الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

محادثات سلام أفغانية بمشاركة «طالبان» في فرنسا

محادثات سلام أفغانية بمشاركة «طالبان» في فرنسا
21 ديسمبر 2012
باريس، كابول (وكالات) - التقى ممثلون عن الفصائل الأفغانية المتقاتلة في باريس أمس في إطار محادثات تاريخية تستمر يومين تعزز الآمال في دفع عملية السلام في أفغانستان البلد الذي تمزقه الحرب. وفي هذه الأثناء، فُقد جندي جورجي في جنوب أفغانستان، كما أفادت القوات الأطلسية أمس. ولأول مرة منذ الغزو الذي قادته الولايات المتحدة لإخراج حركة طالبان من السلطة في أواخر 2011، تجلس شخصيات بارزة في هذه الحركة المتشددة مع مسؤولين في الحكومة الأفغانية وشخصيات من القوى المعارضة الأخرى على طاولة مناقشات نظمتها مؤسسة فرنسية لبحث مستقبل البلاد. ويشارك حوالى 20 أفغانيا في المحادثات المغلقة التي تستغرق يومين بحسب مؤسسة الأبحاث الاستراتيجية وهي مؤسسة دراسية بادرت بالدعوة إلى الاجتماع بدعم من الخارجية الفرنسية. وأكدت المؤسسة بدء المحادثات في مكان لم يكشف عنه بالقرب من باريس، ولكنها لم تكشف عن أجندة المحادثات أو أية تفاصيل أخرى خشية التأثير على هذه المحادثات المهمة التي تهدف إلى بناء الثقة بين الأطراف. وتأتي هذه المحادثات على خلفية الجهود المتسارعة لاشراك طالبان وغيرها من القوى المعارضة لحكومة الرئيس حميد كرزاي في المفاوضات حول إدارة أفغانستان بعد انسحاب القوات الغربية في نهاية 2014. ويخشى دبلوماسيون أن يكون البديل عن ذلك حرب أهلية متعددة الأطراف ستجعل التدخل الغربي في البلاد والذي استمر أكثر من عشر سنوات وكأنه مجرد خسارة للأرواح البشرية ولمليارات الدولارات. وكانت حكومة كرزاي وضعت خارطة طريق للسلام تشتمل على اقناع طالبان وغيرها من المجموعات المسلحة بالموافقة على وقف لإطلاق النار كمقدمة لأن يصبحوا شركاء سلميين في الديموقراطية الناشئة في البلاد. وكخطوة أولى في ذلك الاتجاه، تحاول إدارة طالبان ضمان الإفراج عن عدد من معتقلي طالبان في باكستان. وينظر إلى التقدم في قضية هؤلاء المعتقلين على إنها مهمة إذا أُريد جلب طالبان إلى مفاوضات مباشرة مع الحكومة. وتنص خارطة الطريق الأفغانية على أن تجري هذه المفاوضات في السعودية العام المقبل بمشاركة باكستان والولايات المتحدة. وحتى الآن رفضت طالبان التفاوض مع الحكومة التي تعتبرها دمية في يد الولايات المتحدة، كما توقفت المحادثات الأولية بين مسؤولين أميركيين وطالبان في مارس. إلا أن وجود شخصيات بارزة من طالبان في الاجتماع مثل شهاب الدين ديلاوار، اعتبر بمثابة مؤشر على أن “الجماعة الإسلامية” تفكر في الذهاب إلى أبعد من المحادثات الاستكشافية. وكان ديلاوار يشغل سابقا منصب نائب رئيس المحكمة العليا لطالبان، تطلب حضوره إلى فرنسا صدور تصريح خاص له بذلك من الأمم المتحدة نظرا لأنه يخضع لحظر السفر بموجب عقوبات دولية مفروضة على طالبان. وتنص خارطة الطريق التي وضعها كرزاي صراحة على إشراك زعماء طالبان في حكومة تقاسم سلطة و/أو تعيينهم في مناصب مثل حكام الولايات في معاقل الباشتون في جنوب وشرق البلاد. ويخشى البعض أن تؤدي سيطرة طالبان على قطاعات كبيرة من البلاد الى القضاء على التقدم الذي تم احرازه خلال العقد الماضي في مجال الديموقراطية وحقوق الإنسان وحقوق المرأة. وإضافة إلى تقديم تطمينات بهذا الشأن، سيكون على طالبان، التي حكمت أفغانستان كـ”إمارة إسلامية” من 1996 وحتى 2001 أن تقطع علاقاتها بشكل تام مع تنظيم القاعدة. وكان تواجد القاعدة في أفغانستان أدى إلى تدخل الغرب في هذا البلد بعد هجمات 11 سبتمبر على الولايات المتحدة. وأمس أعلن الحلف الأطلسي عن فقدان جندي جورجي في جنوب أفغانستان، كما أفادت القوة الدولية للمساعدة على إحلال الأمن في أفغانستان (ايساف) في هذا البلد والتي تشارك فيها جورجيا. وهو الجندي الدولي الثاني الذي يعتبر في عداد المفقودين. وكانت ايساف فقدت آثار الأول السرجنت الأميركي باو برجدال في 30 يونيو 2009 في ولاية باكتيكا (جنوب شرق). والرجل الذي أكدت حركة طالبان إنها أسرته، لم يتم العثور عليه أبدا على الرغم من ثلاثة أعوام من البحث. وقال متحدث باسم التحالف الدولي إن “جنديا في ايساف من جورجيا فقد.. نجمع معلومات لمعرفة ماذا حصل. وتجري عمليات بحث نشطة للعثور عليه”. وجورجيا هي أكبر مساهم في قوة التحالف الدولي في أفغانستان بين الدول غير الأعضاء في الحلف الأطلسي مع حوالى 1570 عسكريا منتشرين في هذا البلد. وتطمح تبيليسي منذ سنوات للانضمام إلى الحلف على الرغم من غضب روسيا التي خاضت معها حربا خاطفة في 2008 للسيطرة على اوسيتيا الجنوبية، وهي جمهورية انفصالية جورجية. وقتل ما مجموعه 18 عسكريا جورجيا في أفغانستان في السنوات الثلاث الأخيرة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©