علي عقلة عرسان: طموح الإمارات أن تكون منارة ثقافيـــــــــة ومعرفية في المنطقة العربية

بدأ الدكتور عرسان حديثه قائلاً: المعرض بشكل عام جيد وبه تنظيم مريح من حيث المداخل والمخارج، وتوافر خدمات جيدة للزائرين، وان كنت ألاحظ غياب لدور نشر وبلدان عديدة، مثل السودان، وموريتانيا، والمغرب، وليبيا، واليمن· ويضيف: هناك شكوى لبعض الناشرين، ربما تكون صحيحة أو غير صحيحة عن ارتفاع تكاليف إقامة الأجنحة داخل المعرض، وهو ما ينعكس بالضرورة على القارئ، لأن صاحب دار النشر لابد وأن يحمل كل التكاليف على القارئ، وهو ما يؤثر سلباً على عملية الإقبال على شراء الكتب· ويشيد عرسان بالأنشطة الثقافية المصاحبة للمعرض، ولو أن حضور الجماهير مثل هذه الأنشطة ليس بالقدر الكافي· وعن النهضة الثقافية الكبرى التي تتم في أبو ظبي، يقول: تشهد أبو ظبي نشاط ثقافي ملحوظ في السنوات الأخيرة، خصوصاً بعد دخول مؤسسات رسمية في مجال الجوائز والثقافة والنشر، وعلى رأسها هيئة الثقافة والتراث في أبو ظبي، التي يمتد دعمها إلى الثقافة العربية بشكل عام، ومن أبرز ما أنتجته في هذا الصدد مشروع كلمة، الخدمات الموسوعية الشعرية، فضلاً عن الأنشطة الثقافية المتميزة التي تقام على مدار العام داخل المجمع الثقافي في أبو ظبي، وبصفة عامة أرى أن مدينة أبو ظبي وأنشطتها الثقافية تشكل جزءا من المشهد الثقافي الثري التي بدأت دولة الإمارات في الظهور به في السنوات الأخيرة، وهو ما يساهم في تحقيق نقلة نوعية في خدمات الثقافة العربية· ويرى عرسان أن دولة الإمارات لديها طموح مشروع وجيد، لأن تكون منارة ثقافية ومعرفية في المنطقة العربية، ولديها من الإمكانات الإدارية والتنظيمية والمادية ما يؤهلها للعب هذا الدور بفاعلية وقوة· وعن أهمية الكتاب يقول محدثنا: الكتاب قد يكون في وعاء ورقي أو إلكتروني، وسابقاً كان في وعاء حجري، وفي أشكال أخرى عديدة، المهم هو أن نقرأ الكتاب ، وبالنسبة للكتب الموجودة على الشبكة العنكبوتية، أعتقد أن المواقع التي تقدم الكتاب بشكله الكامل الموثق والدقيق، مواقع قليلة جداً، ومن هنا أركز على ضرورة توفر الموضوعية في الكتب المنشورة على شبكة الإنترنت، حتى تكون هناك خدمة جليلة لكل من المبدع والقارئ· ومع ذلك فالكتاب الورقي لا يزال مُعتمدا بشكل أكبر، ولكنه قد لا يكون متاحاً بنفس الطريقة التي ينتشر بها الكتاب الالكتروني، وهو ما قد ينقلنا للتعرض لمشكلة تراجع مستوى القراءة، والوعي ، ولذلك لابد من وضع سياسة عربية شاملة للتشجيع على القراءة ورفع المستوى الثقافي العربي بشكل عام، وأن لا تقتصر تلك السياسة والجهود على جهات بعينها، وانما ينبغي أن تتضافر كل الجهود من أجل إقامة علاقة قوية بين الأفراد والكتاب، وأيضاً تقديم معلومات صحيحة ودقيقة عن الكتاب للقارئ كي يقبل على قراءته، دونما إفساد للذوق من خلال إطلاق أحكام غير موضوعية، قد تنعكس على المتلقي عند قراءته للكتاب· وعن الثقافة وارتباطها بالمنظومة القيمية في المجتمعات، يقول: إن الثقافة تقدم المعرفة، والمعلومات، وثقل السلوك، والقيم، وذلك يكون من خلال الأجناس الأدبية والفكرية والفنية المختلفة، فالثقافة تدخل في ثوب الحضارة، والحضارة ليست مجرد تقدم تقني، انما هي بعد روحي وقيمي وإنساني، ولذلك فالعلاقة بين الثقافة والقيم علاقة متداخلة ولا تصح إحداهما إلا بوجود الأخرى·