الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

أولاند: الاستعمار الفرنسي للجزائر كان «ظالماً ووحشياً»

أولاند: الاستعمار الفرنسي للجزائر كان «ظالماً ووحشياً»
21 ديسمبر 2012
الجزائر (وكالات) - اعترف الرئيس الفرنسي فرنسوا أولاند أمس أمام البرلمانيين الجزائريين بـ «المعاناة» التي تسبب فيها الاستعمار الفرنسي للجزائريين الذي دام أكثر من قرن، ودعا في ثاني يوم من زيارته لهذا البلد إلى ضرورة قول الحقيقة حول الماضي «مهما كانت مؤلمة». وقال أولاند: إن الحكم الاستعماري الفرنسي للجزائر كان «نظاماً ظالماً ووحشياً إلى حد عميق». وفي كلمة أمام البرلمان الجزائري، قال أولاند: إن الاستعمار الفرنسي جلب المزيد من المعاناة للشعب الجزائري، الذي نال الاستقلال عام 1962 بعد ثورة استمرت ثمانية أعوام، وخلفت مئات الآلاف من القتلى. وقال: «أعترف هنا بالمعاناة التي تسبب فيها الاستعمار للشعب الجزائري»، وذكر أحداث «سطيف وقالمة وخراطة التي تبقى راسخة في ذاكرة الجزائريين ووجدانهم». وأوضح أولاند أنه «خلال 132 سنة خضعت الجزائر لنظام ظالم ووحشي، وهذا النظام يحمل اسماً هو الاستعمار». ووسط تصفيق البرلمانيين الجزائريين المجتمعين، قال أولاند إنه: “في الثامن من مايو 1945 بسطيف عندما كان العالم ينتصر على البربرية تخلت فرنسا عن مبادئها العالمية”. وأضاف «يجب أن نقول هذه الحقيقة لكل من يريد وخاصة الشباب» الذين يشكلون نصف عدد السكان الجزائريين «لتعيش الصداقة بين البلدين». وقال الرئيس الفرنسي، إنه «مهما كانت الأحداث مؤلمة لا بد أن نفصح عنها»، ولا يجب أن نبني علاقاتنا «على نسيان ما حدث». وأكد الرئيس الفرنسي أنه «يجب قول الحقيقة أيضاً حول الظروف التي تخلصت فيها الجزائر من النظام الاستعماري، حول هذه الحرب التي لم تسم باسمها في فرنسا، أي حرب الجزائر». وتابع «نحن نحترم الذاكرة كل الذاكرة ومن واجبنا أن نقول الحقيقة حول العنف والظلم والمجازر والتعذيب”. ويدرس الثامن من مايو 1945 في المدارس الجزائرية على أنه مناسبة وطنية قتل فيها الجيش الفرنسي «45 ألف جزائري» وأحد أسباب قيام حرب التحرير في 1954 التي أدت إلى استقلال الجزائر عن فرنسا في 1962. ويتحدث المؤرخون الفرنسيون عن سقوط ما بين 15 إلى عشرين ألف قتيل منهم 103 أوروبيين. وكان هولاند أعلن في اليوم الأول من زيارته أنه لم يأت إلى الجزائر «للاعتذار أو التعبير عن الندم»، ولكن لفتح صفحة جديدة في العلاقات بين البلدين. وقال في مؤتمر صحفي: «هناك حقيقة يجب قولها حول الماضي وهناك خاصة إرادة للنظر للمستقبل، وزيارتي هي للمستقبل وهي من أجل تعبئة مجتمعينا». وأبرز ما سيميز المستقبل بين البلدين التوقيع على ستة اتفاقات تخص الدفاع والاقتصاد والتعليم، بالإضافة إلى توقيع على إعلان «الصداقة والتعاون» بعد التخلي عن «معاهدة الصداقة» بسبب فشل المفاوضات حولها منذ 2003. من جانبه، صرح وزير الخارجية الجزائري مراد مدلسي أمس أن خطاب الرئيس الفرنسي أمام أعضاء البرلمان الجزائري «لم يهمل لا الماضي ولا المستقبل»، بينما وصفه وزير المجاهدين بأنه «قريب» مما نتمناه. وقال مدلسي في أول رد فعل رسمي على خطاب أولاند، إن «الخطاب لم يهمل لا الماضي ولا المستقبل»، معتبراً أن أولاند «ركز في خطابه على جور النظام الاستعماري والمعاناة الكبيرة للشعب الجزائري». وأوضح مدلسي أن “أولاند أبرز في خطابه ثقافة السلم واحترام الآخر، وهما مبدأين أساسيين لبلادنا ودبلوماسيتها ولا يمكن إلا أن نجد أنفسنا في هذه المبادئ وتطبيقها في الميدان. من جهته رأى وزير المجاهدين (المحاربون القدامى) محمد شريف عباس أن الخطاب «قريب مما نتمناه بنسبة محترمة» بخصوص الاعتراف بـ «جرائم الاستعمار الفرنسي» في حق الشعب الجزائري. وأكد محمد شريف عباس أحد أهم المطالبين باعتذار فرنسا أن هذا الخطاب «سيكون محل دراسة وتحليل معمق وآنذاك ممكن أن نوضح الرؤية أكثر فأكثر. لكن على العموم فهو خطاب متفائل و«تصريح جيد». وكان أعضاء من غرفتي البرلمان الجزائري حيوا «التقدم» في خطاب الرئيس الفرنسي. وقالت نائب رئيس مجلس الأمة والمناضلة خلال حرب التحرير زهرة ظريف بيطاط، إن خطاب أولاند «يظهر نية في العمل المشترك ويقضي نهائياً على روح الاستعمار الجديد التي شوهت العلاقات بين البلدين».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©