الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

4 كتّاب يقرأون الرفض بطرائق مختلف

4 كتّاب يقرأون الرفض بطرائق مختلف
15 مارس 2008 01:07
''الكتابة وقيمها في العالم العربي'' كان محور الحلقة النقاشية التي قدمت أمس الأول ضمن نشاطات معرض أبوظبي الدولي الثامن عشر للكتاب بتنظيم جائزة الشيخ زايد للكتاب على أرض المعارض في قاعة منتدى الحوار بأبوظبي· اشترك في المحاضرة الروائي المصري جمال الغيطاني والروائية السعودية بدرية البشر والروائي الجزائري واسيني الأعرج الذي أدار الحوار والكاتب والمفكر الدكتور نذير العظمة· في بداية المحاضرة تحدث جمال الغيطاني عن إشكالية توزيع الكتاب والادعاء الذي رفض ان يكون معياراً على نجاح النص الأدبي المطبوع والذي مفاده ان هذا النص قد نفد من السوق عبر طبع وإصدار آلاف النسخ منه· يقول الغيطاني: عندما صدرت ''أرخص ليالي'' ليوسف إدريس كان الجو ثقافياً ونقدياً في ظل مناخ صحي إذ تلقفته الأقلام النقدية تكريماً لكاتب مهم، أما الآن فلا توجد حركة ثقافية تضبط المقاييس إذ وصف الجو الثقافي العام بـ''الفوضى'' كما انه تحدث عمن بدأ يكتب عن اللغة الروائية وعلاقتها بالتاريخ واصفاً الكتاب والروائيين بأنهم من يخلقون ''القاموس'' اللغوي واعتبر عمله على اللغة جزءاً أساسياً من الإبداع وان الأدب قد تحول الى ''سلعة'' والخطير لديه أيضاً ان تصبح الترجمة قيمة معيارية على الأدب الحقيقي حيث يشهد بفوز نجيب محفوظ بنوبل عام 1988 حين كتبت الصحف محفوظ، محفوظ، من هو محفوظ، الا انهم بعد فوزه وترجمته أصبح معروفاً لديهم· وافترض الغيطاني ان هناك نوعاً من الترجمة هو محاولة للتلصص على الثقافة العربية وشخص أيضاً ظاهرة ظهور الشخصيات اليهودية في الروايات العربية في الفترة الأخيرة وقد أكد في معرض حديثه هذا انه لا يفرق بين إنسان وآخر على أساس دينه وانه مع حرية الإنسان الا انه أراد توضيح هذا الخطاب الجديد الذي يعرض خلطة أدبية غير مصنوعة بدقة· وعن الأدب السعودي وصفه بأنه آخر أدب يلقي اهتماماً واضحاً حيث يجد ان هناك تركيزاً على بعض الروايات لمجرد العنوان وهو في محاولة لكشف حال المرأة في السعودية أي أنه أدب بمثابة تلصص اجتماعي وأدبي يؤدي الى توزيع كبير في الأسواق إلا اننا عندما نقرأ هذا المنتج نجده متواضعاً· ويقول الغيطاني: إن العشوائية في الحياة العربية انتقلت الى الحياة الثقافية ولذا نجد من لا علاقة له بالأدب يقيّم الأدب· وعليه يصبح الأدب ليس له التأثير العميق في الحياة الثقافية ثم تحدث عن هذه التجارب تغري الشباب ووصف أدب الريادة وما بعده بأنه يمتلك قيمة وتجريباً في اللغة وهم في النتيجة ووسط هذا الجو الثقافي الجديد قد يصبحون ديناصورات منقرضة ولذا اختتم كلامه انه ربما يعتبر نفسه واحداً من هذه الديناصورات أو هو الأول فيها· أما بدرية البشر فتقول إنها قد طلب منها عرض تجربتها في سياق الكتابة واعتبرت القيمة الكتابية في حياة السعوديات هو تحرير الإنسان إلا أنها أفرزت فوضى المعطي والمنتج واعتبرت الكاتب خارج كل الشروط الثقافية والسياسية ولهذا فإنها عندما تقرأ الأدب الروسي أو الأدب الأميركي فإنها لا تنحاز سياسياً وأكدت البشر على الشروط المحلية في أي إبداع واستشهدت بثلاثة نماذج وهي ''هاري ورترز'' و''سليمان رشدي في ''آيات شيطانية'' و''شفرة دافنشي'' لدان براون في إطار اعتبار هذه المشاريع تندرج في ذات الموضوع· تقول البشر: إن الكاتب العربي يحتاج الى تسويق عبر مؤسسات ثقافية وان الكاتب العربي مبتز ومغرر بهم تسويقياً، وفي تخصيصها لقراءة ما هو محلي قالت البشر إن هناك جيلاً في السعودية خرج بفعل فوضى العولمة حيث وجد ''الإنترنت'' والتعاطي الحر مع الآخر دون شروط· وقد سميت النساء الكاتبات في السعودية بـ''نساء اسبارطة'' أو ''كاتبات اسبارطة'' ضمن جزيرة تكنولوجية وهي التي حررت الكاتبات السعوديات ومنحت هذه الأقلام ان تظهر بشكلها الطفولي· وفي تعليق لواسيني الأعرج قال: إن هذه التجارب لا تزال غضة وهي عملية تدميرية ونحن نعيش أحداثاً خارج إرادتنا ثم قالت البشر لو ظهرت 60 كاتبة ولم يتبق سوى 10 هو أفضل من لا شيء وان في جيلها 10 كاتبات قبل 10 سنوات وكانت تكتب بارتياح تام أما الآن فإنها تكتب بقلق ثم افترضت انها ودعت سنوات الترف الإبداعي السعودي· وعلق واسيني الأعرج بأن هذه التجربة يجب الانصات لها ومع ذلك ان مدار القراءة هو مدار واسع وقال: انه عندما يقرأ جمال الغيطاني مثلاً يجد نصاً روائياً يمتلك استخدامات تراثية وأشكالاً جديدة مقلقة أما الآن فإن هذا الأدب الجديد لا نجد فيه الا عملية قرائية ولذا يصبح الحكم الأساسي هو معيار غير منضبط· وفي إضافتها على كلام الأعرج قالت بدرية البشر ان يشاع عن السعودية هو على السطح بمعنى انني أفهم ما يثير قلقك حينما تكلم على الكتاب من خلال اسمه وتجد داخله ضعيفاً وعددت مجموعة من الكتاب والكاتبات كتركي الحمد وأميمة الخميس ورجاء عالم وليلى الجهني واعتبرتها أسماء مهمة وافترضت أن هناك أدباً لا يمثل الأدب السعودي واعتبرتها تجارب شابة لا يحكم في ضوئها على معايير أو ملامح تشكل أدب مجتمع وحملت الناشر مسؤولية هذا الأدب المخفق· أما الدكتور نذير العظمة فتحدث عن نوعين من المبدعين وهم في صراع بين العولكة والهيلمة واعتبر المؤسسات الرسمية جهات تحاول الهيمنة على المبدع ووقف ضد الوظيفة الرسمية وطالب المبدع ان يختار أحد أمرين وهما الوظيفة أو الإبداع· وافترض العظمة ان الإنسان يجب ان يبدأ من القومية ليتحول الى الإنسانية ووضع المسؤولية على المبدع حيث من الواجب ان يختار طريفة بحرية ومسؤولية· واعتبر الذات الحقيقية هي من لا تحول ذاتها الى أداة أو وسيلة للآخر· وتداخل الغيطاني فدعا الى صرامة الأديب إزاء عمله وحريته في الكتابة وذكر ان الحياة قد تدعوه الى تنازلات يقدمها أو مجاملات يطلقها الا انه لا يتسامح في الكتابة ولا يقف إلا مع الإبداع· وان النص يقدم نفسه بنفسه واعتبر الكتابة منطقة لا تنازل فيها ولكن الناشر أصبح يريد ان يتعامل مع السوق بطريقته الخاصة وأكد ان الكاتب لا يستطيع ان يمتد إعلامياً إلا عبر المحلية وهذا ما وجدناه ـ بحسب قوله ـ في المطبخ الصيني الذي تجاوز مكانه ومحليته الى كافة بقاع الأرض ولهذا فإنه أكد على الخصوصية وقال إن العولمة هي الفعل المسيطر عبر وسائل كثيرة وان الايميل الذي ترسله لا يذهب إلا بعد مروره بأميركا وهنا أشار الى ان المهمة الجديدة هو أن يصبح العربي مشاركاً أو طرفاً في معادلة صناعة الاتصال بالآخر· وقال لا أريد أن يتحول أدبنا الى وسيلة فضائحية وأن يستخدمه النظام لتحسين صورته أما الأدباء الذين يكتبون ضمن وصفه مرسومة سلفاً فهو أمر مفضوح وأشار الى أن دور النشر تقدم أرقاماً كاذبة ولهذا دعا الى إنشاء مؤسسة تحقق من هذه الأرقام التي يدعون أنها حققت مستوى التوزيع· يقول الغيطاني: ان مستوى التوزيع للرواية الآن أقل مما كان عليه في الأربعينيات ولذا تجد المبدع بين المطرقة والسندان·· وقال أيضاً إنني أخجل من التصريح ولكن كتبي توزع في أوروبا أكثر من العالم العربي هنا نجد قلة في القراء وهو تأثير سلبي على الثقافة وان الجوائز في الغرب لها ميزة ترويجية فعندما يوضع شريط على الكتاب الفائز يجعل التوزيع خرافياً· ثم تداخل نذير العظمة فأكد صراع الذات والآخر وفي هذا الأمر اعترض جمال الغيطاني على التقسيمات التالية: الايديولوجي والذاتي والمحلي وان هؤلاء الكتاب كسروا الفرح والمتعة اذ لا توجد في أعمالهم وفي هذا الوقت انفعل العظمة فقال: أريد التحدث عبر تجربة فعلية وهي 60 سنة من الإبداع وانني ـ كما قال ـ لا أتحدث عن الفضاء بل عن تجربة حقيقية· ثم قال العظمة: إنني أجد صعوبة في الترويج لكتبي لأني أقف مع الحرية ولا أقدم هذا النظام أو غيره· هنا تداخل واسيني الأعرج وقال مات هذا الأدب الذي يربط نفسه بالسلطة بعد كل هذا تداخل معجب الزهراني ومحمد رشاد الناشر العربي المصري وأكد الزهراني ان قيمة المتعة مسألة ذات أهمية وأشار الى ما أشار له العظمة وطالب بأن نكون مرنين أكثر وبحاجة الى التواضع وتوقف معجباً بموضوعه ''انفجار الكتابة في السعودية واعتبره بمثابة ''انفجار المكبوت''·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©