحها من حياة الطفل وهي الأولى والأهم· وتنوه بدور المدارس في المحافظة على حصص المطالعة، بحيث مازال عدد كبير منها يحرص سنويا على شراء النشرات التعليمية والتثقيفية الجديدة، التي تساعد على ضخ أكبر قدر من المعلومات للطلبة في مختلف الصفوف· الإنجليزية··· أسهل أما في ما يتعلق بالطلب المتزايد على الكتب والقصص المطبوعة باللغة الانجليزية، على حساب اللغة العربية، فيبدو أنه أصبح أمرا مفروغا منه ليس فقط بين الأطفال وانما كذلك في صفوف الأهل الذين تقع أيديهم أولا على المنشورات الانجليزية· وفي حال عدم توفرها يسألون عنها، في حين أنهم يتركون النسخة العربية التي قد تكون متوفرة· وأكد على ذلك أحمد اليمامي وهو أب لتسعة أبناء يزور سنويا معرض الكتاب وينتقي لهم بنفسه مجموعة كتب وقصص تناسب مراحلهم التعليمية· ولكن الاعتماد أكثر على اللغة الانجليزية والسبب برأيه ''أنها أسهل على الطالب من اللغة العربية ولاسيما في ما يتعلق بالأرقام والمواد العلمية· وبالرغم من قناعته بأن هذا الأمر مجحف في حق اللغة العربية، إلا أنه بدا مستسلما للغة العصر الحديث كسواه من الأهل''· ولشدة حرصه على تثقيف أولاده وبناته يصر على أمر المطالعة عن طريق الكتب: ''لأن الطالب اذا ما قرأ الكتاب أكثر من مرة وقلب في صفحاته، ترسخ المعلومة في ذهنه أكثر من الكمبيوتر''· من جهتها، ذكرت سلوى حنا، وهي أم لثلاث بنات، أنه من المفيد تعليم الأطفال أكثر من لغة، شرط ألا نقلل من أهمية اللغة العربية التي تعتبر الركيزة الأساسية في مجتمعنا· ''وأنا شخصيا أنتقد الأهالي الذين يتبجحون بطلاقة ألسنة أبنائهم باللغات الأجنبية، في حين أنهم لا يجيدون ''العربية'' ولا يفهمون معاني الكلمات في معظم الأحيان''· وعن نفسها فهي تشجع بناتها على القراءة بالعربية والانجليزية وتشتري لهن الكتب والقصص باللغتين لتنمي لديهن منذ حداثتهن المدارك العلمية المختلفة· الكتاب المناسب على النقيض من كلام سلوى، أشارت منى العريس أنها شخصيا لا تميل الى المنشورات العربية لكتب الأطفال، وعندما تزور المكتبات أو معارض الكتب تشتري لابنها الوحيد (أربع سنوات) القصص باللغة الانجليزية· وبررت رأيها قائلة: ''أجد أن المطبوعات الأجنبية أكثر مرونة وسلاسة من العربية، وأنا بصراحة أستسهل أن أعلم ابني أسماء الحيوانات والحروف والأرقام والأعداد بالانجليزية، وأترك أمر اللغة العربية للمدرسة في ما بعد''· المعلمة عبير أصفري من مدرسة أشبال القدس، وكانت تصطحب مجموعة من الطالبات الى داخل المعرض، شرحت عن أهمية المطالعة في حياة الطفل لأنها تنمي لديه الذكاء وحب المعرفة وتوسع من مداركه· وشددت على ضرورة انتقاء الكتاب المناسب للسن المناسب ''فالأطفال في المرحلة التعليمية الأولى، يحتاجون الى الكتب العلمية والقصص التي تنمي فكرهم وتوسع خيالهم، وفي المراحل المتقدمة تفيدهم المطالعات الثقافية الشاملة''· وهي تنصح الأمهات في مساعدة أبنائهن على اختيار الكتاب الصحيح، فالأولاد مثلا تناسبهم الكتب التي تقوي لديهم روح المسؤولية والقيادة· والكتب الهادفة للبنات في سن المراهقة، تلك التي تشجعها على التدبير المنزلي، بما في ذلك أعمال الديكور والطهي·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©