الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

رواد المعرض·· بحث دائم بين المعروض والمرغوب

رواد المعرض·· بحث دائم بين المعروض والمرغوب
15 مارس 2008 01:09
ما الفرصة التي يمثلها معرض أبوظبي الدولي للكتاب لزواره من الباحثين عن المفيد والجديد من العناوين؟ وهل يجدون فيه مبتغاهم؟ وهل يرون أن أسعار الكتب المعروضة تغري القارئ العادي للشراء؟ وهل يهتمون بالفعاليات المصاحبة للمعرض؟ عن هذه الأسئلة يجيب عدد من زوار المعرض: تبدي الفنانة التشكيلية الإماراتية فاطمة سيف إعجابها بمعرض هذا العام وتقول إن تنظيم المعرض كان غاية في الإبداع، وترى أن الكتب المتوافرة في المعرض لا يوجد عليها رقابة بشكل كبير وهناك مساحة أوسع من الحرية مقارنة بالأعوام السابقة، وتشير إلى أن المعرض هذا العام شهد فعاليات متميزة، وقد أعجبها كثيراً من تلك الفعاليات ما يعرف بـ ''حجرة النصوص'' والتي شهدت قراءات شعرية لشاعرين من ألمانيا وهما ''باس'' و''تيموثيس'' وهما يمثلان إحدى مدارس الشعر الحداثي في الغرب الذي يسمى شعر ''البوب'' وقد كانت هناك ترجمة عربية مصاحبة للإلقاءات الشعرية لهذين الشاعرين· وتقول فاطمة سيف إنها تميل إلى اقتناء كتب الأساطير والديانات والشعر والفلسفة، وهي متوافرة إلى حد كبير· وهي تشيد بتجربة استجلاب ناشرين من الغرب، وترى أنها مفيدة بالنسبة لكل من الناشرين والقراء، نظراً لانعدام الرقابة في الغرب، وهو ما يعني أن الكتب التي أتوا بها تحمل مضامين جديدة قد لا تكون متداولة بكثرة في مشرقنا العربي· وتضيف: هناك ناشرون عالميون مشاركون في معرض أبوظبي أثبتوا احترامهم لحرية الرأي وحرية الكتاب، وقاموا بنشر كتب تتعارض مع معتقداتهم، وقد قابلت أحدهم، وكان يعرض كتاب ''شفرة دافنشي'' وهو كتاب أحدث ضجة عالمية حين نُشر، وسألته عن رأيه في الكتاب وقال إنه كتاب على مستوى فكري راقٍ، على الرغم من أنه يتعارض مع كل مبادئه الدينية وأفكاره، وهو ما يعد درساً للناشرين العرب والرقابة المحلية في ضرورة التخفيف من حدة الرقابة المفروضة على الفكر والإبداع· تنظيم جيد أما حمدة القبيسي والتي تعمل مصممة ديكور، فتقول: إن الكتب الموجودة في المعرض على مستوى عالٍ من الإخراج بالإضافة إلى ارتفاع مستوى المضمون بها، وتضيف أن المعرض منظم بشكل جيد جداً، وتطالب بإطالة فترة إقامته لمدة أسبوعين، وقد لفت نظرها اهتمام المدارس بزيارة المعرض بشكل لم يكن يحدث من قبل· وتذكر حمدة القبيسي أن الكتب التي تستهويها هي كتب الشعر النبطي وكتب علم النفس، ومن أهم الكتب التي جذبت انتباهها في المعرض كتاب ''الرجال من المريخ، النساء من الزهرة'' وهي تنصح كل من الرجال والسيدات بضرورة مطالعة هذا الكتاب لما يحتويه من أساليب توضح كيفية معاملة المرأة لزوجها، وكذلك تعلم الرجل كيف يتعامل مع زوجته، بما يؤدي بهما إلى استدامة أسباب الحب والوفاق الأسري، كما اشارت إلى أن هناك عجزاً في بعض الكتب لأن طباعتها قد توقفت، ومنها مؤلفات الشاعر الإماراتي سالم الجمري، وهي ترجو إعادة إصدار كتب المؤلفين القدامى وخصوصاً الكتب النادرة· والمعرض يمثل لها أهمية كبرى لأنه فرصة للتعرف إلى اخر ما أصدرته دور النشر العربية والعالمية، وهي تترقبه باهتمام كبير وتسعى دائماً كي تعرف عناوين الكتب الموجودة به، ولكن لضيق وقت المعرض لا تتمكن من ذلك· وتقول عن الكتاب، أنه خير معلم وصديق، وهي عندما شرعت في التعود على القراءة حدثت لها تغيرات جذرية في حياتها، وأصبحت ترى أن الحياة تحمل معنى أكبر وقيمة عالية لا يدركها كثير من البشر· تاريخ وتراث ويقول ماجد السويدي: أنا أزور المعرض بشكل منتظم سنوياً، والمعرض هذا العام هو الأفضل من جميع السنوات السابقة، من ناحية تنوع العناوين، وتعدد دور النشر· وهو جاء ليبحث عن كتب تتناول تاريخ الإمارات، ولم يجدها متوافرة بالشكل الذي كان يتوقعه، وقد لاحظ أن المعرض هذه الدورة قد اهتم كثيراً بتراث الإمارات، وحاول إبراز العادات والكيفية التي كان يعيش بها أهل الإمارات قديماً من خلال بعض الفعاليات التراثية المصاحبة للمعرض، وهو ما يُعد عنصر جذب للمعرض سواء للمواطنين أو الوافدين، وهو يرى أن أسعار الكتب مشجعة جداً وتكاد تكون نصف سعر سوق الكتاب في الخارج· ويقول أيضاً إن انشغالات الحياة الكثيرة، تجعل المعرض فرصة ثمينة لتعيدنا إلى عالم الكتب والقراءة، ويتمنى حضور الندوات والمحاضرات التي تقام في المعرض، ولكن ضغط ظروف العمل يمنعه عن ذلك· لقاء مع المبدعين أما أحمد بن محمد الأزعر فيتحدث قائلاً: أنا من المدمنين على زيارة معرض أبوظبي للكتاب سنوياً، وقد تميز معرض هذا العام بوجود استغلال جيد للمساحة الكبيرة المقام عليها المعرض، والفعاليات المصاحبة له مفيدة جداً، وقد أتاحت له اللقاء مع الأديب الكبير جمال الغيطاني وجهاً لوجه، فضلاً عن وجود كم كبير من الأدباء والمبدعين القادمين من مختلف دول العالم· وهو يثني على تشجيع وزارة التعليم للطلبة على القراءة، وهو ما يظهره الوجود الكثيف للطلبة على أرض المعرض·· ويضيف، إذا كنا نسعى إلى ترسيخ بنية سوية لدى أولادنا، فليس هناك أهم من الكتاب للعب هذا الدور، قبل الانترنت والإعلام وغيرها من وسائل التاثير على الأطفال، لأن الكتاب على الرغم من أنه ''قديم جداً إلا أنه سوف يبقى مؤثراً جداً''· ويضيف الأزعر: تستهويني كتب المعرفة الحقيقية التي تخاطب العقل، المتمثلة في الكتب الفكرية التي تروم تأسيس الإنسان· وهذه النوعية من الكتب موجودة في المعرض، وإن كان يتمنى زيادتها بشكل أكبر، لأنها تعطينا رؤية شاملة للإنسان والحضارة، وتساعدنا على الانفتاح وتجعلنا لا نضخم الذات· وعن أسعار الكتب يقول: أرجو تخفيض أسعار الكتب، حتى يستطيع أكبر قدر ممكن من الناس اقتنائها، فكلما كان الإقبال على القراءة أكثر، كلما عمت الفائدة، وارتقى المستوى الثقافي والمعرفي لأفراد المجتمع، وهو ما نريده، ويظل الكتاب محور ومركز المعرفة، لأن شعب يقرأ هو شعب ناهض ومتطور، إذاً هو شعب متحضر· حضور الأطفال وتشعر مها حسن وهي زائرة دائمة للمعرض، بتطور المعرض عاماً بعد عام، سواء في طريقة عرض الكتب أو في جميع الفعاليات المصاحبة له· وترى أن أجمل ما في معرض هذا العام هو الوجود الكثيف للأطفال في المعرض، لأن الأطفال يعزفون عن القراءة في عصر الإنترنت، ومن خلال احتكاكهم المباشر بالكتاب، سوف تنشأ علاقة حميمة بينهم وبين الكتاب، ومن ثم يشبوا على عادة القراءة وتصبح متأصلة لديهم· وتوضح مها حسن أنها قارئة جيدة للكتب الأدبية والاقتصادية، وهي متوافرة بكثرة في المعرض ولا يوجد بها أي نقص، نظراً لتنوع دور النشر، هي تنتهز هذه الفرصة لتوجيه الشكر لمسؤولي الدولة، لجهودهم في إقامة المعرض الذي يُعد بوتقة لانصهار الحضارات والثقافات· وتشير إلى أن المعرض فرصة للمثقف للتعرف إلى الكتاب الجيد وغير الجيد من خلال اطلاعه على مختلف نماذج الكتب، وهي تتمنى تكثيف الدعاية عن البرامج والفعاليات المصاحبة للمعرض، قبل إقامته بفترة كافية حتى يتسنى للجميع تنظيم وقته وحضور تلك الفعاليات· أول مرة أما سيدة غنية فقد زارت المعرض للمرة الأولى وتقول إنها وجدته يحتوى على كم هائل من الكتب ووجدت ما كانت تبحث عنه من كتب متخصصة في اللغة الفرنسية، وهو ما كانت تريده لابنها، وترى أن أسعار الكتب جيدة إلى حد كبير· وتقول الأستاذة سهيلة العزرجي إن تنظيم المعرض رائع وجميع المكتبات ودور العرض قامت بعرض الكتب بشكل جميل، يتيح للقارئ معرفة العناوين بسهولة ويسر· وترى أنه مشابه إلى حد بعيد معرض الجزائر الدولي للكتاب، ولكن مساحة معرض أبوظبي أوسع، وهو ما يجعل الزائر يشعر براحة كبيرة أثناء تجواله في ردهات المعرض· وهي تهتم كثيراً بكتب الطبخ، ووجدتها متوافرة بكثرة، واشترت واحداً منها، وترى أن هناك تفاوتاً في أسعار تلك النوعية من الكتب، على الرغم من تشابهها إلى حد كبير في المضمون· من الدوحة أما الدكتور صفوان زيدان فيقول، إنه جاء خصيصاً من الدوحة لزيارة مركز زايد للنشر والمؤسسات التابعة للمجلس الأعلى للثقافة في دولة الإمارات، لشراء مجموعة من الكتب التي تتناول تاريخ وتراث الإمارت، وهو زائر دائم لجميع معارض الكتاب العربية، ويشير إلى أن معرض أبوظبي للكتاب من المعارض المهمة على مستوى الوطن العربي، وأهمية أي معرض للكتاب تكمن في أنه يتيح للمجموعات البشرية التعرف إلى الكتاب عن قرب، وهو ما يشجع أفراد تلك المجموعات على شراء الكتب، ومن ثم تنمو لديهم عادة القراءة· ويضيف زيدان: أمتلك واحدة من أكبر المكتبات الموجودة في منطقة الخليج، وأسعى دائماً إلى اقتناء كل ما هو جديد ومفيد في عالم الفكر والمعرفة، ولا يهمني السعر طالما كنت احتاج الى الكتاب· وأرجو أن تطول أيام المعرض عما هو عليه الحال الآن، كما أن عمل المعرض صبيحة يوم الجمعة فكرة غير موفقة بالمرة، خصوصاً مع قلة عدد الأيام التي يقام فيها المعرض· ضآلة التخصصات ويشيد منصور المرزوقي (مدير مدرسة) بحسن تنظيم وإعداد المعرض، وإن كان يشكو من قلة عدد الأفراد القادرين على مساعدة الزوار· ويقول إنه جاء لشراء بعض الكتب التي تناسب الطلاب من ذوي الفئة العمرية من 6 إلى 15 عاماً· بالإضافة إلى بعض الكتب المتعلقة بالنواحي الإدارية والتربوية والنفسية، وقد وجد عجزاً في بعض كتب التخصصات التربوية، ويتعجب من وجود تزاحم في المعرض من دون داعٍ وخاصة بالنسبة لأطفال رياض الأطفال، الذين ما زالوا غير واعين ولا مدركين لمعنى الكتاب ومعرضه· ويتحدث فتحي محمد العناتي فيقول، إن المعرض مفيد وبه إثراء لثقافة الطفل، وذلك بفضل كثرة القصص سواء باللغة العربية أو باللغة الإنجليزية، ولكن المعرض كان ينقصه بعض الكتب الأدبية، مثل مؤلفات ''مصطفي صادق الرافعي'' و ''المنفلوطي''، وكذلك كتب الرياضيات بها عجز واضح، حيث إن معظم العرض كان لقصص الأطفال، والكتب الدينية· وأرى أن الأسعار متوسطة وليست مرتفعة، ولي ملاحظة، تتمثل في ضرورة وجود مركز للاستعلامات وخدمات الجمهور داخل أروقة المعرض وليس في الصالة الخارجية له·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©